أعيادنا جبهاتنا .. عيد القول والفعل في اليمن
عمران نت/ 17 يونيو 2018م
يطلّ عيد الفطر المبارك على اليمنيين، وهم مرابطون في جبهاتهم، يذودون عن حياض الوطن الجريح الذي يستهدفه عدوان بربري تقوده الرياض وأبوظبي، وترعاه واشنطن والكيان الإسرائيلي للعام الرابع على التوالي، عيد سعيد بانتصاراته، وحزين على جحافل العدوان التي ما برحت تتكبد ويلات الانكسار، وتغرق في وحل الانتكاسات والخيبات.
انتصارات عيدية
أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية “الجمعة” صاروخاً باليستياً نوع توشكا على تجمع كبير للغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي. وأوضح مصدر بالقوة الصاروخية لـ “الوقت” أن ضربة توشكا على تجمع قوى العدوان في الساحل الغربي كانت دقيقة وأصابت هدفها بنجاح، مخلّفة أعداداً كبيرة من القتلى، وأحدثت حالة من الهلع والذعر في أوساط العدو. وفي هجوم خلفي، تعرّضت قوات ما يسمى بالمقاومة الجنوبية، المدعومة بقوات من الحزام الأمني وقوات طارق صالح التابعة للإمارات لهجوم مفاجئ شنّه مجاهدو أنصار الله صباح “الجمعة“، أول أيام عيد الفطر على عدد من المواقع العسكرية في محافظة لحج جنوب اليمن، وقال موقع “الجنوب اليوم” التابع للمقاومة الجنوبية، أن الحوثيين هاجموا القوات الجنوبية الموالية للإمارات في جبهة “الحوامرة” وتمكّنوا من السيطرة على الجبل الأحمر والتبة السوداء وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف القوات التابعة للإمارات، كما صادر الحوثيون عتاداً عسكرياً متنوعاً كان بحوزة القوات الجنوبية، ويأتي تراجع القوات الجنوبية في لحج، نتيجة نقل الكثير من القوات الجنوبية إلى الساحل الغربي وإهمال جبهات الجنوب الأساسية.
الإمارات تنعي قتلاها
بعد مقتل المئات من أبناء الجنوب خلال الأسابيع القليلة الماضية في معركة الساحل الغربي، دون أن ينعيهم أو يكترث لهم أحد، أعلنت دولة الإمارات مقتل أربعة من جنودها في معركة الساحل الغربي في اليمن، كما نعت القيادة العامة للقوات الإماراتية مقتل أربعة من جنودها في معركة الدريهمي غرب الحديدة، كما أكد ناشطون إماراتيون مقتل عدد من جنود البحرية الإماراتية “الأربعاء” في عملية الساحل الغربي، وكانت البحرية اليمنية قد استهدفت بارجة إماراتية بصواريخ ساحلية ودمرتها كلياً وقتلت طاقمها. وأكدت في بيان لها، أن تدمير تلك البارجة ليست العملية الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، وجدّدت التأكيد على أنه لا قلق على السفن المدنية طالما كانت ملتزمة بالقانون البحري الدولي؛ داعية إياها إلى الابتعاد عشرين ميلاً بحرياً عن بوارج العدوان ضمانة لسلامتها، وأكد البيان أن القوات البحرية اليمنية تقوم بمسؤوليتها الوطنية والدينية في الدفاع عن سيادة اليمن وسلامة مياهها الإقليمية، لافتاً إلى أن العدو بفتحه معركة الحديدة يكون قد رفع من منسوب الخطر في البحر الأحمر وعليه أن يتحمل عواقب ذلك، وقال: “نحن لن نظل مكتوفي الأيدي أمام أخطر هجوم أجنبي يتهدد الملايين من أبناء شعبنا اليمني المظلوم”.
صفقة هادي والإمارات
عاد الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي بتوجيهات إماراتية إلى عدن، قادماً من السعودية، مساء الخميس، في زيارة هي الأولى منذ عام ونصف العام تقريباً، وقبل وصول هادي كانت قد وصلت حكومته صباحاً بترتيبات إماراتية أيضاً، وتأتي عودة حكومة بن دغر وعودة هادي إلى عدن بعد زيارة قصيرة قام بها هادي إلى أبو ظبي، وجاءت بعد صفقة مع الأخيرة تتمثل في قطع علاقة هادي بالإصلاح، وتصديق هادي على معركة الحديدة التي تقوم بها الإمارات، ليمنحها شرعية أمام المجتمع الدولي. ووفق الخطة الإماراتية فإن هادي سيقوم بإعلان معركة الحديدة، وسيوجه القوات الموالية للإمارات باقتحامها، حتى لا تتحمل الإمارات مسؤولية الكارثة التي ستنجم عن المعركة المتوقعة، التي يجري الاستعداد لها من مختلف الأطراف.
الصبيحي يحذّر
دعا محافظ لحج الشيخ أحمد حمود جريب الصبيحي، الجنوبيين إلى تحرير عدن قبل الحديدة، مشيراً إلى أن خسائر أبناء الجنوب في معارك الشمال الكبيرة تدعو كل عقلاء الجنوب وقياداته الوطنية الفاعلة إلى “وقف نزيف الدم الجنوبي في تلك المعارك التي لا مصلحة للجنوب فيها، ولفت جريب إلى أن “الكثير من الدلائل تثبت أن الإمارات والسعودية تتعاملان مع أبناء الجنوب، الذين يقاتلون لتحقيق أجندتها في الشمال، كأدوات رخيصة الثمن، ولعل الدليل على ذلك، تعامل الإمارات مع جرحى الساحل الغربي، وإهمال جثث القتلى التي تترك لأسابيع دون انتشال وكأن الأمر لا يعينها، وأضاف إن “المئات من أبناء الجنوب لاتزال جثثهم مرمية في معركة الساحل الغربي وفي جبهات ما وراء الحدود منذ أسابيع”، مشيراً إلى أن “الإمارات تتعامل مع أسرى الجنوب كأدوات انتهت صلاحيتها، وتعمل على إفشال أي مساع لتبادل الأسرى.