هنا رسول اللّه ، هنا محمّد

عمران نت/ 19 / نوفمبر 2018م

بقلم / أشواق مهدي دومان

من فرط إجلالي و عميق محبتي و طفح إعجابي و غرام اعتزازي و سمو نظرتي لهم ،
بتُ أخاف عليهم منّي أن أصيبهم بالعين فعين المحبّ كما يقال تصيب ،
عين تذرف فرحا و نشوة بانتصاراتهم ، عين تبعث للروح رسائل عشق طاهر تتلعثم خشية عجز التّعبير أن يسمو لمقاماتهم العالية ،
إنّي أتحدّث عن أولئك الثّابتين الشّامخين الأعزّة الغرّ الميامين الحيدريّين الأباة الشجعان الأبطال ، حديثي عن العمالقة حديثي عن رجال الجيش و اللجان الشّعبيّة ، رجال اللّه و أسوده الضّيغميّة الحيدرية ،
وقد أمرتُ حروفي بأن تقف عند حدّ معين من بيان عشقي الطّاهر الممتنّ لهم ، و في وصف لا يتهمني البعض فيه بالمبالغة ، فو اللّه ما أكرهتُ حرفا واحدا حين الكتابة لهم و فيهم، لكنّها حروف تجرف كلّ وهم وشكّ ، حروف تعدّت أوامري و كأنّها تأخذ أوامرها من عشقها في عالم آخر هو عالم الرّوح التي لا يحدّها حبر قلم ، و لا يحصرها سطر دفتر لرجال : السّيف عندهم أصدق إنباء من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ و الّلعب ،
رجال اللّه: أخبروني ما تلكم اللغة التي تفيكم قدركم ، أخبروني فلغة الجحود و التّقصير و النّقص في لساني الشّحيح بينما أنتم أرواح اكتملت ثقتها باللّه ، فثبتت و انتصرت و انتصرت و انتصرت ، و لم تهزم، و لن تهزم .
رجال اللّه : أخبروني إن لم تكونوا بدور السّماء و ليوث الأرض و حيتان البحر فمن تكونون ؟
أخبروني : إن لم يعشقكم النّور فمن سيعشق ؟
أعرف أنّكم أشدّ تواضعا رغم ما تقدّمونه ، و لربّما لم أرقَََ لمستواكم لتخبروني بلغة تعشقونها بينكم ؛ لأخاطبكم بها و لكن ها هو رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بينكم و لغته الضّاد ، بل إنّه المرسل بلغة الضّاد رسولا عربيّا ، خيار من خيار من خيار ، و هو حيّ لم يرحل فهو خالد في أرواحنا ما برحها ولن يبرحها ، و نحن جميع أمته على تواصل و اتصال به ، و بلغته العربيّة التي علّمنا إيّاها ، نحن في اتصال به لم ننقطع عنه مادام القرآن مسيرة حياتنا و نهجنا الأوحد .
نعم : سيّدي وحبيبي و نور عينيّ و قرّتها و بهجتها : نحن على اتصال بك يا- حبيب اللّه محمّد – مادام فينا رجال يقاتلون الشّرك والكفر والضّلال، و لا يهابون ترسانات المعتدين المهولة ،،
يا حبيب اللّه : أنت فينا ومنّا و بيننا نحن- المظلومين -، أنت بيننا نحاصر ونجوع و يجتمع الشّر ، و يتكالب البغي علينا ، فإن فعلوا بنا ذلك فلقد فعلوا بك ذلك قبلنا و لم يوهن عزمك، و لم يتشرذم إيمانك ، و لم تتشظّ ثوابتك .
يا حبيبي : فعلوا بنا مافعلوه بك ، فما زادوك غير ثباتا و نحن كما أنت سراجنا المنير ، نحن منك ، وأنت منّا و فينا وبيننا مادام رجال كعمّار بن ياسر ، و أويس القرني ، و سعد بن معاذ ، و حسان بن ثابت، و عبدالله بن رواحه يحاصرون قوى الشّر التي تكالبت عليك ، و يجاهدون بأرواحهم و أموالهم و ألسنتهم ، أولئك مَن في عروقنا دماؤهم، ومن في أرواحنا قيمهم ، ومن في عيوننا نظراتهم ،
أنت بيننا يا حبيبي يا محمّد ما فينا رجل من نسلك يحيي فينا مادعوت أنت إليه ، و يعتصم بنا حولك و قرآن نزل عليك لتخرج النّاس من الظلمات إلى النّور،، أنتَ فينا بقائدنا حفيدك : السّيّد / عبدالملك الحوثي ،
رسول اللّه : أنت فينا شعب مظلوم يخيّر بين السّلّة والذّلّة ، فيتبرأ من كل ذليل و يطيب له البذل و التّضحية في سبيل اللّه كما بذلت ومن معك ،
رسول اللّه : أنت بيننا و منّا رجال يثبتون ، يزأرون ، يقاومون ، يدافعون عن عقيدة افتديتها أنت وأسباطك و آلك بأرواحكم فعشتمَ وحييتم، َ و لن تموتوا فينا قرآنا عربيا غير ذي عوج ،،
أنت بيننا تقول :
_ “انفروا خفافا وثقالا “، أنت فينا تقول :
_ “وجاهدوا بأموالكم و أنفسكم “، أنت بيننا تقول :
_” اصبروا وصابروا ورابطوا “، أنت فينا تقول :
_” كتب عليكم القتال” ، و تقول :
_ ” السّن بالسّن ” ، و تقول :
_ “أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا و إن اللّه على نصرهم لقدير “، و تقول :
_ “و أعدوا “، و تقول :
_ “لينصرن الله من ينصره ”
أنت هنا تقول :
_ ” ألا إّن نصر اللّه قريب ” ،

