تصعيد الفصل الأخير
عمران نت/ 2 / نوفمبر 2018م
بقلم /عفاف محمد
كانت تلك الغارات الهستيرية أشبه بتنين يخرج نار غضبه في اي مكان فقط لينفس عن كربته .
أو ربما كأسد تكسرت أسنانه ومخالبه وراح يزأر محاولاً إستعادة أمجاده وتخويف من في الغابة !
اليوم مملكة الهزيمة بعد أن بات العالم يراها بعين قاتلة البشر دون محاكمة ومملكة التعذيب ومملكة مقطعة جثة خاشقجي ومذيبتها في الأسيد ؛ أصبحت تتخبط تخبط عشواء راجية أن تكسب جولة قبل الحكم النهائي .
ولكن مهما عربدت وزمجرت ومهما استشاطت غضبا ونفثت نيرانها وسمومها ؛ فلن تحقق نصراً ترتجيه .
فالتاريخ حتماً قد سجل فظاعة ووحشية وهمجية دول تحالف العدوان بقيادة المهلكة وبالرغم من الدعم السياسي والعسكري اللامتناهي طيلة 1300 يوم من العدوان دفعت ترامب إلى إمساك العصا من الوسط . وكان دخول رئيس وزراء العدو على الخط مساء أمس وهو يرجو ترامب للحفاظ على وجود محمد بن سلمان في الحكم والدفاع عنه في قضية خاشقجي . وهذا يذكرنا بتصريحات ترامب “بأن بن سلمان قدم خدمات جليلة للكيان الغاصب ” دون أن يذكر ماهية تلك الخدمات . بالإضافة إلى تصريحات أخرى بأن وصول بن سلمان إلى الحكم كانوا ينتظرونه منذ 50 عاما . فعمد ترامب وبسرعة قياسية إلى سياسة التأطير ليغير بوصلة الإهتمام إلى اليمن بدلا من خاشقجي ليقينه بأن قضيةاليمن هي آخر اهتمامات العالم .فأمر وزيري دفاعه وخارجيته بالحديث عن وقف الحرب مباشرة بين الأطراف المتحاربة في اليمن وفرض وقف إطلاق نار خلال شهر . وقد تلقف الطعم فرنسا وبريطانيا . وفي نفس الوقت أعطى أوامره إلى السعودية بتكثيف الغارات على صنعاء ومحيطها والتركيز على قصف مطار صنعاء المعطل أصلاً ليقضي على “مبادرة السلام” في مهدها . وفي نفس الوقت يبيد أي بصيص أمل لسفر أي وفد من صنعاء للمفاوضات المزعومة .
فالتاريخ لن يرحم جنون عظمة وغطرسة المهفوف وزمرته فهذا العدوان على اليمن لم يكن نهائيا لإعادة الشرعية لرئيس قدم استقالته وانتهت مدة تعيينه بل لإحتلال اليمن وما يكصل على الأرض من مد انابيب النفط في المهرة وإحتلال الموانيء البحرية ومناطق وجود. النفط في حضر موت وغيرها واحتلال سقطرى وجزرها يؤكد النوايا العدوانية لاحتلال كل اليمن .
فاليوم تدعو امريكا لوقف الحرب خلال ٣٠ وكثير من الدول والمنظمات غير الحكومية أيدت المبادرة ؛ وتمهد العديد من الدول بدراسة علاقتها مع المهلكة ونوع العقوبات التي ستتخذها بانتظار نتائج التحقيقات . وتعهدت صحيفة واشنطن بوست محاربتهم حتى كشف سوءاتهم للعالم لأن جرائمهم فاحت ريحها وكان خاشقجي هو القشة التي أيقظت صميرهم بالرغم من كونها نقطة في بجر مجازرهم وجرائم الحرب التي اقترفوها خلال 1300 یوممنالعدوان المتواصل على اليمن . وارتفعت أصوات المعارضين السعوديين وباتوا يتحدثون بثقة وجرأة عن ممارساته المهلمة الاإنسانية لأن الكيل قد طفح وزاد عن حده .
فغاراتهم الهستيرية أمس لا تفسر سوى تخبطهم كثور هائج مجنون في حلبة مصارعة الثيران .
اليمن الغالي سينتصر لا محالة وسيدون التاريخ مرغما قصته مع تحالف العدوان الهمجي؛ ولن تجدي هذه الغارات المجنونة في تثبيط عزيمة المجاهدين الذين أقسموا وعقدوا العزم على تحرير كل ذرة تراب من تراب الوطن اليمني دنسها جنود ومرتزقة التحالف . ولن يستطيعوا طمس مجازر ضحيان ، سنبان ، الصالة الكبرى ، الدريهمي ، الطفلة إشراق ، طفل الميزان ، الازرقين ومشفى الحديدة للطفولة والأمومة ومئات المجازر التي تغاضى عنها المجتمع الدولي .
لن تجدي المحاولات اليائسة كتابة الفصل الاخير للعدوان فكل الفصول الماضية سطرها مجاهدو اليمن من الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل وبرزت ايقونات للفداء والشجاعة تفوق تصور وفهم العقل البشري قصدت بطل الفداء في الخطوط الأمامية الذي نقل رفيقه الجريح غير آبه بإطلاق النار الكثيف عليه وبطل الحجارة الذي واجه بكل بطولة مجموعة من جنود العدو بالحجارة بعد ان تعطل رشاشه فأخذ سلاح رفيقه السهيد وتابع المعركة واستطاع أن يرغبهم برمي الحجارة ليعود إلى نقطة إنطلاقه .
فمهما كانت النوايا الخبيثة لكل المشاركين في هذا العدوان وخفايا مبادرة السلام المزعومة فلن يجدي كل ما يسعون به لإماتة الحق ولتغيير الوعد الآلهي بالنصر المبين .
فبطولة اليمنيين وصبرهم وإستبسالهم وإقدامهم وإيمانهم وعدالة قضيتهم هي التي ستكتب الفصل الأخير لأنهم يؤمنون بأن النصر حليفهم دائما ؛ فمعركتهم هي معركة الحق ضد الباطل . والله وعد بزهق الباطل حيث قال في محكم كتابه الكريم :-
{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء-81)