أينهم أولئك الحكام الذين يصح أن يقال عنهم (منكم)؟ وجدنا هؤلاء أولي الأمر لم يعودوا منا، أصبحوا أكثر انسجاماً مع سياسة أمريكا
عمران نت/ 4 / نوفمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
ستكون القنبلة الذرية هي نفسها أقوى من القرآن الكريم، تمنحك شرعية أن تعيش في ظل الكفر ولا تنفع القنابل القرآنية، ولا تنفع الآيات القرآنية أن تشدك إلى العمل في مواجهة الكفر.
لاحظوا كيف تُقدم المسألة في الأخير، سيكون اهتمام هؤلاء بالثقافة التي تهيئ المجتمع الإسلامي – من حيث يشعر أولئك أو لا يشعرون – لقابلية هيمنة اليهود، وهي المرحلة في الواقع التي يفترض القرآن أن يكون عملَ العالِم عمل المرشد الخطيب كل إنسان مسلم أن يحرك الآخرين ويدعو الآخرين ويوعيهم توعية جهادية، تربية جهادية، لأن يحملوا مشاعر التصدي لأولئك فيكونوا مستعدين أن يقفوا في وجوههم، هذه هي المرحلة التي يجب أن تكون الثقافة فيها والتوعية فيها على هذا النحو.
لسنا بحاجة إلى ثقافة تضفي شرعية على أن نتقبل الكفر ونتقبل هيمنة الكافرين، يجب أن نحذر من مثل هذا المنطق، وأن نعرف أنه إذا لم نثقف أنفسنا بثقافة القرآن فسنكون ضحية للآخرين، ضحية لثقافات أخرى.
هذه الملزمة لم يستطع أن يأتي فيها من القرآن إلا بآية واحدة في أولها {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} (النساء: من الآية59)التي دائماً يُقَلِبُونهَا مع كل زعيم، وكل شعب علماؤه مرشدوه يسخرونهم لزعيمهم، ففي اليمن لعلي عبد الله، وفي مصر لحسني مبارك، وفي السعودية لفهد، وفي الأردن للملك عبد الله، و هكذا تلاعبوا بهذه الآية.
ونسوا نسوا قضية أنه حتى لو فرضنا أن الآية هذه حتى على ما زعموا فأين هم أولئك الحكام الذين يصح أن يقال عنهم (منكم)؟ {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} وجدنا هؤلاء أولي الأمر لم يعودوا منا، أصبحوا أكثر انسجاماً مع أمريكا، مع سياسة أمريكا، معظمهم على هذا النحو، يرى شعبه يتظاهر يطالب بأن تُقاطع أمريكا وإسرائيل، يطالب حكومته بأن تقاطع مقاطعة سياسية، بأن تقاطع مقاطعة اقتصادية، بأن يوقفوا تصدير البترول، بأن يفتحوا أبواب الجهاد، بأن يعملوا كل شيء. أليست الأمة هي تنادي بهذا؟. وأولئك ما هو موقفهم؟. موقفهم بالشكل الذي تريده أمريكا، هل أصبح صادقاً عليهم مسألة (منكم)؟. لو كانوا منا لكانوا مستجيبين لما نطلب.
وإذا كانوا يقولون: هم خائفون علينا. فنحن نقول نحن الشعب، نحن نطالب بالجهاد لأولئك، نحن من نستطيع أن نتحمل أي وضعية اقتصادية. عندما نقول قاطعوا – وكانت المظاهرات هكذا تطالب الحكومات بأن تقاطع اقتصادياً – وليكن ما كان سنتحمل، باستطاعة أي زعيم أن يقول: لا بأس مستعد ما دمتم مستعدون أن تتحملوا المضاعفات والآثار للمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية، وقطع تصدير النفط وغيره، وأنتم مستعدون أن تجاهدوا مهما كان الأمر، ومهما كانت إمكانياتكم ضعيفة لا بأس.
لو أنزلوا مسألة مواجهة إسرائيل في استفتاء شعبي، كيف سيكون الناس، سيصوتون تقريباً بنسبة 0 9 % لمواجهة أمريكا وإسرائيل.
فنحن نقول لمن يستخدموا آية {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} أين هم الزعماء الذين تصدق عليهم كلمة (منكم)؟. ونحن نراهم أقرب إلى أمريكا منا، وأقرب إلى سياسة أمريكا منا، وأقرب إلى طاعة أمريكا من الاستجابة لشعوبهم، لم يعد وقت الآية بكلها، كان يمكن أن تقرأ هذه الآية في أيام الخلفاء الأمويين والعباسيين، لأنه مازال (منكم)، مازال حاكم عربي، مازالت تعتبر قراراته من داخل، لا يوجد دولة أخرى تفرض عليه إملاءات، ومع هذا كان الناس يقولون: لا. هؤلاء هم ليسوا من أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم، أما هذا فإنه يأمرنا بطاعة شخص هو مغلوب على أمره، هو لم يعد يستطيع ولا يتمكن أن يحقق أنه لا زال من الأمة، بل بعضهم ثقافته، نمط حياته في بيته غربية، بيته، شكله، نمط حياته، ثقافته، الأشياء التي يتابعها كلها تجعله شخصاً غربياً، لم يعد يصدق على الكثير منهم معنى {مِنْكُمْ} حتى لو كانت الآية على ما يريدون فما بقي (منكم)؟ بقي لأمريكا تريد أن تعين ولاة فهم منها وليسوا منا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لأن نفهم كتابه، ونهتدي بكتابه، وأن يتقبل منا، إنه على كل شيء قدير، وأن يعينكم على طلب العلم، وأن يرزقكم الفهم والحفظ والإخلاص؛ إنه على كل شيء قدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة (الثقافة القرآنية)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 4/8/2002م
اليمن – صعدة.