أهم سلاح في هذه المرحلة هو (الوعي)
عمران نت/ 16 / اكتوبر 2018م
من هدي القرآن الكريم
نحن في هذه المرحلة في أخطر مرحلة، مرحلة مهمة، لم تمر بها الأمة منذ عصر النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وإلى اليوم، مرحلة خطيرة جداً, الضلال بلغ ذروته, الأعداء ماكرون لديهم دهاء شديد, خبث كبير, أساليب كثيرة في خلخلة الوضع الداخلي وهو أهم ما يركزون عليه.
ما الذي حال بين الإمام علي (عليه السلام) وبين النصر؟ ما الذي أفشل المهمة الكبيرة لجيش الإمام علي (عليه السلام) وهم على مقربة من النصر؟ كانوا على مقربة من النصر، كانت المسألة مسألة بسيطة جداً, قد وصلوا بالقرب من خيمة معاوية ومشرفين على النصر، وبعد تضحيات كبيرة جداً، تضحيات كبيرة جداً, يعني: تصوروا كم استشهد في حرب صفين من جيش الإمام علي (عليه السلام) تصوروا كم استشهد؟ أربعين ألف شهيد, أربعين ألف شهيد، بعد أربعين ألف شهيد وتضحيات كبيرة وبين أولئك الشهداء رجال عظماء من عظماء الإسلام أمثال عمار بن ياسر وغيره من العظماء الذين استشهدوا في تلك الحرب، وعندما كانوا على مقربة من النصر بعد تضحيات كبيرة، وحروب طاحنة، معارك كبيرة، كانت جثامين القتلى أشبه ما تكون بالتلال، كالجبال الصغيرة من كثرتها, والقتلى من جيش معاوية كانوا أكثر، كانوا أكثر.
لذلك عندما اصبحوا على مقربة من النصر خدعة واحدة أضاعت كل تلك الجهود، ضيعت كل تلك الجهود, وخرج جيش الإمام علي (عليه السلام) غير منتصر لماذا؟ بسبب الوضع الداخلي فهمتم؟ لم ينتصروا بسبب الوضع الداخلي، نتيجة الخلل من داخلهم، أما جيش معاوية فكان قد أنكسر، وكان قد انهزم، وكانت كان الوصول إلى مرحلة الحسم الحسم النهائي لم يبقَ إلا فترة وجيزة، فأعاقهم عن النصر خلل من الداخل، من داخل جيش الإمام علي (عليه السلام) ، عندما خدعوا اتجهوا بسيوفهم ضد الإمام علي (عليه السلام) نفسه.
الخلل الداخلي أهم ما يركز عليه العدو، وأهم ما يخدمه, وإذا كان الوضع الداخلي وضعاً قوياً، متماسكاً لم يستطع أن يؤثر فيه العدو ويضعفه بالخلخلة في الداخل، العدو ييأس ويحبط، وحتى عندما يدخل في مواجهة يدخلها بروح منهزمة، ويأس وهو يحسب للأمة ألف ألف حساب، ألف ألف حساب.
فنحن معنيون ـ يا أخوتي الأعزاء ـ وواجبنا أن ندرك واقعنا، أن ندرك أهمية هذه المرحلة التي نحن فيها هذا الزمن الذي نعيشه، ونحرص على أن نكون على درجة عالية من الوعي، وأن يظهر أثر هذا الوعي في واقعنا.
إذا تصرفاتك في اتجاه يخدم العدو فأنت لست بواعٍ، ليس عندك وعي, إذا أنت تقول ما يخدم العدو، أو تتصرف تصرفات تخدم العدو لست بواعٍ، ليس عندك وعي، الوعي يظهر أثره في مواقفك، في تصرفاتك، في اهتماماتك، وهذه مسألة هامة جداً.
نحن في مواجهة وأهم سلاح في هذه المواجهة هو الإيمان، والإيمان يقوم على النور ويعتمد على الوعي.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة في ضلال دعاء مكارم الاخلاق – الدرس الخامس.
القاهاالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي / حفظه الله .