عضو الجبهة الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال: العدوان على اليمن تقوده منظومة عالمية على رأسها واشنطن وتل أبيب
عمران نت/ 8 / اكتوبر 2018م
أول غارة للعدوان هدمت منزلاً على رؤوس ساكنيه وهذا دليل أن مشروع التحالف أساسه قتل اليمنيين
احتجاجات الجنوب ضد المحتلّ جاءت بعد اجتياح الأزمات والمجاعة لأغنى المحافظات اليمنية
العدوان على اليمن تقوده منظومة عالمية على رأسها واشنطن وتل أبيب
الاحتلال الإماراتي والسعوديّ يمارسُ في الجنوب ما يمارسه الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي في العراق وفلسطين
موارد الذهب الحضرمي وكل ثروات حضرموت لا تتجاوز أفواه المحتلّين ومرتزِقتهم
أنبوب المهرة واحتلال سقطرى أحد جوانب الأطماع السعوديّة الإماراتية في ثروات اليمن
اجتماع العار في نيويورك يؤكّــد أن تحالف العدوان ومرتزِقته يتحـرّكون تحت مظلة تصفية القضية الفلسطينية
كشف عضوُ الجبهة الوطنية الجنوبية لمواجهة الغزو والاحتلال، الشيخ محمد بلعيد الكندي -أحد مشايخ حضرموت- في حوار خاص لصحيفة المسيرة، عن الأحداث الجارية في حضرموت وفي بقية المحافظات الجنوبية، لافتاً إلى الممارسات التي يقوم بها العدوان ومرتزِقته في المناطق المحتلّة لا تختلفُ عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكّد الشيخ الكندي أن قادةَ النظام السابق بالتعاون مع دولتَي العدوان السعوديّة والإمارات كانوا القائمين على ثروات وموارد اليمن وعملوا طيلة السنوات العديدة الماضية على نهبها وحرمان الشعب منها، بما فيها الذهب الحضرمي والنفط وغيرهما من الثروات.
وفيما يخُصُّ الأحداث والمستجدات السياسية، أشار الكندي إلى أسباب الاحتجاجات التي اندلعت في الجنوب، كاشفاً عن الانتهاكات التي تُرتكب بحق أبناء الشعب اليمني في تلك المحافظات المحتلّة.. وإليكم نص الحوار:
حاوره: نوح جلاس
– بدايةً شيخ محمد.. أين كنتم بدايةَ العدوان على اليمن؟
لحظةَ انطلاق العدوان كنتُ في صنعاء، وأنا من ضمن الذين استقبلوا أول الغارات الحاقدة للعدوان الأمريكي السعوديّ، حَيْــثُ أسكن في منطقة المطار، وأول غارة كانت في حيِّنا، واستهدفت منزلَ أحد المواطنين الأبرياء وهدمت المنزلَ على رؤوس ساكنيه.
وهنا نلاحظ أن أولَ غارة للعدوان الذي هو أمريكي صهيوني بامتياز، كانت على رؤوس الأبرياء من الأطفال والنساء، ما يشير إلى أن هذا العدوان لم يأتِ إلا لقتل اليمنين، وكما أسلفت، إن هذا العدوان تقودُه منظومةٌ عالميةٌ على رأسها أمريكا وإسرائيل، ولكن بأذرع عربية تدّعي أنها تحمي المسلمين، وتشغل أبواقها الإعْلَامية والدينية بأن هذه الأعمال الإجْــرَامية هي في صالح الأمة.
ومنذ اللحظة الأولى لإجْــرَام التحالف العدواني الذي جسّد الإرهابَ بعينه لم يكن يسعنا إلَّا أن نتحَـرّكَ لنواجهَه قبل أي خيار آخر.
– برأيك لماذا جاء هذا العدوان في ذلك التوقيت؟
طبعاً لن آتيَ بجديد، فالكلامُ هذا معروفٌ منذ الأيام الأخيرة قبل بدء العدوان ومنذ الأسبوع الأول له، هذا العدوان جاء بعد أن فقدت السعوديّةُ وأمريكا وغيرُها من دول الاستكبار سيطرتَها على اليمن، ومنذ أن سُحبت سيادة اليمن من تحت أيديهم.
