كيلو 16
عمران نت/ 16 سبتمبر 2018م
بقلم / اشواق مهدي دومان
حكايا انتصار تضع توقيعاتها الدّامية بصمات جديدة للصّمود الأسطوري لشعب يأبى الذّلّة ، رجال اللّه و منهم رجال الإعلام الحربيّ يوثقون تلك السّيَر التي يستمر صاحب البقرات السّمان ترامب و بقراته ( السعو إمارات ) و ذيول البقرات ( المرتزقة و الخونة ) بإعلامه أن يضلّل الحقائق لغرض بثّ الوهن في نفوس و عزائم رجال اللّه ، غير مدركٍ ذلك البقريّ أنّه أمام شعب و جيش و لجان عزيمتهم حَديديّة فما كان قتال رجال اللّه صراع لعبة بلاستيشن يلعبها ابن سلمان و ابن زايد في مصايف هاواي ، و لاكانت انتصارات و اقتحامات رجال اللّه من سيناريو أفلام الأكشن في هوليوود ، و ما كان إسقاط رجال اللّه لطائراتهم كصيد العصافير ، و ما كان قنص رجال اللّه لعلوجهم كصيد جيوش المسوخ للسّحالي، و ما كانت
حكايا جنون البقر و راعيها، و حالبها (ترامب) إلّا وقع ثارات متأجّجة كالبراكين في دماء رجال اللّه التي تغلي غليا و تشتاق بلهفة لشيّ و نسف أولئك الدّمى الكرتونيّة من جيوش المسوخ ،و مدرّعاتهم التي أرادوا بها استعراض غبيّ غير مدركين أنّ اليمن هي العنوان الخطأ لإقامة مسرحياتهم و عرض دياثتهم فليستعرضوها في شاليهات شرم الشّيخ ، أو في مقاهي تحت البحر في دبي ،أو فوق برج خليفة ، أو شقق الرّياض و أسطمبول و عمّان و…الخ من أوطان بقراتهم ، و ليستدعو فريق التّصفيق لهم من مرتزقة و عملاء و دواعش و بعد كلّ عَرض ليقبّل المرتزقة أقدام بقراتهم و راعيها و لكن ليكن ذلك هناك بعيدا عن وطني الأغر ،
فوطني شعلة نار و فتيل مشبّع بروح الحسين في شهر الحسين في دم الحسين في كربلاء الحسين ،
وطني هو حكاية الحسين في كربلاء اليمن ،
نعم اليمن هي حسين العصر ، و لأنّها كذلك فلن تستسلم إلّا كما استسلم سبط رسول اللّه يوم واجه عرابيد بني أميّة و جيوشهم الجرّارة، و انتصر حين وقّع حكاية انتصار الدّم على السّيف ، و انتصر حين ضجّت الأرض و السّماء لمظلوميته ،
انتصر ابن حيدرة يوم واجه البغي و الظلم بشجاعة لا تعرف ثقافة الانهزام و ليس في معجمها مفهوم التّقهقر ،
و هنا الحسين ( عليه السّلام) يحيا في روح كلّ مقاتل من رجال اللّه وهم
يثلجون و يشفون صدورنا حين نراهم بتلك العزيمة الحسينيّة ، يتحدّون يزيد العصر،و يعدون بالنّصر ذاكرين شبل و سبط و ابن بضعة محمّد بن عبداللّه بأنّ هذا شهره و هذه كربلاؤه فلن يضعوا سلاحهم و لن يستسلموا ليزيد و ابن أبيه و غيرهم ممن اختلطت بهم الأنساب كبني سعود الذين لا يعرف منهم إلا الهجين أبناء الجواري ، ،
ولنعد لحكايا النّصر ، ففي كيلو 16 تعجبت من اسمها حين زرنا الحديدة لأول مرّة فقيل هذا شارع كيلو 16 ، فقلتُ : ما هذا العكس للكلام فالمفروض تسميتها ب: 16 كيلو ، و منهج النحو يسري في دمي أنّ العدد يسبق التّمييز ، و لم أكن أدري أنّ ملاحم أسطوريّة يوما ما في هذه المنطقة و الشّارع فيه التّمييز يسبق العدد، و فيه سترتدّ آمال العدوان السعوأمريكي عليه خيبة و صغارا ،،
