المهرة .. في مواجهة الإعصار والاحتلال
عمران نت/ 16 / اكتوبر 2018م
المسيرة
تسبّبت العاصفةُ المداريةُ “لبان” التي ضربت محافظة المهرة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعوديّ منذ أمس الأول الأحد وحتى اللحظة بكارثة إنسانية كبيرة بعد غرق المحافظة واجتياح الفيضانات منازل المواطنين في كُـلّ المديريات، لا سيما مدينة الغيظة عاصمة المحافظة ومناطق العبري ومونغ ووادي تنهالن والمسيلة ومنطقة قديفوت في مديرية حصوين، مخلفةً قتيلاً و33 مصاباً وفقدان 4 أشخاص وإجلاء 350 أسرة وانهيار مئات المنازل، بالإضَافَة إلى نزوح عشرات الآلاف من المواطنين إلى المدارس وانهيار العديد من الطرق الرئيسية.
هذه الكارثة الإنسانية التي لم تشهد لها محافظة المهرة مثيلاً بعد أن طمرت الفيضانات كُـلّ المنازل والمحلات والمتاجر والمؤسسات وحتى الحيوانات والمواشي، دفعت المحافظ المرتزِق المعين من قبل الفار هادي راجح سعيد باكريت، إلى إعلان المهرة محافظةً منكوبةً جراء تعرضها للعاصفة المدارية لبان المصحوبة بأمطار غزيرة وسيول جارفة تهدمت على إثرها منازل المواطنين ونزحَ الأهالي إلى المدارس، مبيناً أن الوضع صعب جدًا.
في مديرية المسيلة توجد خمسون أسرة عالقة على أسطح منازلها جراء غمرِها بمياه السيول الجارفة التي ما تزالُ تتدفق بقوة، فيما قال المحافظ المعيّن من قبل الاحتلال: إن السلطاتِ لا تستطيعُ إنقاذَ تلك الأسر بدون إسناد جوي وإن إمكانيات السلطة هناك متواضعة، في وقت كان يفاخر إلى قبل أيام من العاصفة بأن الاحتلال السعوديّ قدّم مئاتِ السيارات لقوات الأمن، لكنه لم يفسر لماذا يغيب هذا الدعم في حال الكوارث الإنسانية التي تلحق الضرر بالمواطنين.
وناشد محافظُ المهرة المرتزِق باكريت الاحتلالَ السعوديّ الإماراتي المساهمة في إنقاذ المواطنين الغارقين تحت المياه جراء العاصفة من خلال مروحيات لإجلاء الأسر العالقة وسط السيول، لكن ورغم مرور 48 ساعة على بدء الكارثة لم يلق المرتزِق باكريت أية استجابة من قبل دول الاحتلال بخلاف الاستجابة المالية التي تقدمها له السعوديّة للطواف بين قبائل المهرة بهدف شراء الولاءات.
إلى ذلك شن العشرات من الناشطين والإعلاميين هجوماً عنيفاً ضد الاحتلال السعوديّ الذي يسيطر على كُـلّ المؤسسات والمرافق الحيوية والخدمية بالمهرة بما فيها المطار والميناء والمنافذ البرية والبحرية والجوية، بعد أن غاب تماماً عن المشهد الإنساني رافضاً القيام بأي دور إغاثي في المحافظة المنكوبة التي تقع تحت سيطرته، الأمر الذي دفع مرتزِقته المسئولين لإطلاق نداء استغاثة للاحتلال بالتحَـرّك لإنقاذ المواطنين من الغرق بعد اجتياح الفيضانات منازلهم وتهديم منازلهم.
وتساءل الناشطون حول اختفاء مروحيات الاحتلال السعوديّ الإماراتي من سماء المهرة منذ بدء العاصفة المدارية لبان وعدم تحريكها لإنقاذ السكان بعد أن كانت تحلق ليلاً نهاراً تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وادّعاء حرصها على أمن وسلامة المواطنين في المحافظة، مندّدين بصمتِ حكومة المرتزِقة التي لم تحَـرّك ساكناً تجاه هذه الكارثة الكبيرة بالرغم أن هناك طائرات هليكوبتر يمنية في المنطقة العسكرية الأولى بسيئون التي يتحكّم بها المرتزِق على محسن الأحمر وقيادات حزب الإصلاح العميل، حَيْــثُ لم يتم تحريك تلك المروحيات لإنقاذ المواطنين بالرغم من قصر المسافة بينها وبين المهرة المنكوبة.
واستغرب أهالي المهرة صمتَ وكلاء المحافظة ومسئوليها وقياداتها الموالين للاحتلال الذين اختفوا تماماً ولم يعد المواطنون يسمع أصواتهم بعد أن تم إجلاؤهم إلى الرياض وأبو ظبي مع عائلاتهم بينما تُرك المساكين والفقراء والضعفاء لوحدهم يواجهون الموت غرقاً، مبينين بأن هذه الكارثة لو كانت وقعت في بلد غير اليمن لكانت دول الاحتلال السعوديّ في طلائع المنقذين لهم.
ووصلت تأثيرات العاصفة المدارية “لبان” إلى تضرب المهرة لليوم الثالث على التوالي إلى محافظتي حضرموت وسقطرى، حَيْــثُ لا تزال الأمطار الغزيرة مستمرةً في عموم المديريات دون توقف، ما سبب في غرق مئات المنازل وتضرر عشرات الآلاف من السكان.
يشار أن العاصفة “لبان” يقع مركزها على خط عرض 12.9 درجة شمالاً وخط طول 60.0 درجة شرقاً ويبعد مركزها نحو 600 كم شرق جزيرة سقطرى و860 كم جنوب شرقي مدينة الغيظة مركز محافظة المهرة أقصى شرقي البلاد.
ومن المتوقع أن تتحَـرّك العاصفة خلال الساعات المقبلة باتجاه غرب شمال غرب السواحل اليمنية بسرعة 11 كم/ ساعة، ترافقها أمطار غزيرة مصحوبة برعود ورياح سطحية شديدة تتعدّى 50 عقدة 90 كم/ ساعة، واضطراب شديد للبحر وارتفاع لأمواجه ما بين 10 إلى 13 متراً في المنطقة حول مركز العاصفة.
محافظ الاحتلال يغرّد خارج السرب
وفيما سبق الإعصار المداري “لبان” العديد من التحذيرات التي أطلقتها مراكز الأرصاد المحلية والدولية قبل أن يصل المهرة بأيام عديدة مسبباً كارثة إنسانية غير مسبوقة كانت كافية لأن يحول المحافظ المرتزِق والمعين من قبل العدوان راجح سعيد باكريت، تحَـرّكاته الميدانية التي شملت جميع المديريات بالمحافظة لصالح الاحتلال السعوديّ وتلميع صورة المحتلين أمام المواطنين الرافضين لتواجده ومحاولته شراء ولاءات بعض المشايخ، إلى تحَـرّكات للحد من آثار هذه الكارثة.
وفيما كان المرتزِق باكريت ينشر صور تحَـرّكاته في أوساط القبائل إلى قبل يوم من حدوث العاصفة والإعصار إلا أنه ومع بدء الإعصار تحول إلى مجرد مغرد في موقع تويتر أَو إعلامي ينشر أخبار السيول التي جرفت المنازل وحاصرت مئات الأسر، ويكتفي بمناشدة الاحتلال الذي بدوره يعرف ما يحدث ولكن وجودَه في المحافظة لتحقيق أطماع وليس لمساعدة المواطنين.