نساء قائدات
عمران نت/ 31 / اكتوبر 2018م
بقلم / أمل المطهر
تجمدت الكلمات بداخلي وتناثرت حروفي مبتعدة متوارية عني
لم ادري كيف اصيغهن وماذا ساكتبهن !!!!
كن يجتمعن ملبيات لنداء الواجب للمساعدة في إعداد كعك لقافلة تقدمها اسرة شهيد بأسم عظيمها رايتهن
وكل تعلو وجهها إبتسامة رضى ونظرة تحد وإصرار
كل واحدة كانت تروي قصة عظيم لها رحل إلى السماء بعد ان باع لله وقبل بيعه
العجيب أنني لم أجد في حديثهن عن أحبائهن عبرات ولم الحظ بين حروفهن بريق دموع أو انكسار من لايعرفهن أو يعرف النهج والثقافة التي تشربنها سيظن انهن مريضات أو مصابات بقسوة القلب فكيف لاترتجف حروف تلك الأم وهي تحكي عن بطولات ولدها الشهيد
كيف لاتنهار وتذرف الدموع وهي تسرد لنا اخر لحظاتها معه وهو يودعها الوداع الأخير!!!
وكيف استقبلته شهيدا وكيف بحثت عن موضع جرحه لتقبله .
وتلك الزوجة كيف لانجد في حديثها انكسار وضعف وهي تحكي زوجها البطل
وتشرح لنا كيف كان يعاملها ويعامل ابنائه
لماذا لاتشكو وتندب !!! لماذالاتيأس من الحياة وتعيش في حالة التنكر وتشكو من ضيق العيش وصعوبة الحصول على ابسط الأمكانيات التي تسد رمقها هي وابنائها !!!
ظللت أرقبهن وانا أشعر بالخجل لأنني شعرت بالتقزم أمام عطائهن وقوتهن .
فأم الشهيد تعجن الكعك وهي تسبح وتؤدي الصلاة الابراهيمية ونحن نتبعها في ذلك وبعدها تقول لي وهي تراني منبهرة منذهلة من ذلك العنفوان والأيمان
أبني سبقني الى الله ووجد الطريق الى الجنة
وها أنا اسير في نفس طريقه كي نتقابل هناك لنعيش من جديد سويا فلا تتعجبي
فنحن من سنعلم العدو الدروس ونوجعه بهذا
العشق لنيل الشهادة
أما زوجة الشهيد فهي تعد أبنائها ليكونوا كأبيهم حتى في طريقة كلامه لاتريد أن ينحرفوا قيد أنملة عن طريقه
فهي كما تقول لاتريد أن تكون أقل من زوجها في الجهاد وتقديم التضحيات تريد أن تقابله وهو راض عنها مستبشر بقدومها
تريد أن يكون ابنائه وجع وأرق للعدو كما كان والدهم لايهمها شي سوى أن تؤدي الأمانة
وتظل عند عهدها مع شريك حياتها في المضي على دربه حتى يحين موعد اللقاء
بنات شهداء يتناقشن بينهن تلك تحكي عن مكان استشهاد والدها وعن بطولاته وعن وصيته وتلك تبادرها بنفس الحديث عن والدها الشهيد والكل يربطهن رابط التضحية والفداء فتراهن كهالة من النور يسعين نحو العلو سعيا.
وبينما نحن في خضم ذلك العنفوان والسمو وأنا أراهن يعملن ويبتكرن ويتلون الدعوات للمجاهدين وللجرحى والاسرى
رأيت في ذلك العنفوان والإباء والايمان
مستقبل اليمن الزاهر
تعجبت من حمق العدو كيف يفكر ولو للحظة أن بإمكانه أن يكسر نساء
يملكن صفات القادة من الرجال .
فكيف لنساء لاتهزهن مشاعر الفراق للأعزة ولاتصيبهن رياح الحزن والسواد
أن تخيفهن صواريخهم أو تكسرهن مكائدهم أو توقفهن وتخترق نفسياتهن حروبهم بكل أشكالها
كيف لنساء يتسابقن للإفتخار بمن قدمن من فلذات اكبادهن وبعظم تضحياتهم أن
يسقطن في حفرهم ويتعثرن في مطباتهم هؤلاء هن. من تشرفت بالجلوس معهن
فوجدت فيهن ماسيعجز الكون بأسره عن إستهدافه أو هزيمته
فذلك الايمان الذي يملئ قلوبهن والوعي الذي يلف عقولهن جعلهن قائدات في جبهاتهن فكل واحدة منهن تقف خلف مترسها تصوب سلاحها نحو صدر العدو مباشرة لترديه صرعيا بوعيها وقوتها وإيمانها
نساء لبيبات واعيات يقدن معركتهن بكل بسالة وصمود
فكانني اجلس مع اعظم.القادة السياسيين والعسكريين .
قائدات لا تاخذهن في عدوهن اية رحمة يواجهنه بكل طاقاتهن ويسعين لسد كل ثغرات يمكن لها أن تمرر اليه أي بصيص أمل للولوج الى نفسياتهن وإضعافها
قائدات عظيمات يحمل نياشين ورتب واوسمة الهية براقة .
فتلك برتبة أم الشهيد
وتلك ام الشهيدين وتلك أم لثلاثه واربعة شهداء .
وتلك تحمل وسام زوجة شهيد وتلك وسام أبنة شهيد وكلهن فخر وأعتزاز بتلك الأوسمة ويحملنها كأمانة في اعناقهن مستشعرات لمسؤولياتهن
فكيف لكل هذا الشموخ أن ينهدم بغبار عاصفة حمقاء
كيف لكل هذا الإيمان والثقة أن يتلاشى أمام مصاعب يَعِين أنه لابد من مواجهتها في طريقهن الجهادي .
كل يوم أرى مثل هذه
النماذج العظيمة
بين نسائنا أعرف وأثق أن مستقبل اليمن بين أيادي قائدات محنكات بحق .