بعد الفشل الإماراتي في معارك الساحل: المنصات الصاروخية الأرضية تدخل الخدمة
يبدو أن تحالف العدوان في اليمن قد رضخ للأمر الواقع أخيراً، وأعترف بانتكاسته في معارك الساحل الغربي اليمني، بعد يأسه من حملات التزييف والتضليل، وفشل هجمته الإعلامية التي منيت بالفشل الذريع أمام اليمنيين المتسلحين بالوعي، ونشاط الإعلام اليمني المجاهد في إظهار الحقيقة وتفنيد الإدعاءات بمقاطع ومشاهد حية من قلب الحدث. فبعد أن نشر الإعلام اليمني جولات ميدانية لأعضاء الحكومة في مطار الحديدة الدولي، سارعت قناة العربية التي أعلنت السيطرة على المطار عشرات المرات، لنشر أخبار عن ارتال عسكرية قادمة من عدن، في إطار استعدادات التحالف للسيطرة على مطار الحديدة.
لماذا الفشل
عوامل كثيرة أفشلتْ العملية الإماراتية، أو لنقل أفقدتها زخمها ومَسَختها، أهمها الحاضنة الشعبية الرافضة لأي حضور إماراتي، بعد النموذج المخيف الذي قدمته الإمارات والسعودية ومعهما السلطة المسماة بـ”الشرعية” في المناطق الواقعة تحت سلطتهم بالجنوب، من أوضاع أمنية مخيفة وتسيّب مريع في كل نواحي الحياة، فضلاً عن غياب مظلة الدولة، أيٍّ كان نوع هذه الدولة. فغياب المؤسسات الرسمية بأي بلد يعني أن البديل هو سيادة الجماعات المتوحشة وسيادة قانون الغاب والفوضى والضياع، وهذا تقريباً ما هو حاصل اليوم في كثير من المناطق الخاضعة لسيطرة “الشرعية”، وتعز مثلاً جليَّاً على ما نقول. هذا علاوة على تخوف الناس بالشمال من سطوة الجماعات المتطرفة، خصوصاً وأن هذه الجماعات لا تخفي توعدها ووعديها ورغبتها بالبطش بالشمال “المخالف لعقائدها”، زد على ذلك المزاج الشعبي الرافض هناك لأي تواجد لقوات غير يمنية، بعد ثلاث سنوات من الأخطاء الجسيمة التي أزهقت أرواح كثير من المدنيين، سواء بالقصف الجوي أو تبعات إغلاق المنافذ.
جغرافيا جديدة
بالإضافة إلى ما تقدم، هناك أيضاً الطبيعة الجغرافية التي يجهلها المقاتل الجنوبي، وهي كانت من أهم العوامل التي ادت لخسارة المعركة، خصوصاً وأن هذا المقاتل تم وضعه رأس حربة خلال القتال، وبات ضحية المصائد والكمائن والحصار، التي خلًفت العشرات وربما المئات من القتلى والجرحى والمفقودين. وعطفاً على كل هذا، وجدت الإمارات أن هذه الخسائر بصف المقاتل الجنوبي قد تكون نذير شؤم على مجريات المعركة، ومدعاة لانفراط سبحة الشركاء، سيما بعد التململ بالصف الجنوبي من هول الخسائر، فضلاً عن التثاقل الذي لمسه الإماراتيون بصف قوات طارق، ناهيك عن عامل غياب الثقة بينهم وبين هذه القوات من جهة، وبين هذه القوات والمقاتلين الجنوبيين من جهة ثانية، بعد تسرب أخبار كثيرة عن اختراقات “أنصار الله” لصفوفهم، راح ضحيتها، بحسب مصادر جنوبية بأرض المعركة، الكثير من الجنوبيين عبر إرسال إحداثيات للطرف الآخر، هذا بالإضافة إلى الشعور الجنوبي، من أن قوات طارق تسرق “التضحيات” الجنوبية وتوظفها لمصلحتها.
منصات باليستية أرضية
تأتي هذه الانتكاسات في ظل انتصارات متتالية يحرزها اليمنيون عبر جيشهم ولجانهم الشعبية رغم شراسة المعارك وفارق الإمكانات، ففي الوقت الذي تواصل طائرات العدوان ارتكاب المجازر المروعة بحق المدنيين تحت ذريعة استهداف منصات الصواريخ ومخازن الأسلحة، كشفت القوة الصاروخية في الجيش واللجان الشعبية، عن منصات إطلاق صواريخ باليستية أرضية. وقالت القوة الصاروخية إن “منصات إطلاق الصواريخ الأرضية دخلت الخدمة لأول مرة”، وعقب هذا التصريح، عرض “الإعلام الحربي” التابع لحركة “أنصار الله”، مشاهد للمنصات الأرضية التي دشن العمل بها في جبهة الساحل الغربي خلال الفترة القليلة الماضية، مؤكداً أن “المنصات الحديثة محلية الصنع، ومن شأنها توسيع خيارات القوة الصاروخية وعملياتها المستمرة. وفي هذا التصريح المفاجئ للتفوق العسكري اليمني، تؤكد القوة الصاروخية أن ما يردده العدوان من مزاعم باستهداف منصات الصواريخ الباليستية ما هي إلا افتراءات تعكس أفلاسه، وأن طائراته المقاتلة لا تجيد سوى ارتكاب المجازر، ولن يكون بمقدورها استهداف منصات الصواريخ الباليستية طال الوقت أم قصر.
أهداف خلفية
تأتي هذه التطورات في ظل أخبار محلية جنوبية تؤكد استمرار قدوم وحدات عسكرية تابعة لحزب الإصلاح من محافظة مأرب شمال اليمن إلى مدينتي عدن وأبين، وذلك للهجوم والسيطرة على عدن، وفرض واقع مغاير للنفوذ في المدينة، ويأتي ذلك استغلالاً لخلو المدينة من اي تواجد عسكري لفصائل الجنوب، بعد اشغالها واقحامها في محارق ومهالك الساحل الغربي، بما في ذلك إشراك ألوية الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي مؤخراً في المعارك ذاتها