معركة المطار والحوثى الذي لا يُهزم قوة اليقين عقيدة تقهر قوة السلاح وتتحدى غرور المستكبرين
عمران نت/ 27 يونيو 2018م
بقلم / إبراهيم سنجاب
معركة المطار هى أخبث رسالة صدرتها وسائل إعلام تحالف العدوان إلى العالم معلنة عن بدء معركة تحرير مدينة الحديدة من الحوثيين واستكمال حصار صنعاء بزعم ضمان وصول المساعدات للشعب اليمني . فاستخدام مصطلح تحرير المطار اعلاميا بالنسبة للرأي العام العالمى يوحي بأن إحدي معارك الحرب العظمى قد وقعت , وأنه فور احتلال المطار واستسلام المقاتلين اليمنيين استجابة لدعوة أنور قرقاش وزير خارجية الإمارات, سيرفع المحتل رايته فى كل الأنحاء ويهرب من لم يتم أسرهم أو قتلهم فى عملية مباغته اعتقدوا أنها ستستمر لعدة ساعات .
وعلي مدي العشرة أيام الماضية شغلت وسائل اعلام التحالف العالم بمطار الحديدة وبحرها وساحلها وكأنها معركة مطار بغداد حينما اضطر المحتل الأمريكي لاستخدام قنابل تذيب البشر والحجر ، ولو كان الموقف الاستراتيجي في مطار الحديدة يحتاج إلي هذه النوعية من القنابل لاستخدمها التحالف الذي سبق واستعمل قنابل انشطارية في النهدين ونقم بصنعاء وفقا لتأكيدات المنظمات الدولية , ولكن فى مطار الحديدة لا يوجد بشر ولا حجر .
الجنازة حارة والميت كلب
وهو مثل شعبي عربي يستخدمه المصريون عندما يرون اهتماما مبالغا فيه بشئ تافه ، بالطبع معركة الحديدة مهمة بل هي الأهم منذ بداية العدوان علي اليمن في مارس 2115 ولكن مصطلح معركة المطار هو أتفه ما فيها . لماذا ؟
بالمعني العسكري لا يوجد مطار في الحديدة والموجود هو ممر طائرات صغير وبقية مطار عسكرى غير مستخدم وعدد من المباني لا تكفي لايواء كتيبة , وبالطبع لا وجود لطائرات مدنية ولا عسكرية ولا موظفين مدنيبن ولا عسكريين ، بل لا يوجد في كل المساحة التي تخضع لأنصار الله ( الحوثيبن ) فى اليمن كله مطارات ، حتي مطار صنعاء هو خارج الخدمة الا اذا استقبل البريطاني الدولي مبعوثا عن الأمم التي يفترض أنها متحدة . وبالمعني العسكري أيضا لا قيمة لكل هذا التهويل وساعات البث بكل لغات العالم لمعركة المطار إلا من شئ واحد هو اكذب ثم اكذب ثم تعود علي الكدب حتي تمرض فتصدق نفسك . وهذا الذي أتوقعه لمن يمتلك بقية من شرف من اعلاميي الصحف والفضائيات ومرتزقة الخليج حول العالم , ولزعماء سياسيين ومنظمات انسانية وأنظمة عربية ومسلمة ونحوه ، ما الذي نفعله ؟ وما الذي نحصده ؟ لماذا نكذب؟ لماذا نقتل هؤلاء الناس أو نروج لقتلهم ؟ هل فعلا من أجل استعادة شرعية نظام هارب ؟ لماذا لا يعود ؟ ! هل فعلا لضمان وصول المساعدات لليمنيين ؟ لماذا لا نساعدهم دون احتلال أرضهم . هل لحماية المدنيين ؟ ومن الذى قتل آلاف المدنيين فى كل محافظات اليمن ؟ هل فعلا لوقف التمدد الفارسي في الأرض العربية المقدسة ؟ ولماذا لا نبدأ باليهود ؟ !هل فعلا لمنع اغتصاب السلاليين للسلطة ؟ ولماذا يورث السلاليون السلطة فى المملكة والمشيخات ؟
سقوط الشعارات
ومن عاصفة الجنوب إلى عاصفة الأمل إلى النصر الذهبى مرورا بقادمون يا صنعاء , تتواصل ساعات الكذب الفضائية عبر الأثير بينما على الأرض يتلقى السلاح الأمريكى بأيدى المرتزقة أكبر الهزائم الفضائحية وتنحنى مدرعاته ومجنزراته لأقدام الحفاة شبه العراة . السقوط الاكبر كان من نصيب الإعلام العربى الخليجى ومرتزقته ، إذ أن الإعلام العالمى تجنب قليلا وحل هذه المعركة الهزلية على غير عادته منذ بدأت الحرب على اليمن . فالعملية كلها كما كان مخططا لها لم تتجاوز هدف احتلال مطار الحديدة خلال عدة ساعات ثم فرض عملية قرصنة سياسية تقتنص ميناء الحديدة , ولكنها فشلت قبل أن تبدأ, وراح ضحيتها مئات وربما آلاف الجنوبيين قتلوا بلا قضية , بينما الحفاة العراة يغنمون مدرعات ومجنزرات يزينونها بالورود يتبادلونها ويجاملون بها فى أعراس صنعاء .