والجميعُ يعرف أنه وبعد أن أنجح الشعبُ ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر استعادت اليمنُ سيادتَها وقرارَها الذي كان مرهوناً بجوالات وهواتف سفراء أمريكا والسعوديّة والإمارات، أما تحَـرّكاتُ هؤلاء السفراء على الأرض فكانت هي السلطة الحاكمة بذاتها، وهذا معروفٌ ورسّخ حقيقتَه مقابلةُ السفير السعوديّ آل الجابر الذي أكّـد للجميع أن كُـلّ القادة في اليمن كانوا شغالين لتلك السفارات ينفذون ما يُملى عليهم.
وكما ذكرتُ أنه وبعد أن فقدت دولُ الاستكبار القرارَ في اليمن قامت بشتى الخطوات لاستعادة سيادة اليمن من يد الشعب والقادة الشرفاء إلى يدها، وبالتالي فعلاً هذا العدوان هو استعادة شرعية، وإنما استعادةُ شرعية السفير الأمريكي والسعوديّ البريطاني والإماراتي وغيرهم ممَّن حكموا اليمن طيلةَ عقود؛ ولهذا بعد أن فقدوا الشرعية ذهبوا إلى عدن وشكّلوا عاصمةً مؤقتةً؛ ليبدؤوا ببحث سُبُلِ عودتهم إلى عروشهم في صنعاء.
وهذا الكلام يؤكّــده أنه وبعد أن فقدوا كذلك الأملَ في عدن لحكم اليمن عقب سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبيّة على عدن ومعاشيق هادي فرّوا جَميعاً؛ ليبدؤوا بالخيار الثاني والذي درسوه قبل أشهر من انطلاقه، وهو العدوانُ على اليمن.
– لماذا وجدت تلك القوَى قبل العدوان وبعده موطِئَ قدم في عدن وبقية مناطق الجنوب؟ وما هي الأساليب التي جاءوا بها وما هي أهدافهم؟
طبعاً الحاضنة الشعبيّة في الجنوب كانت لم تصل إلى مستوى الوعي المطلوب، الوعي السياسي والوعي الديني قبل كُـلّ شيء، بالإضَافَة إلى أنه تم استخدامُ القُــوَّة على مدى السنوات الماضية لإنهاك الجنوبيين، لكن أبناء الجنوب اليوم أدركوا جميعاً ضرورةَ التحَـرّك.
أما أساليبُ العدوان، فهو غزا الجنوبَ منذُ زمن؛ كي يهيِّءُ له الأجواء التي تقبل بوجوده، فقد غزا عدن سياسياً وصنع بعضَ الرموز السياسية ذات الأيديولوجية الفكرية المتجردة من أية مبادئَ دينية، أيديولوجيات لا تنظُرُ إلا من المنظور السياسي بعيداً عن المنظور الديني، تنظُرُ من المنظور السياسي الذي أدلجت به تلك القوَى عقولَهم.
وفي حضرموت غزاها دينياً وفكرياً؛ لأنَّ الحاضنةَ الشعبيّةَ في حضرموت دينية بحتة وهي منطقةُ علم، وبالتالي غزاها بفكره الوهّابي التكفيري المتطرف، الذي يرى اليهود والنصارى من الأمريكان والصهاينة أصدقاء للأمة، ويقدم المسلمين المناهضين لأمريكا ومن يدور في فلكها أعداءً تجب محاربتُهم بكل الوسائل.
ولهذا حوربت إيران وحورب حزبُ الله، وحوربت صعدة التي انطلق منها مشروعُ مناهَضة قوَى الطغيان بقيادة شهيد الأمة الإسلامية السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي رضوانُ الله عليه، وكذا حوربت اليمنُ بعد أن وصل هذا المشروعُ القرآني القويم من صعدة وحتى أطراف تعز، وبدأ هذا المشروع الرباني يتوسّعُ في رَقعته الجغرافية والاجتماعية.
