لا بد من الأحداث التي تغربل الناس وتكشف واقعهم فيظهر الخبيث ويظهر الطيب
عمران نت/ 2 / نوفمبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
[مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ] آية مهمة هذه الآية المباركة في سورة آل عمران وهي تأتي في إطار الحديث عن هزيمة أحد وما ترتب عليها من تضحيات ومأساة واهتزاز كبير داخل المجتمع الإسلامي آنذاك المجتمع المسلم تسببت هزيمة أحد في إحداث اهتزاز كبير وغربلة كبيرة لواقعه الداخلي البعض ممن كانوا في الماضي يظهرون كمؤمنين صالحين صادقين ثابتين جادين أوفياء البعض يطلع لك لو المسألة مسألة مجرد كلام مجرد كلام يمكن أن يطلع لك قائمة طويلة من المبادئ التي يزعم على أنه عليها فيقول مثلا أنا من الأوفياء أنا من الصادقين وأنا من الثابتين وأنا من الكذا وأنا وأنا، يعبر عن نفسه بقائمة طويلة عريضة يزعم أنه على تلك المبادئ والقيم لكن عندما تعصف الأحداث تكشف حقيقة الناس تغربلهم هذه سنة إلهية سنة إلهية وما كان الله ليترك المؤمنين في كل عصر في كل زمن في كل جيل إلا وتمضي عليه هذه السنة هذه سنة إلهية مع كل الأجيال ولهذا أتى التعبير القرآني على هذا النحو
[مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ] ما يمكن ما يمكن أن يترككم على ما أنتم عليه واقع يمكن أن يدخل فيه الخبيث مع الطيب يمكن أن يقدم الجميع أنفسهم على أنهم طيبون وصالحون وطيبون وأبرار وأخيار وملائكة ومن أهل الخير لا بد لأن الله لا يقبل الغش لا يقبل الغش أبدا لا يقبل الخداع لا يمكن للإنسان أن يخادع الله سبحانه وتعالى، ولهذا عندما نأتي إلى واقعنا في هذا الزمن نحن في هذا الجيل وهذا العصر عندما نشاهد هذه الأحداث التي تعصف بنا وتنزل بساحتنا وتأتي إلى واقعنا وأحداث تعنينا نحن، تعنينا نحن متى نتصور أن الاختبار الإلهي سيأتي أم أنه سيأتينا هذا الاختبار الإلهي يوم القيامة مثلا البعض من الناس لم يسمح لنفسه بأن يتفهم حتى هذه المسألة أننا نعيش اختبارا إلهيا يختبرنا الله سبحانه وتعالى ماذا سنكون عليه؟ ماهي مواقفنا؟ كيف هي ولاءاتنا؟ كيف هي قيمنا وأخلاقنا؟ وبماذا يختبرنا؟ يختبرنا بالأحداث بالمشاكل بالتحديات بالأخطار عندما يأتي إلى واقعنا مثل هذه المشاكل وهذه الأخطار وهذه التحديات يختبرنا فيما إذا كنا سننهض بالمسؤولية ويتجلى في نهوضنا بالمسؤولية كل تلك القيم كل تلك الأخلاق كل تلك المبادئ أم أننا سنفشل ولن ننهض بالمسؤولية ويتجلى في واقعنا الشيء الآخر الذي هو الخبث (مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ) لا بد من الأحداث التي تغربل الناس وتكشف واقعهم وتجلي حقيقة ما في أنفسهم فيظهر الخبيث ويظهر الطيب أين سيكون الطيب وأين سيكون الخبيث بحسب التوصيف القرآني هل الطيب هو الذي يستجيب لله سبحانه وتعالى وينهض بهذه المسؤولية؟ يضحي يعاني يصبر يثبت يعمل بمقتضى إيمانيه بمقتضى تلك القيم بمقتضى تلك التوجيهات في القرآن الكريم، التوجيهات الإلهية بالجهاد والتضحية والعطاء والصبر والثبات كل تلك التوجيهات الإلهية، أم هو الخبيث الذي يفعل هكذا من من الطرفين؟ المتنصل عن المسؤولية المتهرب من تلك التوجيهات الإلهية أم الناهض بها من منهما الخبيث ومن منهما الطيب؟ المسألة واضحة في القرآن الكريم كل الوضوح ونجد في بقية النصوص القرآنية مثلا في سورة آل عمران أنه في الظروف الحساسة والخطرة والاستثنائية يأتي الاختبار بشكل أكبر وأعمق وأعمق مثلا في الظروف المطمئنة يمكن للبعض من الناس لا بأس يتماشى معها يتماشى معها ويتظاهر بأنه في صف الحق وأنه ضد الباطل وضد الإجرام والطغيان والعدوان والظالمين والمجرمين لكن عندما تكون اهتزازات أكبر البعض لا كالغربال الذي كلما اهتز نقى أكثر وأكثر وتساقطت منه الكثير من الشوائب تتساقط منه أكثر وأكثر، فمثلا في هزيمة أحد البعض من الناس كان ما قبل هزيمة أحد في الصف الإسلامي يظهر وكأنه من الثابتين والصالحين والمؤمنين والمقتنعين بهذا الحق بهذه المبادئ بهذه القيم بهذه المواقف التي رسمها الله والتي ينبغي أن نكون عليها وأن نتمسك بها كمؤمنين لأن معنىهذا أن تكون مؤمنا بتلك المبادئ والقيم والأخلاق والتوجيهات الإلهية، المواقف التي رسمها الله سبحانه وتعالى مقتنعا بها وملتزما بها، فعندما تأتي لتقول أنا مؤمن أنا أتبع هذا القرآن أنا أؤمن بهذه التوجيهات والتعليمات أنا أؤمن بهذه المواقف ولائي هو هذا الولاء اتجاهي هو هذا الاتجاه يأتي الاختبار الإلهي تأتي أحيانا مواقف صعبة إما تراجعات أو انكسارات أو مواقف تتحقق للعدو فيها بعض التقدمات يحصل شهداء يحدث أن يكون هناك جرحى أن يكون هناك تراجع ما فيهتز البعض اهتزازا كبيرا
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
المحاضرة السادسة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في ذكرى الهجرة النبوية 1440هـ.