الظالِـــمُ والصيّاد
عمران نت/ 31 / اكتوبر 2018م
بقلم / محمد ناصر
في زمنِ العَمَالة والارتهان، زمن الدجل والضلال، زمن بلغ فيه الظلامُ ذروتَه، وفي الوقت الذي يشهَدُ العالم حروباً ومجاعاتٍ وإسرافاً وتحريفاً وإزهاقاً للأنفس التي حرّم الله وإنها للحرث والنسل.. يقف الإنْسَانُ مندهشاً أمام ما يجري!!!!
سؤالٌ يجول في رأس كُـلّ إنْسَان.. إنه من المجرم الذي يرتكب كُـلَّ تلك البشاعات ويشوّه بالمناظر الخلابة التي أودعها اللهُ في الأرض؟
سؤالٌ لا يعرف جوابَه إلّا من تسلح بالوعي القرآني والبصيرة المحمدية، فإليكم هذه القصة التي تجيبُ عن تساؤلاتكم..
في زمن قديم جداً ظهر شيطان أَكْبَــر شيطان بشع ينتهك الحرماتِ ويشوّه كُـلّ جميل في الأرض شيطان يقال له (مافيا) وكان يرتكب أبشع الجرائم المروّعة جرائمَ تندى لها جبين الإنْسَانية، فقتل الأطفال والنساء والثكالى والشيوخ، وأهلك الحرث والنسل وأحرق الطبيعة كما حصل لـ (هيروشيما_ وناجازاكي)، هذه الجريمة التي حصلت في التسعينيات وما زال أثرها جارياً حتى الآن، كما قالت بعض الدراسات، والتي استدلت من خلال التشوهات الخلقية للأطفال وانعدام خصوبة التربة وغيرها من العلامات التي تجسّد وحشيةَ مرتكبيها، تمر الأَيَّام ويزدادُ المافيا طغياناً وكفراً، بل الإضَافَـة إلى المكر المستحدث الذي يدجّن ويضلل بها الناس البسطاء قاصري الوعي، فمن أساليب المكر صياغةُ قوانيين ودساتير وهمية لا أساسَ لها من الصحة كحقوق الإنْسَان والدمقراطية وغيرها من القوانين الوهمية التي فضحتها الأحداث والمستجدات الراهنة.
من المعروف أن من أساليب المكر والخداع، ارتكابَ الجرائم عن طريق أشخاص آخرين أَوْ ما يسمى أدوات العمالة، ففي العصر الحالي يقوم نظامٌ كهنوتي مستبد، نظام يقال له (آل سعود وبالأصح آل يهود) بتنفيذ كافة مُخَطّطات الإجرام فدمّــروا وأحرقوا وقتلوا وأهلكوا كلاً من (العراق _ سوريا _ ليبيا_ فلسطين _ أفغانستان وغيرها من الدول).
ومن جريمة لأُخْـرَى يزداد عتواً ونفوراً، بل أصبح به المطاف يتدخل في كافة شئون العالم وكأنه يريد القول كما قال أشباهُه من الفراعنة (أنا ربكم الأعلى)، وكما غرق أسلافُه من الفراعنة يوشك النظامُ الظالم على الانتهاء وَالزوال بدُخوله في حرب ليس نداً لها، حربٍ ستحرقُه وتغرقه في مستنقع لا نهاية له إلّا بزواله، وقد بدأ العد التنازلي للنظام الظالم، في نهاية منذ ما يقارب أربع سنوات فشنّ عدوانه على بلدٍ وُصِف بالحكمة والإيْمَان، فقتل الأطفال والنساء والثكالى وحتى الحيوانات كان لها النصيب من الإجرام.
صبر شعب الحكمة والإيْمَان ما يزيد عن شهر وهو لم يرد على جريمة واحدة وكأنه يريدُ إقامة الحجة عليه، لعله يرجع إلى صوابه، تمادى النظام في طغيانه وكان وما يزال يتلقى الأوامر من الشيطان الأَكْبَــر (المافيا) باستمرار فيرتكب الجرائم المروّعة ويتلذذ بسماع آهات وصراخ الشعب المظلوم، ولكن يا ترى هل وقف الشعب المظلوم عاجزاً مستسلماً؟ وما الذي فعله أمام النظام المعتدي؟
بالتأكيد أن شعبَ الحكمة لم يقف عاجزاً وأنه التجأ إلى الله وتمسك بالقرآن وقرناء القرآن، فكانت النتيجة هي تلقينَ الطغاة والجبابرة ما لم يكن في حُسبانهم، فجعل كُـلّ طواغيت الأرض جميع أدوات المافيا إلى الاجتماع لإخضاع وإركاع شعب الحكمة والإيْمَان، ولكن الشعبَ انطلق من قوله تعالى (ولينصرن اللهُ مَن ينصُرُه) وعمل بقوله تعالى (قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم) وتيقن بقوله تعالى (سيهزم الجمع ويولوا الدبر) فاستطاع بفضل الله الانتصارَ لمظلومية الشعوب المظلومة بشكل عام ومظلوميته بشكل خاص وما صمودنا لأربعة أَعْوَام إلّا دليل لانتصارنا، وتدهور وتخبط نظام آل سعود الذي يستنزفهم ويهلكهم بالموت البطيء الشيطان الأَكْبَــر (المافيا) إلّا دليل لخسرانهم وخسران أسيادهم من اليهود والنصارى..
وهو ما يذكرنا بالصياد الذي حصل على سمكة كبيرة وبينما هو عائدٌ إلى البيت وجد ظالماً متجبراً بطشاً وقتل العديدَ من الناس وعند رأى الصياد يحمِلُ سمكةً طلب منه بعنف أن يعطيَه السمكة ولما أخبره الصياد أنها قوت أسرته وهم بانتظاره ضربه وأخذها عنوةً، وعندما أخذ الظالم السمكة أفتح الله فم السمكة لتعضَّ الظالم عضةً في يده عضةً مؤلمة، لم يستطِع المنام وعندما ذهب في اليوم التالي للمشفى أخبره الدكتور بأنه يجبُ أن تُقطع يده؛ كي لا ينتقل الألم إلى الجسم كاملاً؛ لأَنَّ العضة أصابت اليد بالفيروس الخبيث وَإذَا لم تقطع سينتقل إلى مختلف أعضاء الجسم وعندما قطعها كأن يسأله الناس عن السبب فيجيب باكياً: إنه (صاحب السمكة)؛ لأَنَّ الصياد دعا الله قائلاً: يا رب إن هذا الظالم ظلمني وأخذ مني رزقي ورزقَ أولادي وتغلّب عليّ بقوته، فأرني يا ربُّ قوتك فيه..
إنّها دعوة المظلوم.