فكُلّ هذه الأطراف حوربت؛ لأنَّها تقولُ: لا للوصاية الأمريكية على أمة قائدها محمد ودستورها القرآن..
ولا ننسى كذلك أن الحربَ على صعدة بالتحديد وعلى الشهيد القائد وعلى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي هي امتدادٌ للحرب التي شُنّت على القادة العظماء، ابتداءً بالإمام عليه والحسين وزيد وغيرهم من القادة والأعلام الذين تحَـرّكوا بمشروع يرفض الطغاة والظالمين.
فهذا العدوانُ جاء؛ لكي يمحوَ مشروعَ مناهضة الظالمين والطغاة ويمثلهم اليوم أمريكا وعملاؤها، إضَافَةً إلى مطامع جغرافية واستراتيجية هدفُها نهبُ ثروات اليمن.
والأحداثُ ترجمت هذا الواقع، فكلامي مستندٌ إلى واقع نعيشه اليوم، وإضَافَة إلى الكلام السابق، اليوم ترى السعوديّةُ تمد أنبوباً نفطياً لها في المهرة بعد أن فقدت أنبوبَها في مأرب ومشروعها في الجوف عقب ثورة الـ 12 من سبتمبر، وترى الإمارات تحتل سقطرى بعد أن فقدت كمران وبقية جزر اليمن، وترى اليوم أمريكا وإسرائيل تقاتِل في الساحل الغربي لتستعيد حكمَها على التجارة العالمية التي هي مرهونة بالساحل الغربي وباب المندب..
فهم يريدون استعادةَ شرعيتهم هم، أما شرعية هادي فالجميع بات يعرف كيف هي وإلى أين وصلت، حتى المرتزِقةُ أنفسُهم يعرفون ذلك، والحديث عن شرعية هادي اليوم غنيٌّ عن التعريف.
فكما أسلفت تلك القوَى لها مشروعان أساسيان: الأول إفساد العقيدة الدينية القويمة التي تراهم أعداءً للأمة مما خادعوا وزيّفوا، والثاني هدف استراتيجي قوامُه نهبُ ثروات اليمن.
– لماذا احتلت حضرموت على الرغم من أن الجيش واللجان الشعبيّة لم يدخلوها؟
طبعاً أخي الكريم حضرموتُ لم تحتل مع بدء العدوان، فهي محتلّةٌ منذ أَمَدٍ طويل، حضرموت محتلّةٌ عقائدياً بالفكر الوهّابي التكفيري الإجْــرَامي، ومحتلّةٌ جغرافياً، فالسعوديّة احتلت 60 كيلو متراً في “المناهيل” وبقية مناطق جنوب حضرموت وطردت كُـلّ الحضارم من تلك المناطق، وجاءت بشركاتها وآلياتها ومنذ زمن طويل وهي تنهبُ مقدراتِ ومواردَ حضرموت، كما كانت محتلّةً للشمال عقائدياً بحزب الإصلاح الذي سَقَتْه المنهجَ التكفيري، واستراتيجياً بمشاريعها في مأرب والجوف والحديدة وغيرها، حتى ثورة الـ21 من سبتمبر.
وطبعاً قوَى العدوان منذ 26 مارس 2015 هي لم تحتل حضرموت، هي فقط عزّزت تواجدَها الاحتلالي الاستعماري، بعد أن وجدت ذريعةَ هادي الزائفة، فهي عزّزت من قُــوَّاتها بعد أن هيّأت حضرموت عقائدياً وسياسياً.
– هل بالإمكان أن توضحَ لنا كيف هي طبيعة تواجد قُــوَّات الاحتلال الإماراتي في حضرموت؟
يا عزيزي القُــوَّاتُ الأمريكية والإماراتية موجودةٌ في سيئون وفي مطارات وقواعد حضرموت منذ اليوم الأول للعدوان، وحضرموت محتلّةٌ على المستوى الأمني والسياسي، كما هو الحالُ في عدن، ترى قُــوَّاتِ الاحتلال هي الحاكم الفعلي والتنفيذي.
