فورين بوليسي: الرياض تدفع “القادة العرب” لتهميش القضية الفلسطينية
عمران نت/ 29 يونيو 2018م
قالت مجلة فورين بوليسي، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يدّعي أن توطيد علاقة الرياض ودول خليجية أخرى بكيان الإحتلال يتم بشرط وجود تقدم كبير في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. المجلة الأمريكية وفي تقرير أوضحت أن ابن سلمان مستعد للإستفادة من مختلف المواقف السياسية في المنطقة، لتوطيد علاقتة بدولة الإحتلال، بفعل خوف الرياض من الوجود الإيراني في المنطقة. واستدركت المجلة تصريح محمد بن سلمان في اجتماع مغلق عُقد في نيويورك في مارس الماضي مع زعماء يهود، حيث انتقد ولي العهد الفلسطينيين بسبب إضاعتهم ما سمّاه بفرص السلام، كما قال مستخفاً بأهمية قضيتهم إن عليهم قبول أي صفقة معروضة عليهم. المجلة لفتت إلى أن تحالف كوشنر ومحمد بن سلمان الإستراتيجي في الشرق الأوسط يركّز على إحباط إيران و”حثّ الفلسطينيين على الموافقة على اتفاق سلام” بحسب تعبيرها. وعانت السلطة الفلسطينية حين منحت الرياض إذناً لطيران الهند بالطيران إلى تل أبيب عبر المجال الجوي السعودي، ثم اعتراف ابن سلمان، في مقابلة مع “ذا أتلانتيك”، بحق كيان الإحتلال في بناء دولة وفقاً للمجلة. ولم يعد الفلسطينيين هم النقطة المركزية في الأجندة الإقليمية، يؤكد التقرير، الأمر الذي زاد من قلق قادة السلطة الفلسطينية بشكل متزايد، حيث حوّل بعض الزعماء العرب انتباههم إلى إيران، “مع التركيز على تورط طهران في اليمن والعراق وسوريا”. وأضافت المجلة بالرغم من أن الزعماء العرب يعلنون دعمهم للقضية الفلسطينية، لكن الفلسطينيين يعرفون أن هذه التصريحات غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع مشيرةً إلى أن الكثير من المساعدات التي تعهد بها المانحون العرب لإعادة إعمار غزة بعد عام 2014، لم تتحقق. وأورد التقرير نقلاً عن “شبلي تلحمي” الأستاذ الجامعي بجامعة ميريلاند، أن القادة العرب لديهم أولوياتهم الخاصة التي تهمش قضية فلسطين، وكذلك لديهم كل الحوافز لمنع الجمهور من الالتفاف حول القضية الفلسطينية، لأنهم يرون ذلك تهديداً. وفي حين استطاعت هذه الحكومات ذات يوم أن “تستخدم الهوس العام بفلسطين كمصدر للإلهاء، فإن الشعوب تستخدمه الآن كمبرر للانتقاد لأنهم لا يستطيعون مواجهة الحكومة مباشرة بشأن المظالم المحلية مثل البطالة والفقر” يشير تلحمي. ويعد اللجوء إلى المجتمع الدولي، من أحد الوسائل التي يمكن أن يستخدمها الفلسطينيين كما فعلوا في الأعوام الأخيرة بحسب المجلة، وذلك من خلال السعي للإنضمام إلى المنظمات والمعاهدات والإتفاقيات الدولية كجزء من استراتيجيتهم لتحقيق هدف إقامة دولتهم. وتضيف، “لقد أثبت هذا التكتيك نجاحاً في بعض الأحيان، ولكن المناخ الدولي الحالي يختلف كثيراً عن ذلك الذي كان موجوداً في عهد الرئيس باراك أوباما، فقد عزمت إدارة ترامب بأن تكون خصماً قوياً للفلسطينيين في الأمم المتحدة”. وانتقلت “السعودية” والإمارات من اللقاءات السرية خلف الأبواب المغلقة مع مسؤولين إسرائيليين للحديث صراحة عن استعدادهم ورغبتهم في بناء علاقة تتعدى العلاقات السرية الحالية، تبيّن المجلة مشيرةً إلى أنه تم إخضاع القيادة الفلسطينية، وصمدت اتفاقات السلام مع مصر والأردن حتى في أكثر الأزمات الدبلوماسية شراسة وتم تقسيم العراق وسوريا من خلال حملة الإطاحة بتنظيم الدولة الإسلامية.