خطاب الزعيم الشاب
خلال آسوأ ساعات الكذب وفى ذروة تسويق وهم السيطرة على المطار ظهر الصادق الذى لا يكذب عربيا يمنيا هادئا واثقا وألقى خطابا حاسما , لن نستسلم وكم من دول بكلها استعمرت ولكنها تحررت , إذن هى معركة مستمرة بالمطار وبدونه وبالميناء ومن غيره , حتى لو صلوا إلى صنعاء , فما زال الموت لأمريكا , والعار للمرتزقة من اليمن , والخزى للعرب الخانعين والحساب يوم الحساب لمن كان مسلما .
القراصنة لا دين لهم ولا يقين ولا إيمان ولاعهد ولا ذمة , إنهم قراصنة يتفقون ويختلفون فى اليوم الواحد مئة مرة من يحوز النصيب الأكبر ؟ وهذا حال دول العدوان على اليمن وحال مرتزقتهم اليمنيين ومنافقيهم العربان والفرنجة , قراصنة أفراد وقراصنة منظمات وأحزاب وقراصنة دول كل هؤلاء اجتمعوا على شعب اليمن يشيطنوه ليلتهموه , وأسوأهم حقير اليمن ذلك الذى قبل أن تتعرى أخته وأمه وإبنته فى غارة للإف 16 , أو تنزح عمته وخالته وجدته بحثا عن الأمان تاركة بيتها ومزرعتها , ولا عجب فهو الصامت المطاطئ رأسه خجلا وجبنا عندما قرأ وسمع وشاهد رجالا يغتصبون فى سجون الإمارات وبنات يستحلهن الجنجويدى السودانى , حقير اليمن هذا يستمتع بفنادق الرياض ونسيم نيل القاهرة وغانيات استانبول , ولو تكلمت الأرض تحت قدميه لسمع منها اللعنات ولو تحركت للفظته خائنا لتراب بلاده .
هل انتهت المعركة ؟
لم تنته بعد ولن تنته الآن والهدف ميناء الحديدة وفرض دستور الأقاليم السته بحيث تستكمل شركة موانى دبى متعددة الجنسيات خطتها فى استعمار كل موانى البحر العربى والبحر الأحمر قبل 2020, لتعوض ما فشلت فيه هناك فى باكستان , حيث قررت الصين تنمية ميناء جوادر الذى سينافس موانئ دبى إن لم يهدد بزوالها . والبديل الهيمنة على كل موانئ النصف الجنوبى لقارة آسيا وهو ما يفسر استيلاء أبو ظبى على جزيرة سوقطرة اليمنية التى لا تسمع عن شرعية هادى ولا ثورة الحوثى !
لم تنته الحرب ولن تنته فالسعودى يريد ممرا آمنا إلى البحر العربى ليضمن منفذا بحريا لتلك الصحراء الشاسعة بعيدا عن متناول الايرانى والقطرى والعراقى , ويريد ولاء مطلقا لسلطة الرياض تمهيدا لمعركة أكبر محتملة ، أما الأمريكى فيريد كل ذلك وغير ذلك .
كل هذا الكلام معروف ومعلن منذ سنوات , ولكن الغريب أن ينقلب عليه قوميوا على صالح وسلفيوا القاعدة وأخوان الاصلاح فيقتلون أخوتهم ونساءهم وأطفالهم , باسم كهنوتية الحوثيين اليوم وغدا باسم هاشميتهم وبعد غد لأنهم أناس يتطهرون .
لم تنته الحرب ولن تنته فزعيم ثورة اليمن الشاب عبد الملك الحوثى أخذ عهدا وهو أهل الوفاء بأن يحرركل شبر محتل من كل السعيدة , وتعهد بحرب مفتوحة حتى النهاية مهما كانت تضحياتها وبين يديه عشرات الآلاف من ذوى البأس الشديد , الموت أحب إليهم من الحياة , القتل لهم عادة وكرامتهم من الله عبادة , وهكذا إيمانهم .