ويوجدُ في سيئون مقرات ِالكونترول والسيطرة التابعة لقُــوَّات العدوان والاحتلال ويقودون المعاركَ من خلالها.
وأنوّه يا عزيزي لك ولجميع أبناء حضرموت ولجميع أبناء الشعب، لا يهم الآن كيف هي طبيعة التواجُد لقُــوَّات الاحتلال وكم آليتها ومعداتها العسكرية، اليوم يا شعبَ اليمن هناك بَثٌّ مسمومٌ في المساجد وفي المراكز الثقافية، اليوم المحتلّ لا يكتفي بغزوك استراتيجياً وجغرافياً، اليوم يغزو الدينَ ويغزو العقيدة، اليوم يعملُ على زرع الفكر الوهّابي التكفيري؛ لتهيئة الساحة لأَنْ تقبل بأمريكا وإسرائيل أصدقاءً بل حكاماً بل أولياء على أمور الأمة، وترى من يناهض أمريكا وإسرائيل كافراً يجب ذبحُه ويجب قتله بكل الوسائل.
اليوم اليمن يتعرض للغزو أرضاً وإنْسَــاناً، تغزى أراضينا وتغزى عقولُنا وعقيدتُنا وديننا القويم.
– ما هي الممارسات التي يمارسُها الاحتلالُ الإماراتي في حضرموت؟
اليوم المحتلّ وأدواتُه يمارسون كُـلَّ أساليب الامتهان للإنْسَــان اليمني في حضرموت وفي عدن، في حضرموت اليوم هناك انتهاكاتٌ بداخل السجون، هناك تطاولٌ على النساء، هناك تطاوُلٌ على العلماء، هناك تطاولٌ على الإنْسَــان اليمني من كُـلّ الجوانب.
هناك سجونٌ سرية تضُمُّ الآلافَ من المعتقلين ويُرتكَبُ بداخلها أبشعَ أنواع الجرائم اللا إنْسَــانية واللا أَخْــلَاقية على أيدي الضباط والجنود الإماراتيين.
والجميعُ شاهد كيف منعت قُــوَّات الاحتلال الإماراتي نقلَ جثمان العلامة عبدالله باعَبَّاد إلى حضرموت على طائرة عُمانية، في تطاولٍ غير مسبوق على العلماء حتى الذين هم أموات.
– بما أنكم من أبرز مشايخ حضرموت هل كانت هناك لديكم جهودٌ لمحاولة خلق بيئة رافضة للاحتلال؟
نعم، بذلنا العديدَ من الجهود، وهناك العديدُ من الأحرار الذين تجاوبوا معنا وقاموا بكُـلّ ما يمكن لهم فعله، إلا أن المحتلّ شن العديد من حملات الاعتقالات وهناك الآلافُ من المعتقلين داخل السجون السرية الإماراتية في حضرموت، بينهم صحفيون ونشطاء وخطباء مساجد، هناك المئات من المعتقلين لا يعرفُ أهاليهم أدنى معلومة عن أماكن تواجدهم، ولا تملك سلطة الفار هادي أدنى صلاحياتٍ للإفراج عنهم، كما هو الحال في عدن.
المحتلُّ الإماراتي لاحَقَ المناهضين له والتقطهم كما يلتقط الشوكَ من الجسد وأخفاهم دون أن تعلَمَ سلطة الفار هادي وبقية المرتزِقة.. واليوم باتت الحاضنة الاجتماعية للعدوان تنقص وتتحول إلى بيئة مناهِضة له بعد أن وصلت الأمور إلى ما آلت إليه. وأنا على ثقة بأن أبناء حضرموت سيعون أَكْثَــرَ من أي وقت مضى.
– أين تذهب عائدات موارد حضرموت الآن وأين كانت تذهبُ في السابق؟
طبعاً هذا الأمرُ معروفٌ من زمان، حالياً كُـلّ موارد حضرموت النفطية وغير النفطية لا تتجاوز أفواهَ المحتلّين والغزاة وفي مقدمتهم السعوديّة والإمارات، والآن بدأت الإماراتُ تُحْكِمُ قبضتَها على موارد حضرموت أَكْثَــر من أي وقت مضى بعد أن نصّبت نفسَها سلطةً عُليا تخفي كُـلّ من يناهضها كما هو الحال في عدن، تغتال كُـلَّ مَن ينطق باسم شرعية هادي فكيف ستفعل بمن يناهضها؟.
