معركة الحديدة:الفار هادي من رئيس إلى “قفاز” ترتديه الإمارات لصناعة أكبر كارثة في اليمن
عمران نت/ 1 يوليو 2018م
الى ما قبل الثاني عشر من شهر يونيو الجاري، كان وزراء حكومة الفار هادي على رأسهم وزيرا الخارجية والداخلية يؤكدون علنا أن الإمارات تمنع الرئيس المعترف به دولياً من العودة إلى عدن وتتحكم بكل شيء في عدن بما في ذلك السماح للوزراء بالتحرك داخل المدينة ولم يكن لقوات المنافق هادي أي تواجد في الساحل الغربي، لكن وبعد أيام من بدء التصعيد في ذلك التاريخ في الساحل الغربي من قبل تحالف العدوان بقيادة إماراتية التي أعلنت انطلاق معركة السيطرة على الحديدة، وجدت أبوظبي أنها بحاجة للإعتراف بعبدربه منصور هادي لمواجهة الضغوط الدولية التي تحذر من تداعيات المعركة، فيما وجد الأخير في ذلك فرصة لتحقيق مكاسب تعيد بعض من أهميته في المشهد اليمني التي فقدها على مدى السنوات الماضية.
وفي الأيام الأولى لبدء التصعيد كان وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش هو المتحدث الوحيد عن معركة الحديدة وأطلق عشرات التصريحات لصحف خليجية ودولية يؤكد أن قرار المضي في المعركة قد اتخذ ولا تراجع عنه فيما كانت حكومة الفار هادي بعيدة كل البعد عمّا يجري في الساحل سوى على المستوى الميداني حيث تتواجد قوات جنوبية تطالب بالانفصال وقوات يقودها طارق صالح الموالي للإمارات ويرفض الاعتراف بما يسمى الشرعية، وأمام غياب الحجة لدى الإمارات أمام المجتمع الدولي لاقناعه بدعم المعركة، شهدت العلاقات الإماراتية مع هادي وحكومته تقارباً مفاجئاً بدأ بدعوة وجهها ولي عهد أبو ظبي لهادي لزيارة الإمارات، زيارة استمرت لوقت قصير انتهت بالسماح له بالعودة إلى عدن بعد أكثر من عامين من المنع والاحتجاز له في الرياض.
ورأى هادي أن حاجة الإمارات له لشرعنة معركة الحديدة ستحقق له مكاسب فدفع حكومته لتبني المعركة وتبني الخطاب الإماراتي حرفياً معلنة عدم قبولها بأي مقترحات لتجنيب الحديدة معركة عسكرية إلا إذا انسحبت قوات الجيش واللجان الشعبية ، في وقت كانت ما تزال جبهة الساحل خالية من أي وحدات عسكرية تعترف به أو بحكومته، وهذه كانت ثغرة أخرى ولسد تلك الثغرة زعمت وسائل إعلام حكومة المنافق هادي إن وحدات من ألوية الحرس الرئاسي ستتجه نحو الساحل الغربي للمشاركة في معركة الحديدة.
ويعلق السياسي والصحفي اليمني جمال عامر على استجابة هادي للإمارات رغم ما فعلته به خلال العامين الماضيين قائلاً إن “هادي شخص غير متطلب في ما له علاقة بضرورات احترام موقعه الرسمي كرئيس مفترض فقد بدى سعيدا ومبتسما لمجرد دقائق استقبله فيها ولي عهد ابو ظبي وترتب عليها السماح له بالعودة الى عدن للقيام بمهمة ادارة العمليات الحربية بالساحل الغربي مع علمه من ان الغرض هو تحميله تبعات الجرائم التي ستحصل في مدينة مزدحمة بالسكان”.
ويشير عامر في مقالة في صفحته بموقع الفيسبوك إلى أنه بعد زيارة هادي للإمارات والسماح له بالعودة إلى عدن، إلى أن مجلس الأمن “عقد جلسته الثانية بعد يومين من جلسته الأولى ليعلن فقط ان الحرب جاءت بناء على طلب الحكومة الشرعية بحسب الرسالة المرسلة منها”.
كما رأى عامر أن “هادي ايضا لا يجرح كرامته ان يستقبل زواره في بلاده وفي مقر حكمه الرسمي بينما تعتلي رأسه صور قيادات التحالف فقط ولذا هو يتصرف ككائن لم يعد لديه ما يخسره اكثر على المستوى السياسي او الاخلاقي باعتبار ان كل همه صار منصبا على ان يقضي ما بقى له من خدمة محتفظا بمميزات المنصب البروتكولية وما يدره عليه من دخل مشروع وغير مشروع”.
تلك المكاسب التي قبل بها هادي جعلته منتظماً على تبني كل التصريحات الصادرة عن السعودية والإمارات .
لكن الإشارة الضمنية من قبل المبعوث تحولت إلى إعلان صريح من قبل دول التحالف، حيث قال عبدالله المعلمي مندوب السعودية في الأمم المتحدة في تصريحات صحفية رصدها المراسل نت أمس الجمعة، إن كلام المبعوث الأممي بشأن الحديدة غير مقبول مؤكداً أن قرار الحسم العسكري قد اتخذ، وأن دول التحالف لن تقبل بأي محادثات بشأن الحديدة.
إعلان المبعوث الأممي موافقة أنصار الله وحكومة هادي على مقترح الاشراف الأممي على ميناء الحديدة لتجنيب المحافظة المواجهة العسكرية أظهرت أن تصريحات المندوب السعودي قد جعلت لدول التحالف موقفاً مغايراً للحكومة التي تزعم دعم شرعيتها، وبدلاً من أن يتراجع التحالف، دفع هادي مجدداً بحكومته للتراجع والتوافق مع موقف التحالف.
وأعلنت حكومة الفار هادي امس السبت ، وقالت إن قواتها “على أهبة الاستعداد لتحرير الحديدة وبقية الاراضي اليمنية، وإذ نؤكد في نفس الوقت أننا مستمرين في دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن والتي تهدف لدفع قوات الجيش واللجان الشعبية للانسحاب دون شروط، والدفع بعملية المفاوضات للأمام” بحسب نص البيان.
في النهاية وكما فعلت في محطات متعددة، لن تجد دول تحالف العدوان صعوبة في تهميش هادي مجدداً بعد الاستفادة منه بتحميله التبعات الإنسانية لما قد تتعرض له الحديدة جراء التصعيد العسكري، وأيضاً لا يبدو أن المرتزق هادي لديه أي اعتراض في ان يتم استخدامه وحكومته كـ”قفاز” للتحالف في مساعيه للسيطرة على الحديدة، مقابل إعادته مؤقتاً للواجهة .