صحيفة هارفارد: على الجامعة الكشف عن علاقتها بـ”السعودية”

عمران نت / 2 / نوفمبر 2018م

طالبت صحيفة “ذا هارفارد كريمسون” جامعة “هارفارد” إعادة تقييم علاقتها بـ”السعودية” والكشف للرأي العام عن طبيعة وتوجه التبرعات التي قدمتها السلطات السعودية، منددين بحادثة مقتل خاشقجي وبانتهاكات “السعودية” الأخرى.

وذكرت الصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد زار جامعة “هارفارد” في جولته في الولايات المتحدة في ربيع العام الماضي، وتابعت أن هذه “الزيارة لم تكن سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من العلاقات بين جامعة “هارفارد” والعائلة المالكة السعودية”.

كما أشارت الصحيفة لتبرع الوليد بن طلال، وهو من أفراد العائلة المالكة، بمبلغ 20 مليون دولار للجامعة في عام 2005، لافتةً لتأسيس برنامج دراسات الوليد الإسلامية، وإنشاء ثلاثة مناصب تعليمية باسمه، وأضافت: “علاقات هارفارد مع المملكة العربية السعودية لا تنتهي عند هذا الحد، فالعائلة المالكة السعودية تمول برنامجين على الأقل في مدرسة كينيدي، وترعى حتى دورات تدريبية للقيادات خلال برامج جامعة هارفارد الصيفية”.

ولفتت الصحيفة أنه “في ضوء تورط السعودية المزعوم في قتل جمال خاشقجي وانتهاكاتها الفاضحة لحقوق الإنسان في أماكن أخرى، بما في ذلك إرتباطاتها بهجوم 11 سبتمبر وأعمالها في اليمن التي أسفرت عن أسوأ أزمة إنسانية مدمرة، نعتقد أنه من الضروري لجامعة هارفارد التحرك”.

وأكدت الصحيفة على وجوب اتخاذ جامعة “هارفارد” خطوات تتضمن إدانة “جامعة هارفارد علناً لمقتل خاشقجي”، وتابعت: “يجب على الجامعة أن تخطو خطوة إلى الأمام وتبدأ بعملية تقييم نقدية لعلاقتها بالنظام السعودي، والكشف عن تاريخ العلاقة التي جمعتهما وعرضها على الرأي العام”.

وقالت الصحيفة: “لقد سبق أن رأينا أن مصادر التمويل في هارفارد ينبغي تقييمها بطريقة دقيقة… ندرك أن هارفارد لا يمكن ولا ينبغي لها أن ترفض بشكل قاطع التبرعات المقدمة من جميع المتبرعين المثيرين للجدل. ولكن نحن لا نساوي بين الجهات المتبرعة الأخرى المثيرة للجدل وبين النظام السعودي الوحشي”، مؤكدين بأنه “عندما يتعلق الأمر بالتمويل من مصادر مثيرة للجدل، فإن مشكلة الشفافية في جامعة هارفارد واضحة ويمكن تصحيحها بسهولة. حتى إذا قبلت جامعة هارفارد المال من هذه الأماكن، فإنه لا يزال من الضروري أن تكون الجامعة مفتوحة قدر الإمكان بشأن مصادرها المالية، وبالتالي فإننا نطالب هارفارد عندما يتعلق الأمر بالتمويل، أن تحسِّن من الشفافية على جميع المستويات، وبالأخص عن طريق وضع قوائم عامة للمصادر والتمويل المباشر”.

ونددت الصحيفة بارتباطات جامعة “هارفارد” بالرياض، لافتةً أن “جامعة هارفار، وهي واحدة من أفضل الجامعات في العالم، وتخاطر عبر ربط نفسها بالنظام السعودي بإضفاء الشرعية على طبيعة النظام الديكتاتورية والسياسات الوحشية التي يتبعها في الخارج.

واستنكرت الصحيفة استمرار جامعة هارفارد في إقامة علاقات وثيقة مع نظام بات مؤكداً تورطه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم حرب في اليمن، معتبرةً ذلك أمراً غير أخلاقي، مؤكدةً أن على جامعة “هارفارد” النظر بعين النقد للأموال التي قامت السلطات السعودية بالتبرع بها بدلاً من تجاهل “الفظائع السعودية” والاستمرار في بناء علاقة قوية.

وأشادت الصحيفة بالصحافي جمال خاشقجي الذي قتل عمداً بخطة معدة مسباقاً في قنصلية بلاده، “السعودية”، بإسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول، وقالت: “نود أن نحترم خاشقجي على شجاعته وتصميمه على قول الحقيقة ، التي دفع ثمنها في نهاية المطاف. إن قتل كاتب عمود لأنه تحدث ضد الظلم هو إهانة مباشرة للقيم التي يعتز بها الصحفيون ومجالس التحرير مثل هذا (مجلس تحرير صحيفة “ذا هارفارد كريمسون”). ومن المهم جداً الاستمرار في قول الحقيقة أمام السلطة وممارسة حريتنا في التعبير – خاصة في وقت يعمل فيه القادة من الرياض إلى موسكو إلى واشنطن على بذل قصارى جهدهم لجعل هذا الأمر صعباً”.

وختاماً وجه فريق التحرير رسالة لجامعة “هارفارد” قائلين: “نأمل أن تقوم جامعة هارفارد بإعادة النظر في شعارها الخاص في ضوء مقتل خاشقجي، وتقوم بتكريمه على نحو كاف. وأكثر من أي شيء آخر، نأمل أن تعيد جامعة هارفارد النظر في علاقاتها مع النظام السعودي، وتسعى لضمان أن جميع الروابط التي تبنيها الجامعة تعزز من التزامنا بالحقيقة”.

مقالات ذات صلة