أما في السابق فكان جزءٌ منها للسعوديّة والتي بسطت شركاتها جنوب حضرموت، والجزء الآخر كان يذهب لهوامير السلطة الذين وجدناهم اليوم وقد ارتموا جميعهم في أحضان تحالف العدوان.
– يقال إن الذهبَ الحضرمي أغلى أنواع الذهب في العالم.. أين تذهب عائداته؟
هذا السؤال يا عزيزي يجيب عليه حميد الأحمر وأخوه هاشم، وكذلك علي محسن الأحمر وعدد من التجار الحضارم الذين باعوا الوطنَ؛ لهثاً وراء جمع الثروة وتواطأوا مع السعوديّة في سرقة أَكْثَــر من خمسين منجماً للذهب، وبالأَكْثَــر يا عزيزي علي عبدالله صالح الذي كان القائد والمعلم الذي أعطى الضوء الأخضر لحكام الخليج وعملائهم بنهب موارد حضرموت وموارد اليمن بشكل عام.
– كيف تقيّم وضعَ المحافظات الجنوبية المحتلّة بعد قرابة أربعة أعوام من الاحتلال أَوْ ما يصفونه بالتحرير؟
طبعاً اليوم بات كُـلّ يمني يعرفُ الحقيقة ويعرف توجُّهَ تحالف العدوان من غير ضبابية، اليوم التحالف في المناطق المحتلّة ينهب ثرواتنا أمام أعيننا، اليوم التحالف يدمّــر اقتصادنا وعملتنا أمام أعيننا، اليوم التحالف عرفه كُـلّ من أيّده أنه محتلّ غازٍ مستعمر قاتل للأطفال، مغتصِب للنساء.
احتلَّ عدن وحضرموت وانعدم منها كُـلّ أشكال الخدمات، لا خدمات ولا كهرباء، وأتواصل مع أقربائي بحضرموت يقول لك الكهرباء تولع في اليوم فقط ساعتين على الرغم من أن حضرموت بثرواتها وموقعها تستطيع أن تمدَّ الجمهورية اليمنية بالكهرباء.
عدن التي كانت عروسة مدن اليمن أصبحت بلا خدمات وملأت مياهُ الصرف الصحي كُـلّ شوارعها، واليوم المحتلُّ يفرض حظر التجوال، وكل أشكال الممارسات التي مارسها المحتلّ الأمريكي والإسرائيلي في فلسطين والعراق نجد اليوم المحتلّ السعوديّ والإماراتي يمارسونها بحق الشعب اليمني.
ومع هذا بدأ بعون الله يسود الوعي لدى المجتمع الجنوبي بمخاطر المحتلّ، عدا من باع أرضه وعِرضه من المرتزِقة.
– هل بإمكان الشيخ محمد أن يضعَنا في الصورة حول ما يجري في حضرموت؟
اليوم حضرموت تشهد تغييراً كَبيراً وغير مسبوق لدى الحاضنة الشعبيّة، حَيْــثُ أن تحالفَ العدوان وقُــوَّات الاحتلال الإماراتي ومرتزِقتهم لم يعد لهم أي قبول في حضرموت وفي غيرها من المحافظات الجنوبية المحتلّة.
احتجاجات ومظاهرات يومية تطالب برحيل الاحتلال ومرتزِقته، جَــرَّاءَ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي وصلت إليها تلك المحافظات التي لا يمكن للعدوان اليوم أن يخادع أبناءَها بأنها محرّرة؛ لأنَّ اليوم المواطن الجنوبي بدأ يدرك ما معنى أن تكون محافظاتهم الغنية بالنفط منعدمةَ الخدمات ومنعدمة النفط، بدأ يدركُ أن هذا احتلالٌ وغزوٌ وليس تحريراً.