واقعا فقد جرت ملاحم في كيلو 16 رأى المحتلّ فيها عكس ما تأمّل ، فقد رأى ما لم يكن يتوقّعه ، فكيلو 16 ليست 16 كيلو بل هي هكتارات المساحة، و المسافة فيها بين حكايا النّصر يرويها رجال اللّه و بين طلاسم هزائم تلاحق المحتل و مدرّعاته حافية القدمين و تحرق فخر صناعاته بولّاعات ،
ملاحم تقع في حارات و منازل و شوارع تلك المنطقة ككلّ الحديدة ، و التي طالما عاش أهلها فقراء مهمّشين منذ 37 عاما هي حكم عفّاش و من بعده أمينة عفّاش ( عبد ربّه)،
نعم : همّش الإخوانجعفّاشيّون أرض امحديدة و امساحل و وطن امعلم و ظنّوا أنّ أهل امزبيد و امحديدة لا يستحقّون إلّا أن يحيوا فقراء ؛ فسماحتهم و مرونتهم ، و حبّهم للجميع طمّعت الأحمرييّن و أمينتهم في اكتساب المزارع و الشّواطئ ، وقد اختلط الأمر بالنسبة للمرتزقة و العملاء و هم كالباعة المتجولين فما فرّقوا بين مفهوم قناعة أهل امحديدة و رضاهم بالقليل في معيشتهم البسيطة التي لا يتطاولون بها و لا يتفاخرون ببناء القصور الفارهة ، وبين أنفتهم و إبائهم و ضيمهم و رفضهم للمحتل ( جملة و تفصيلا)، كذا فإنّ خلوّ أهل الحديدة من عقد العظمة و التّضخّم الذي رأيناه في غيرهم ممّن ادعوا أنّهم مثقفو اليمن، و شيوخ اليمن ، و عتاولة اليمن ووجاهاتها ، و الذين أخذوا مكانا عليّا في عهد عفّاش وأنكروه و عضّوه بعد أن سمّنهم و ملّكهم ممّا لا يملك مالايستحقونه ، و بعد ذلك خرجوا عليه بغيظ وحقد في 2011 يبغون دولة مدنية ، سرعان ما شاركوا في إرساء دعائمها بشخصيّات نالت و أخذت صكّ الغفران من أمريكا فهذه توكّل كرمان و جائزة نوبل و ذاك صعتر و تلك ريحانة وذلك بقدونس ، وذاك وذاك …الخ ممّن زاد في تضخّم أناهم تلاقح عقدهم المناطقيّة و القبليّة ( المشيخة ) مع العقد المذهبيّة الأشد وطئا على الأمّة المحمديّة فكانوا :” مجنون على مصترع هيا معي نبترع “، و فعلا كانت دولتهم بعد 2011 إلى ماقبل 21/ سبتمبر/ 2014 — التي
رأينا من برعاتهم مالم نرَه و شاهدنا ماتضع به كلّ ذات حمل حملها ، و ما تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت ، و ما يجعل النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّه بداية مخاض ما حذّر منه الشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي ، فمعهم رأينا التّفجير و التّفخيخ و تطايرت حور العين بهم إلى معظم البيوت تصفّي أرواح المثقفين الأجلّاء ، و تزهق الأحرار ؛ فحورياتهم مثلهم تكفيريّات ، و أوصافهن كما يصفهن محمّد العريفي ، و عدنان العرعور ، و مفتي المملكة ، حوريّاتهم رافقن مفجّري العرضي، و رافقن مفجري عساكر السّبعين ، و غيرهن استقبلن مفخخي مسجد بدر و الحشحوش كتمهيد لإسقاط الأمن و الجيش الذي استُهدف فيه كلّ ضابط أمن حرّ و كل ضابط في الجيش أيضا حرّ،،
