سيناريو عاصفة فاشلة جديدة ولكن ضد لبنان!
بقلم / حمود الإهنومي
سيناريو اليمن يتكرر في لبنان، حيث ستحاول السعودية والأحلاف معها تدمير لبنان بإرادة أمريكية واضحة وبشراكة صهيونية جلية، وها هو السيناريو قد بدأت ملامحه من نكوص السعودية عن التعهدات المالية للبنان لكي تتقوى داعش والقاعدة، ولتوفير الذريعة للانقلاب على التوافقات اللبنانية السابقة، وإحراج حلفاء حزب الله، ثم هذه الاستقالات الحكومية التي ستؤدي إلى فراغ حكومي، ويتم تحميل حزب الله مسؤولية كل هذه الأحداث والنتائج، ليأتي التمهيد للعدوان المباشر على لبنان بحجة إعادته إلى الحاضنة العربية.
لما عجز تحالف السعودية – تركيا عن مواجهة روسيا وإيران في سوريا فسيعمل على إيجاد البديل المستضعف، كما عجزوا سابقا عن مواجهة إيران، فذهبوا إلى اليمن، وفي حالة لبنان فإن إسرائيل سوف لن تنجر إلى الدخول مباشرة إلى حرب قادمة ضد لبنان؛ لأنها تخاف المعادلة التي ذكرها السيد نصر الله في خطابه الأخير عن قنبلة حيفا شبه النووية؛ لهذا سيلجأ الأمريكان والصهاينة إلى توكيل العملاء الصغار كالسعودية وأحلافها لضرب لبنان وتدميره، مستغلين انشغال الإيرانيين بعقد صفقات ما بعد رفع الحظر العالمي، وبالانتخابات الأسخن في تاريخ النظام الإيراني، انتخابات مجلس الخبراء، ومجلس الشورى.
غير أن حزب الله والقوى اللبنانية الوطنية سيكونون أذكى من هذا التلاعب الأمريكي الصهيوني بالمشهد، فهم سيدركون أهمية توجيه الرد على أي حرب محتملة إلى السيد الآمر الناهي وهو الأمريكي والإسرائيلي، وسيوصلون رسائلهم المباشرة والمؤكدة لهذه النتيجة لو اتخذ قرار الحرب، ولهذا لو قرر الأمريكي شن هذه الحرب فإن اللبنانيين سيوجهون الرد مباشرة إلى إسرائيل.
يجب على لبنان الدولة والشعب الاستعداد لهكذا سيناريو، فحالته تشبه حالة اليمن من حيث الاستضعاف، والحالة تتكرر، فهناك رغبة سعودية تنتقم من كل المشاريع المناوئة للأمريكان والصهاينة، وهناك فشل كبير في اليمن، ورغبة في التعويض عنه في مكان آخر، ولعل لبنان هو البلد الأكثر توفيرا للعوامل والأسباب المختلفة التي قد تغري الصهاينة العرب لتقديم خدماتهم الجليلة للصهاينة الإسرائيليين.
في حالة شن العدوان فإن روسيا سوف لن يعنيها أمر لبنان في البداية، وعليه أن يتدبر أمره بنفسه ريثما تترتب الأوضاع بشكل مناسب لهبر صفقة مناسبة، بينما سيكون القرار الإيراني في أصعب مراحله، ويترجح أنهم لن يتركوا حلفاءهم في لبنان بدون نصرة؛ وهذا ما سيلهب المنطقة بحرب ضروس لا تبقي ولا تذر، وستختفي دول وحركات، ومن المحتمل جدا أن هذه العاصفة ستكون العاصفة التي أشعلها السعوديون ولكن في جسدهم المنهار والمتداعي للقضاء عليه تماما وبأسرع مما كان متوقعا في حالة الاقتصار على العدوان على اليمن.