حضرموت اليوم تتوحد وتتلاحم قبائلُها بوجه الطرف الذي دمّــر اقتصادهم واعتقل أبناءهم وقتل الكثير من شبابهم في معاركه الهادفة لغزو الوطن، حَيْــثُ أن المئاتِ من شباب حضرموت ذهبوا ضحيةَ مطامع الاحتلال، وبالتالي فإن اليوم تتوحد فيه الأصوات الرافضة للاحتلال والتي أسمته احتلالاً ولم تعد تسميه تحالفاً أَوْ ما شابه ذلك.
– هل ترى أن المظاهرات والاحتجاجات المناهضة للاحتلال في المحافظات الجنوبية جاءت متأخرةً؟
طبعاً لا يخفى على أحد كيف شغل العدوّ أبواقه الإعْلَامية والسياسية والدينية في الوسط الجنوبي وأوهمهم بأنه جاء لتحريرهم ممن أسماهم المجوس، واشترى العديد والعديد من الولاءات، كما عمل كذلك وكما ذكرت سلفاً على تمشيط المناطق الجنوبية بحملات اعتقالات واسعة، اعتقل فيها كُـلّ الأحرار في حضرموت وفي عدن وفي الجنوب بشكل عام.
وبالتالي وبعد أن وصلت الأمور في المناطق المحتلّة إلى هذه الأزمة الخانقة وتدهور قيمة العُملة المحلية أمام العملات الأجنبية جَــرَّاءَ قيام الفارّ هادي وحكومته بطبع مئات المليارات من العُملة الجديدة دون غطاء، تعالت الأصوات التي تهتفُ اليومَ “لا للاحتلال”.
وصحيحٌ أن هذه الهتافات كان لا بـُـدَّ منها في وقت مبكر بعد أن احتل الإماراتي سقطرى الخالية من وجود اللجان الشعبيّة أَوْ بالأصح “أنصار الله”، والعديد من الشواهد على توجه قوى العدوان الغازية، ولكن كانت منظومة الاحتلال المجتمعية في الوسط الجنوبي شغالة بشكل كبير حال دون تعالي أي صوت مناهض.
– بماذا تفسّر الاغتيالات المتكررة في عدن لعناصر حزب الإصلاح الموالي للعدوان؟
الآراءُ كثيرةٌ في هذا الموضوع، ولكن يبدو واضحاً للعيان أن السعوديّة والإمارات تتبادلان الأدوار والضحية هم المرتزِقة، فالمحتلُّ الإماراتي لا يرى لحزب الإصلاح ولا لهادي ولا لأيٍّ من العناصر التابعة للسعوديّة أي مكان في مشروعه الخاص، حَيْــثُ يقصيهم ويغتالهم ويهدّد شرعية هادي باستمرار وآخر تهديد كان على لسان ذراع أبو ظبي عيدروس الزبيدي مساء الأربعاء الماضي، وكذلك هو الحالُ للسعوديّة التي تقصي وتقتل العناصر غير الموالية لها التي ولاؤها للمحتلّ الإماراتي، لكن في النتيجة لا تتضرر السعوديّة أَوْ الإمارات بل عملاؤهما.
وبالتالي فَإن عناصرَ الإصلاح المتواجدين في عدن وفي المناطق التي يسيطر عليها المحتلّ الإماراتي ومرتزِقته سيكونون الضحية الأَكْبَــر، ولعل الاغتيالات المتكررة في عدن والموثقة بالفيديو خير دليل على أن المسيطر هناك هو الذي يوفر الغطاء الأمني تلك العمليات.
– أنبوب النفط السعوديّ في المهرة.. ما حديثكم عن هذا الموضوع؟
أنا سبق وسردتُ العديدَ من الشواهد التي تدلِّـلُ أن السعوديّة والإمارات جاءتا لنهب ثرواتنا، ولكن أخي الكريم أقول: إن الأنبوب الذي تمده السعوديّة من المهرة مشروع جاء لتتوج به كُـلّ ما قد نهبته من ثروات على امتداد اليمن الجغرافي، وهو ليس بجديد، ولكن هناك سخطاً شعبيّاً كَبيراً في المهرة وفي غير المهرة وفي كُـلّ يوم يتولد السخط الشعبيّ في اليمن من شماله وحتى جنوبه، وستتحد هذه الأصوات جميعها لطرد هذا المحتلّ الغاصب.