ليخلو لهم الجوّ إلّا من الخدم و الغلمان الذين حذّر منهم و فطن إليهم و ربط مجريات و محدثات و سياساتهم الشّهيد القائد قبل أكثر من عشر سنوات ، فحذّر الشّهيد القائد أولئك الغلمان و خدّام أمريكا الذين تهاوت حكوماتهم العميلة بقرارات أسيادهم بينما لم يستبعدالشّهيد القائد أن تدخل أمريكا محتلة لليمن فحاضر و قدم حجّته للحكومة الهالكة آنذاك بعنوان : خطر دخول أمريكا اليمن ، فقامت أمريكا بذراعيها الإخوانجي و العفّاشي بمحاولة اجتثاث هذا الفكر المناهض للاحتلال الأمريكي فكانت ستة حروب كان السّيّد حسين بن البدر القائد والقدوة و كان حسين القرن العشرين في تآمر يزيد ومعاوية ليعيد التّاريخ نفسه بشخوص تتفق معاييرها بتغيرات الزّمن فقط ،
حوربت صعدة و قدّمت إلى اليوم خيرة رجالها و لازالت في سبيل إخراج أمريكا التي عزّ عليها و هي بحجم و غطرسة و نفخة إبليس أو كما تسمّى : الشّيطان الأكبر ، عزّ عليها أن يطردها أنصار اللّه في ثورة 21/ سبتمبر /2014، فماكانت إلّا أن لملمت ذيول خيبتها و جمعتهم إلى الرّياض لتعلن باسمهم عدوانا أكبر على اليمن ، و كان معظم ذيولها هم رموز ال2011 ممّن ابتدعوا و بدؤوا بكشف النّقاب عن مشروعهم الانبطاحي لأمريكا و بريطانيا حيث نادوا للأقلمة و توزيع اليمن لستة أقاليم تشرف عليها أمريكا و بريطانيا في تحصيص و تخصيص النّفط و الغاز بين الامبراطوريتين المولودتين من رحم الصهيونية الكبرى ، و قد حاربت أمينة عفّاش من أجل هذه الأقلمة التي سقطت تحت أقدام رجال اللّه و إلى اليوم لازال أولئك الانبطاحيّون يحاربون و طنهم في صفّ المحتل من أجل توزيع اليمن لبؤر متعددة تضعف اليمني و تجعله كالهنديّ الأحمر و يأتي الأمريكي الأبيض و يبني ولايات في اليمن تشبه بنائه لنيورك وواشنطن و…الخ و التي لم يعد بها ذكر للهندي الأحمر ذي اللون الأسود و هو صاحب أمريكا الحقيقي و لكن المحتل الأمريكي البريطاني لم يرَه إلا عبدا عند الصهيو أمريكيّة ، التي زعمت و حسبت اليمن و أهلها كلّهم كذلك العبد الذي من فصيلته أيضا ( أمينة عفّاش ) و بناتها المبرقعات وهي ذات شوارب كشوارب الصّراصير العاشقة للمستنقعات و أماكن الفضلات ،،،
نعم ظنّ الشّيطان الأكبر أنّ اليمن هي ذيول الإخوانجعفّاشيّة ، فخانتهم ظنونهم فهم لم يفقهوا قول اللّه ( عزّ و جلّ): ” إنّ بعض الظن إثم “.
فهذه امحدية السّهلة التّضاريس عصيّة النّفوس ، صعبة مراس أهلها ، و هذا امساحل حوتا يلتهم المحتلّين و ذيولهم المرتزقة و الخونة الذين كلّما أرادوا الثّبات في ساحلها ابتلعتهم رمال البحر و أحرقتهم ذرّات الهواء ، فللّه درّكِ يا مدينة الجمال الحديدة ! ،
و للّه درّ رجالك الأعزّة الذين لم يبيعوا و طنا لهم.
و للّه دركِ يا مطار امحديدة ، و لله درك يا دريهمي ، و للّه درك يا كيلو 16 ، و يا كلّ موطن لأصحاب ام التعريفية التي كرّمها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله و سلّم) حين تكلّم بلهجتهم متحبّبا إليهم تواضعا منه ، و سموّا ، قائلا لهم حين سُئِل عن الصّيام في السّفر : ” ليس من امبر امصيام في امسفر “، و بمقولته تلك أضاف مجدا لأهل القوّة و البأس الشّديد ، لم يضِفه لغيرهم من شعوب المعمورة ،،
و السّلام