إضاءات فكرية على سيرة الإمام الهادي الندية
عمران نت/ 16 / اكتوبر 2018م
بقلم / عفاف محمد
أحيت اليوم مؤسسة الإمام الهادي الثقافية ندوة في دار الثقافة الكائن بالعاصمة صنعاء بمناسبة ذكرى قدوم الإمام الهادي الى اليمن وكانت الندوة بعنوان “إضاءات حول شخصية الإمام الهادي إلى الحق “.
وقد تخلل الندوة فقرات ثقافية متنوعة تحكي عن خلود هذه الشخصية العظيمة وفكرها وتاريخها المشرق الذي من خلاله بنى دولة إسلامية عادلة . وقد اتبع فيها منهجية القرآن وطبق منهاج وسيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله واهتدى بحكمة الإمام علي عليه السلام. إستمد عنفوانه من ثورة الإمام الحسين عليه السلام واستلهم من ثورة الإمام زيد كل معاني الشموخ والعزة . وما كان مهتدياً بغير هدي آل البيت الكرام.
وكانت الندوة قد اختصت المفكرين والمثقفين لنفث تلك الإضاءات النورانية التي تنير البصائر وتستلذ بها الأسماع.وقد ابتدأ الحفل بقصيدة عصماء لشاعر المسيرة الشاعر الحصيف والذي يواكب كل حدث تاريخي بقصيدة الشاعر هادي الرزامي وكذلك قصيدة اخرى للشاعر الثائر المجاهد نشوان الغولي وتخللت الندوة كلمات هي بمثابة البلسم الشافي والشرح الكافي وكان ممن القوا تلك الكلمات والتي تعتبر دروس وعظات نحن بأمس الحاجة لننهل من عذبها ونقتبس من نورها كلاً من الأستاذ الجليل والرصين عبدالله العزي ؛والأستاذ الحكيم والحصيف ضيف الله الشامي ، والأستاذ والموسوعة العلمية خالد موسى .
ومن خلال طرحهم استشفينا من تلك الومضات المضيئة سيرة الإمام الهادي الناصعة وجوانب عظيمة حملته نفسه الزكية التي سعت لنشر الخير والعدل؛ بعكس ما يصوره بعض الحاقدين الذين يشوهون هذه السيرة العطرة ويجعلون منها في غير موضعها الحقيقي. لكن عبثاً يحاولون دامنا . وبحمدالله في محيطنا مثل هذه العقول النيرة والمذكرة بهذه المناقب وهذا ما نسعى له خاصة اننا حجبنا عن الغوص في مراحل هذه السيرة كونها غيبت لأسباب سياسية تخدم مصالح جماعات خاصة.
وكانت هذه الندوة في هذا الوقت مثل مزن تتقاطر على الأرض المجدبة التي تفتقر للماء . وهكذا نحن نفتقر إلى مثل هذه الحقائق المغيبة والتي لا زلنا نتنسم عبيرها عبر هكذا ندوات وهكذا إحياء لهذه السيرة الجليلة. وفي لمحة سريعة نتعرف وإياكم على سيرته الشخصية سلام الله على وعية وعلى عدله وعلى فكره وروحه الطاهرة الندية .
هو يحيى بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليهم السلام .
ولد بالمدينة النبوية في جبل الرس سنة 245ه , وفي سنة 280 ه قدم لليمن بعد أن أرسله ابو العتاهية الهمداني ووصل الى ( الشرفة ) ثم رجع الى الحجاز للرس بالقرب من المدينة النبوية ثم عاود أهل اليمن مراسلته فرجع إليهم في صفر سنة 284ه ومن ثم أقام دولته التي قامت على الحروب الدامية المتواصلة حتى توفى سنة 298ه . وله مؤلفات عديدة أشهرها : (( الأحكام )) ويقع في مجلدين , والمنتخب والفنون وجمعت له رسائل في مجلد كبير . وقد استوعب ذكر سيرته ابن عمه علي بن محمد بن عبيدالله العباسي العلوي في كتاب سماه (( سيرة الهادي الى الحق يحيى بن الحسين )) .
ومن بين أسطري المتواضعة هذه أدعو الباحثين والمرشدين والمثقفين وأخص بالذكر هذه المؤسسة الموقرة ان لا ينفكوا عن إثرائنا وتوعيتنا والعمل الجاد على إبراز ملامح هذه الشخصية التاريخية المجيدة لتكون لنا منهجية وعنوانا .
وهذا ما قد سار عليه كل من رحمه الله بالهداية والنور وما العلماء الأجلاء و المجاهدين الأشاوس والقادة العظماء اليوم إلا خريجي مدرسته الخالدة.