بدرp1 اليمني .. يقصف الوزير الامريكي جيمس ماتيس

عمران نت/ 29 / اكتوبر 2018م

  علي الدرواني

كشف جديد للقوة الصاروخية يضاف للانجازات الكثيرة التي توصلت اليها السواعد اليمنية في ابداع قل نظيره وجاء صاروخ بدر واحد بي الدقيق والذكي، ليضيف نقطة مشرقة في ميدان المواجهة والردع.

ما يزيد من اهمية هذا الكشف والانجاز هو التوقيت الذي جاء بالتزامن مع حديث وزير الحرب الامريكي في منتدى حوار المنامة والذي عرض فيه استراتيجية بلاده تجاه المنطقة والتي عبر فيها بوضوح عن رؤية واشنطن لما يجب ان يكون عليه الحال في المنطقة بشكل عام من سوريا الى لبنان والعراق وعلى وجه الخصوص في اليمن.

ربما لم يكن هناك من جديد في هذه الرؤية التي هي ماثلة للعيان امام كل المتابعين والمراقبين ولا تحتاج مزيدا من الشرح، لا من جيم ماتيس ولا من غيره إلا انه حاول ان يأخذ العدوان على اليمن والذي صنع اكبر مساة للبشرية في القرن الحادي والعشرين حسب التقارير الاممية والدولية، ويضعه في خانة دفاع السعودية عن نفسها، هكذا بكل بساطة، في وجه مخاطر الصاوريخ البالستية التي تطلق على السعودية ووصلت حسب ماتيس خلال الشهور الاخيرة اكثر من مائة صاروخ، وايضا لمواجهة ما سماه دعم ايران بالقدرات الصاروخية وتقنية الطائرات المسيرة.

ماتيس بعد ان تحدث عن رؤيته تجاه اليمن عاد وتحدث عنها اثناء اجابته على احد الاسئلة عن اليمن وقال: “لقد ان الاوان لندخل لجوهر الموضوع، بداية اول صيغة ان نضمن ان الحدود بدون اي سلاح ، ويجب ان يكون هناك فقط شرطة حدود وجمارك، من اجل حماية تنقل الناس والسلع بشكل شرعي، ثانيا مسالة نزع الاسلحة مسالة مهمة جدا، لا حاجة للصواريخ في اي مكان في اليمن لن يجتاح احد اليمن، سوف نعود دائما الى الامم المتحدة، التي تعمل من اجل اعادة الاوطان لاصحابها، لا حاجة لان ناخذ اي جز من البلد…”.

وبعيدا عن مناقشة هذه الفلسفة، فقد اكد ماتيس من خلالها بشكل غير مباشر الفعالية الكبيرة للصواريخ اليمنية واثارها التدميرية في اهدافها دخل السعودية، وتزايد القلق منها، والبحث عن ايقاف وصولها، وايقاف تطورها المطرد.

وقد كانت القوة الصاروخية مصيبة جدا حيث كشفت عن الصاروخ الدقيق والذكي بدر واحد بي، بالتزامن مع هذا الخطاب  الذي تحدث فيه ماتيس بكل وضوح عن ضرورة اخلاء اليمن من الصواريخ، بل من السلاح الثقيل، عندما اكد ان بلاده تدعم ما تسميها الشرعية لتعزيز قدراتها الامنية ، الامر الذي فهمه متابعون بانه يريد اليمن مجرد مركز للشرطة لا اكثر ولا اقل، لان اليمن حسب هذا الوزير لن تتعرض للاجتياح من أي أحد، متناسيا ما يجري الان على مدى اربع سنوات، وواقع الحصار والتجويع، بل والاحتلال  القائم في المحافظات الجنوبية من البلاد وسعي العدوان لاحتلال الساحل الغربي..الخ.

من العجيب ان يريد ماتيس اقناع اليمنيين وغيرهم بانهم ليسوا بحاجة للصواريخ وانه لا توجد مخاطر باتجتياحهم في الوقت الذي يؤكد ان هناك مخاطر على حلفائه في المنطقة ، فمن اعطى اليمنيين الامان الذي يتحدث عنه ماتيس، ومتى كان ذلك، العجب والاستحمار والاستغباء الذي يمارسه الوزير الامريكي لا يقف هنا وحسب، ففي المقابل يؤكد على دعم حلفائه الذين يشنون العدوان على اليمن وتعزيز قدراتهم الدفاعية والعسكرية وتبادل التقنية اللازمة والمتطورة والمعلومات الاستخبارية معهم من اجل حمايتهم من اي مخاطر.

وفي موضوع تهديد الصواريخ اليمنية للرياض او غيرها من العواصم الخليجية، وهو الامر الذي يعلق فيه قادة العدوان وداعموهم ايقاف الحرب عليه، فيجب ان يتذكر الجميع انه لم يكن قبل السادس والعشرين من آذار/ مارس 2015 اي نوع من هذه الصورايخ التي دكت الرياض وغيرها من المدن السعودية، وان اليمن سعى لتطوير ترسانته الصاروخية من اجل مواجهة عدوان قائم، وليس مخاوف مفترضة، ووصلت هذه القدرات الى المستويات التي نراها اليوم امامنا، متخطية كل التوقعات والعقبات ايضا، سواء في مجال الصواريخ البالستية او الطائرات المسيرة.

وهنا الكثير من الاسئلة التي تكشف زيف هذه الدعوى وكذب هذه التصريحات، اذا كان ايقاف الصواريخ وانهاء وجودها هو سبب استمرار الحرب العدوانية، فماهو سبب ابتدائها، وهذا ما يجعل مثل هذه التصريحات مجرد ذر للرماد على العيون.

اذن فرسالة الصاروخ الذكي في هذا التوقيب تحمل اكثر من رسالة للولايات المتحدة واداواتها في المنطقة، اهم هذا الرسائل هي ان السلام الذي يريده اليمنيون هو السلام المشرف، السلام من موقع القوة وليس من موقع الضعف، هي رسالة بان السلام والاستقلال مرهون بالقوة وليس بغيرها، واليمنيون لديهم التصميم على الوصول لمرحلة الردع وهي وحدها من ستجلب السلام والاستقلال وستجعل اليمن آمنا من الاجتياح.

مقالات ذات صلة