ثورة كثورة الحسين
عمران نت/ 19 سبتمبر 2018م
بقلم / وفاء الكبسي
ما أشد سعادتي بثورتنا العظيمة! ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ، فسر سعادتي أنها ليست ثورة عادية شأن سائر الثورات، هى ليست ثورة ذات مطالب محددة إقتصادية أو إجتماعية أو سياسية، وليست ثورة ضد الفساد فحسب، بل هى ثورة أعمق وأشمل من كل ذلك، هي ثورة تطهير، ثورة بدلت كل شيء من الجذور.
هذه الثورة العظيمة ستصبح فيما بعد شعاراً للثوار والمظلومين والمضطهدين في كل دول العالم، باختلاف لغاتهم ، وألوانهم، ودياناتهم ؛ لأنها ثورة اختزلت كل الثورات فهي ثورة أفعال قبل أن تكون أقوال وشعارات، يكفينا أنها أسقطت كل التبعية والوصاية الخارجية والولاءات لأمريكا وإسرائيل فقد استعادت القرار والسيادة والمكانة للشعب اليمني.
نعم أنها ثورة أنقاذ بكل المقاييس، أنقذت البلاد من جميع المخططات الخارجية التي أرادت تقسيم البلاد إلى أقاليم ؛ من أجل اضعافه ومنثم احتلاله ونهب كل مقدراته.
ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ما أشبهها بثورة الحسين بن علي -عليهما السلام- ﻷنها كانت ثورة المظلوم على الظالم، ثورة المستضعفين المكلومين على الطاغية الفاسد، هي ثورة الحق والإيمان على الباطل والكفر والنفاق ، هي لم تكن كما يظنها البعض ثورة من أجل اسقاط الجرعة فحسب أو لمجرد الزخم الثوري الشعبي بل هي ثورة اختزلت في مبادءها وقيمها وأسسها بناء الإنسان اليمني وفعلاً لقد بنت فيه العزة والكرامة والشموخ والحرية والصمود التي استطاع بهن اليوم مواجهة هذا العدوان البربري الغاشم بكل جحافله وجيوشه وأسلحته المدمرة ، حتى أصبح الإنسان اليمني معجزة وأسطورة أذهل العالم بأكمله، سينحني العالم اجلالاً ًوتعظيما ًلها ولشعبها الجبار العظيم ولجيشها ولجانها الشعبية الذين داسوا باقدامهم الحافية على دبابات العدوان، وآليتهم ومرغ أنف أمريكا وإسرائيل.
فما هذا العدوان الظالم الوحشي إلا من أجل وأد هذه الثورة المعجزة التي إستمدت روحيتها ومبادئها وقيمها من القرآن الكريم، والتي ستأتي أُكلها على الوطن العربي بل العالم بأكمله _بإذن الله.
ولا ننسى دور المراة اليمنية القوي والبارز في انتصار الثورة الذي كان من خلال دعمها المنقطع النضير فدورها الثوري كان يوازي الدور الثوري للرجل، فقد كسرت الحواجز وتخطط العادات المنغلقة وأبدت رأيها بكل حرية ، حيث قامت بدور مهم في كل المجالات ، وخرجت في المسيرات وضمدت الجراح في المستشفيات ولم يقتصر دورها على ذلك بل في كل المجالات وشاركت أخيها الرجل في صنع القرار..
المرأة اليمنية اصبحت واعية وتحمل من الوعي ما أهلها الى ان كانت شريكة الرجل في هذه الثورة ، فدورها كان دور عظيم جدا وهذا مالمسناه في الواقع والشارع اليمني والساحات ،دورها الكبير كان في استشعارها للمسؤولية حين دفعت بأهلها وذويها وبقوة للخروج للساحات الحرية، وقد كانت حاضرة حتى عندما كانت تغيب عن الساحة ، حاضرة من خلال اعداد الطعام للمرابطين في مختلف الساحات وقد امتد دورها الى اليوم في مواجهة هذا العدوان الغاشم والحصار الخانق على الشعب اليمني.
أن دورها كان اسطوريا سيكتبه التاريخ للأجيال القادمة الذي سيشهد بعطائها المنقطع النضير ، وصبرها الجبار..
لقد اصبحت بالفعل القدوة والمسيرة لكل نساء العالم ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تسلب قراراتنا ولا أن تنهب ثرواتنا برغم العدوان والحصار ولكنا نعيش العزة والكرامة والاستقلال..
ستظل هذه الثورة صمام الأمان والصخرة القوية التي تتكسر أمامها كل رهانات العدوان ومخطاطاته.
نحن بالله صامدون وثابتون صمود الجبال الرواسي، والثورة مازالت مستمرة لاجتثاث عروش الطغاة المستكبرين وقطع دابر هذا العدوان الغاشم اللئيم، ولن تُهزم ثورة أو ينكسر شعب كان قائده السيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله_
فهيهات هيهات منا الذلة .