الضمائر الحية لا يُشتَرَط ان تكون عربية
عمران نت/ 20/ اكتوبر 2018م
بقلم /عفاف محمد
هم العرب من تحولوا إلى وحوش آدمية تلهث وتعشق رائحة الدماء . هم العرب من انقادوا للغزو الفكري وتماهوا في تساليبه وأذعنوا له أيما إذعان.
هم من خلعوا رداء الدين وارتدوا قبعة رعاة البقر وتشبهوا بهم وذابوا في معتقداتهم بل وأصبحوا خاتماً في إصبعهم.
ما يجري اليوم في الوطن العربي من حروب وفتن ؛ ومن دمار وخراب وقتل سببه ضعف الإيمان والبعد عن الله وعن شريعته الإسلامية السمحاء.
فقد انسلخ العرب عن هويتهم وعن قيمهم وعن مبادئهم وصاروا كمصاصي الدماء يستوحشون على البشر بعضاتهم . ويهيمون على وجه الأرض لا يحتكمون لأي وازع ديني أو أخلاقي .
فقد اضحوا كقطيع خرفان تحركها العصا الأمريكية بعد أن ماتت ضمائرهم !
وبالرغم من ذلك فإننا نجد اليوم في أمريكا مواقف انسانية نبيلة تتفاعل مع الاحداث الدامية في اليمن وبحساسية مفرطة . تتأثر بما يحدث وترفض الإجرام البشع الذي يحصل في حق اهل اليمن .
*فالبعض يعلن تضامنه مع الشعب اليمني ويعلن حملة إضراب عن الطعام!
تطلعوا لهكذا إحساس ولهكذا موقف انساني مؤثر!
وهم ليسوا عرب!
ماذا سنقول عن من يشجعون قصف اليمن وهم من بني جلدتنا!
المسلمين من يسعدهم حصارنا وجوعنا وموتنا.
تلك الناشطة الأمريكية باميلا بانيت المضربة عن الطعام تمتلك بداخلها قيم إنسانية قد لا يفقهها ترامب الذي لا يعرف سوى لغة المال التي يجمعها من ضمائر العرب الميتة تحت عنوان الجزية .
من المؤسف أن لا يكون شرط صحوة ضميرك ان تكون عربيا . كما تشربنا من أفكار عن العروبة ومآثرها وتعاليم الدين الحنيف.
من المؤسف جدا ان ترتقي تلك الناشطة الأمريكية بانيت بإنسانيتها تجاه ما تراه غير عادل وغيرها من العرب تسقط إنسانيتهم في الحضيض!