كربلاء قبلة الثائرين
عمران نت/ 17 سبتمبر 2018م
بقلم / سعاد الشامي
الحرية لاتعيش تحت رحمة الظالمين ؛ لابد أن يكون لها رجالا مميزون يمتهنون منازلة الطغاة ؛ لهم إرداه جامحة تفكك طلاسم الذل وتتخلص من آثاره المهينة ؛ ومشاعر ثائرة ترتقي إلى قداسة التضحيات ولاتحتاج في مشوارها إلى تقنيات متقدمة من النفاق والإبتزاز والعمالة وحب المال والسلطة ؛ مادامت هنا بصدد توثيق المبادئ السامية للثورات التحررية وتصديرها إلى كل الشرفاء في كل زمان ومكان.
الأحداث المترافقة مع الواقع المعاش هي التي تميز نوعية البشر وتبرز جواهر القلوب العابقة بانفاس الحرية ؛ وتعري جسد الأرواح المنكسرة والملتحفة بوشاح المهانة والخنوع والإنحطاط.
الامام الحسين بن علي سيد شباب الجنة و سبط رسول الله وابن فاطمة الزهراء وعلي المرتضى صلوات ربي عليهم أجمعين ؛ الذي أخذ جرعة الحرية وأحتساها مع أول قطرة حليب من ثدي امه الطاهرة المطهرة ؛ سيدة النساء وأولى الثائرات في وجه الضلال والإنحراف الديني ، حسين الذي ترعرع وكبر بكنف النبوة وأرتوى من هدي الرسالة المحمدية ؛ والتي ما أنزلت من السماء إلا رحمة بالعباد لتحررهم من قيود الشرك الاستبدادي وويلات الاستكبار الجاهلي ؛ وتضمن لهم الحياة الكريمة والعادلة على مقياس العزة والاباء في ترسيخ أركان الحرية ومصارعة قوى الباطل والضلال.
ماكان لشخص مثل الحسين بن علي بمؤهله الإيماني وفكره الثوري أن يسكت وهو يرى الضلال الديني الذي تبناه بنو أميه والمنبثق من صدر الانحراف المأساوي يمارس سلوكا إجراميا وبتلك الوقاحة في واقع المسلمين ولايهب ويسعى إلى نصرة المستضعفين مهما كان حجم التضحيات التي سيقدمها في مواجهة أرباب الطغاة وعتاولة الفساد وسادة الشهوات وسماسرة الدين وعشاق السلطة .
هذه هي كربلاء الأسم الضارب في جذور شجرة الحرية الشامخة ؛ و هذا هو الحسين الشاب الحر الثائر ذات الشأن الكبير إسلاميا وعالميا والذي نجح عليه السلام في جعل ثورته الخالدة أكاديمية نموذجية ونوعية تقدم أعظم دروس الحرية والتضحية والاباء والتي ما مازال يتخرج منها عمالقة الأحرار وقادة الثوار على مر التاريخ وإلى يومنا هذا…
فهل تعتقدون اليوم بأن الثائر اليمني الحسيني في وجه عدوانكم قد يفكر بالخضوع أو الاستسلام ؟!
لا والذي ذرى حب الحسين في قلوب الثائرين لن تجدونا إلا أحرار صامدين؛ نصرخ في وجه إجرامكم “هيهات منا الذلة”.