فلينقطع كلّ لسان يقول: إنّك متّ قبل أربعة عشر قرنا .
نعم : مات من قال : إن ّ محمّدا قد مات .
مات من قال: إّن الحياة قد خلت منك و آلك .
مات من قال : إنّ ذكر اسمك و الاحتفال بمولدك بدعة ،
مات كل تكفيريّ، مات كل وهابيّ مات كل معتدٍ ، مات كلّ سعوصهيوإماراتيكي ،،
مات كلّ من صافح نتنياهو ، وأدخله مسجدك و حرمك المكيّ والمدنيّ و مسراك ،، ماتوا جميعا وتلاشوا حين اتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء لهم من دون المؤمنين ،،
ماتوا حين خذلوا مسراك و خانوا أحفاد أنصارك ،،
ماتوا حين هدموا بيوتك ، و أقاموا مقامها قذاراتهم ، ماتوا حين وطئ نتنياهو قلوبهم فعانقوه و صافحوه بحرارة ، و قد لُعن بلسان ربّ العالمين و لسان أنبيائه و رسله ،
ماتوا حين أوصيتهم بالأنصار فقصفوا أحفاد الأنصار، وأجاعوهم ، و حاصروهم، و هتكوا حجب موطنهم موطن الإيمان و الحكمة ،
ماتوا في تحالفهم بعواصفهم وبآمالهم ، ماتوا وهانوا ومن أيدهم و نافق معهم وصمت عن جرائمهم .
ماتوا – يا حبيبي يا رسول اللّه – و عشتَ يا ابن عبداللّه ،
و حييتَ و لن تزال حيا لن ولم تمت ؛ فأنت و تحت لوائك أنصارك يستردّون عقيدتك السّمحاء في ظلم العالم كلّه وفي نكران الأقربين ، وكأنّنا غرباء كما كنت حين خذلك أهلك و قبيلتك إلّا من آل بيتك الأطهار ،،
يا حبيبي و يا نور عيني و بهجة روحي و عشقي السّرمدي : لم تمت و أنت بيننا تحثّ أنصارك على المرابطة والجهاد للانتصار للحق ،
يا رسول اللّه : أنت هنا بين رجالك في جبهات الشّرف يصلّون عليك بنادقا و رصاصات تخترق مواضع أضغان المعتدين ،،
أنت هنا بين رجال اللّه و أنصارك الذين يصلّون عليك ولّاعات تحرق فخر صناعات المستكبرين ،
أنت هنا بين أُسود تحتفل بك طائرات مسيّرة تهزّ عروش الظّالمين ، و قوّة بحريّة تلتهم بوارج المتغطرسين ،
أنت هنا بين رجال يحتفلون بمولدك و بطريقتهم الخاصّة ينكّلون بمبغضيك من يزيديّي العصر و الأوان ،،
رجال يصلّون عليك و آلك و ما نسوك ، يصلّون عليك صلاة فعليّة ينكرها نواصب العصر حين يقرؤون في التّشهد و يرتلون الصّلاة عليك و آلك ثم ينكرونها في الحياة و ينسون آلك وعترتك بعد التّسليم من الصلاة مباشرة في محاولة تغريب و سلخ للثّقلين ( كتاب اللّه و عترتك ) !!
و أمّا نحن فأنت بيننا في صلواتنا الخمس و قبلها و بعدها، فنحن لم نؤمن بأنّ محمّدا قد مات ؛ لأنّنا ما اعترفنا بأوّل تحالف لهم في سقيفتهم، و ما اتخذناها ( مثلهم ) خطوة نرتدّ فيها عن أمرك بموالاة باب مدينتك حين قلت : ” من كنت مولاه فهذا علي مولاه ” ،،
سيدي – يا رسول اللّه – : نحبّك و آلك و ما عشنا انفصاما ، و رجال اللّه يوقّعون عهدهم صدقا و ميثاقا بدمائهم و وأرواحهم الزّكيّة الطّاهرة و ثباتهم ..
رسول اللّه : دمتَ بيننا إلى أن نلقاك و نشرب من حوضك شربة هنيئة بيديك و بيدي ساقي حوضك و وصيّك و هارونك لولا أنّه لا نبيّ بعدك ..
رسول اللّه : و أنت بيننا فاسمعها منّا كما سمعتها من أجدادنا ، و في شهر و يوم مولدك اقبلها منّا كما قبلتها منهم حين أنشدوك :
_ طلع البدر علينا ** من ثنيّات الوداع .
_ وجب الشّكر علينا ** مادعا للّه داع .
_ أيّها المبعوث فينا * جئتَ بالأمر المُطاع _ جئتَ شرّفتَ المدينة * مرحبا يا خير داع .