– ما تعليقكم على مشاركة وزير خارجية المرتزِقة في اجتماع العار مع رئيس الموساد الإسرائيلي؟
أولاً وقبل كُـلّ شيء هذه الخطوةُ الدنيئة لا تمثل توجُّهَ الشعب اليمني إطلاقاً، فشعبُنا معروف بوقوفه المشرف مع القضية الفلسطينية، وذلك اللقاء يدُلُّ على أن جميع تلك الأطراف تتحَـرّك تحت مِظلَّة تصفية القضية الفلسطينية، بمن فيهم مرتزِقة العدوان، الكل يتحَـرّك لتصفية القضية الفلسطينية وتصفية كُـلّ من يدور في فلكها.
وثانياً أخي الكريم هذه الخطوة ليست بجديدةٍ، وإنما جاءت الجرأةُ في هذا التوقيت بعد أن أحدثت أبواقُ العدوان نوعاً من البرود على عُقُول شريحة كبيرة من المجتمع ذوي التفكير والرؤية السطحية، حول موقع القضية الفلسطيني من التوجه العام للأمة الإسلامية.
فإسرائيلُ والعدوان ومرتزِقته وأمريكا وكل شُذَّاذ الآفاق يتمترسون في خندق واحد منذ بداية عدوانهم على اليمن، ولعلَّ ضربة التوتشكا على باب المندب في العام 2016 جسّدت هذا، وكما قال قائدُ الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله: “اختلط الدمُ الأمريكي بالإسرائيلي بالداعشي بالخليجي”، وهذا ما اعترفت به صحفٌ ومواقعُ أمريكية وإسرائيلية، ولا مجال لأحد أن يعتمَ الصورة عليها.
ونحن كيمنيين وكمسلمين ندين ونستنكرُ تلك الخطوة الخائنة لمبادئ الدين القويم.
– رسالتكم الأخير التي تودون توجيهها عبر صحيفتنا؟
رسالتي أولاً لإخوتي وأهلي في الجنوب أقولُ لهم: بعد اليوم لا مجال للنقاش واختلاف الآراء حول ما أسماه العدوان عاصفةَ الحزم وإعَادَة الأمل..
وأقولُ لهم: اسحبوا شبابكم من الجبهات التي تخدُمُ عدوَّكم الذي احتل أرضكم ونهب خيراتِكم.
أقول للمجتمع الجنوبي: اليوم صورة المحتلّ باتت واضحة أَكْثَــر من أي وقت مضى، اعتقالات وتطاوُلٌ على العلماء واغتيالات وتجويع وإدَارَة بسياسة الأزمات وغيرها من الممارسات التي لا يمارسها إلَّا المحتلّون والغزاة.
وأقول لهم: لا يسكت بعد اليوم إلَّا من أصبح أعمى البصيرة والعقل ولا أقولُ أعمى البصر؛ لأنَّه لو كان أعمى البصر لعرف أن المرتزِقة اليوم يجتمعون مع الصهاينة ويمارسون الاغتصابات والاغتيالات وغيرها من الأعمال الإجْــرَامية.
والمجتمع الجنوبي بات يعرف هذا تماماً وأقول لهم: “استمروا في أصواتكم ضد المحتلّ واستمروا في هيجانكم ضد المحتلّ”، لا تسكتوا أبداً ولا تخافوا من تهديدات المحتلّ فالنصرُ قريب”.
كما أرفع التحية لكل الأحرار في حضرموت والجنوب الذين عَلَت هاماتُهم لتصرُخَ: “لا للاحتلال”.
والتقديرُ كذلك لمحافظ حضرموت والسلطة المحلية بحضرموت التابعة لشرعية صنعاء المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني، على جهودها في توحيد الصف الحضرمي لمواجهة قوى العدوان.