عمران نت/ 7 يونيو 2018م
بقلم / خالد السبئي
يأتي يوم القدس العالمي هذا العاموسط واقع عربي مرير، مثخن بالحروب والإرهاب التكفيري، وفي ظل غياب الموقف العربي والدولي الرسمي تجاه فلسطين إلى درجة التآمرتجاه قرار ترمب نقل سفارة بلاده إلى القدس”بعد مضي أكثر من سبعين عاما على احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، والجديد هذاالعام إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قراره المتمثل بنقل مقر السفارة الاميركية من تل أبيب الى القدس، في اطار مؤامرة “صفقة القرن” واضحة الأهداف بالتنسيق بين جميع جهاتها وهذا يعني تصفية القضية الفلسطينية والإنحياز بشكل فاضح الى جانب إسرائيل وإعلان الحرب على الشعب الفلسطيني”وهو ما يستدعي الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والقدس والأقصى الشريف رفضاً لكل هذه المؤامرات”على رغم كل ما يجري من بطولات وتضحيات داخل الأراضي المحتلة.. ليس ثمة استغراب على الحكام العرب وهم يتسابقون لبيعون فلسطين وشعوبهم فى أسواق النخاسة من خلال التطبيع مع الكيان الصهيوني في سير العلاقات (السعودية) ـ اليهودية الحاضرة لمن كان له أدنى تأمل في التاريخ (السعودي) ـ اليهودي السالف أي قبل عدة عقود وبالتحديد منذ زمن عبد العزيز بني سعود مؤسس الدولة (السعودية) الثالثة المعروف بمناصرة للوبي الصهيوني لتمكين إسرائيل من رقاب العرب والمسلمين بإعلانه التنازلي بيع فلسطين لليهود وتسليمه صكّاً لبريطانيا آنذاك..!
وإنما ما حدث وما يحدث في هذه الأيام من القيام بالإعلان (السعودي) فخيانة حكام بني سعود للعرب والمسلمين وفلسطين خيانة مستمرة بفصول متجددة صرّح ولي العهد السعودي لمجلة “ذا أتلانتيك” الأمريكية: إن “الشعب اليهودي له الحق في العيش بدولة قومية أو في جزء من موطن أجداده على الأقل، وإن كل شعب بأي مكان له الحق في العيش بسلام”.
وأضاف، في حديثه الذي نُشر الاثنين (2 نيسان/أبريل 2018): إن لـ “الفلسطينيين و(الإسرائيليين) الحق في امتلاك دولتهم الخاصة، لكن بذات الوقت يجب أن يكون لدينا اتفاق سلام لضمان الاستقرار للجميع ولإقامة علاقات طبيعية”. (الخليج أونلاين)..لم يكن تصريح ابن سلمان هذا إلا نُطقاً بالحقيقة التي طالما بقيت خلف الستار، فآل سعود لم يكونوا يوماً على عداوة مع أعداء الأمة، بل هم حرب على الأمة وقضاياها.
ورغم تقلب حكامهم بين العمالة لبريطانيا تارة ولأمريكا تارة أخرى، إلا أنهم قد أجمعوا على خيانة الأمة وخدمة أعدائها وتنفيذ مخططاتهم ولو على حساب أرواح المسلمين وثرواتهم وتخريب ديارهم.. المكشوف والمفضوح في العهد الفهدي عن بيع القضية الفلسطينية ما هو إلا عملية تمتمة وتتويج لما قام به والده عبد العزيز.
النزاع العربي الإسرائيلي:
لحكومة الأمريكية..ترفع الحظر عن وثيقة التي يدعم فيها الملك فهد، كامب ديفيد تثبت ان دعم بنى سعود للمشروع الصهيوني قديم قبل ابن #سلمان ولكنهم قبله كانوا متكتمين وهو صريح. وثائق تاريخية العلاقات الخارجية للولايات المتحدة ،1977-1980 ، المجلد التاسع ، النزاع العربي الإسرائيلي، أغسطس 1978 – ديسمبر 1980 ، الطبعة الثانية ، النسخة المنقحة المستند 3_3.برقية من السفارة في المملكة العربية السعودية إلى وزارة الخارجية 1جده، 10 أغسطس 1978، 0800Z
افتح الرابط3. برقية من السفارة في المملكة العربية السعودية إلى وزارة الخارجية 1
وفما عبد العزيز وإسرائيل:
فالتاريخ لا يمكن أن ينسى ما قامت به الأسرة (السعودية) في عام 1936 من إخماد الثورة الفلسطينية والتي مهدت لاحتلال فلسطين ونكبتها عام 1948 عندما كانت فلسطين مستعمرة من قبل الانكليز وكان الشعب آنذاك في حالة ثورة وتمرد وعصيان وإضراب شامل استمر 183 يوماً وعصيان وإضراب شامل استمر 183 يوماً ضد الاستعمار الإنكليزي، حيث لم يستطع الاستعمار وقتها من إيقاف هذه الثورة وإنما لجأ إلى أساليب القمع والسجون والتشريد ولما عجزوا عن كسر طوق ذلك الإضراب الشهير حاولت الحكومة البريطانية في يوم 8 أيار 1936 أن تخفّف من الاستياء الشعبي (بإيفاد لجنة تحقيق ملكية لتحري أسباب الثورة ووضع الحلول المناسبة) لكن عرب فلسطين رفضوا هذه اللجنة وحلولها والتي قصد بها الاستعمار كسر الإضراب وإخماد الثورة.
وبعد الفشل لدريع للحكومة البريطانية من إخماد هذه الثورة العارمة قررت أن تستخدم نفوذها عن طريق الأمراء والحكام العرب في ضرب هذه الثورة حيث لجأت إلى الأمير عبد الله حاكم الأردن لفك الإضراب وإيقاف الثورة إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى بغياها فلم يجد الإنكليز آنذاك ملجأً إلا إلى (ملك المملكة العربية السعودية) عبد العزيز آل سعود لأنه لن يألو جهداً في خدمتهم بعد أن أُغلقت جميع الأبواب في وجوه المستعمرين لولا أن قوّض لهم هذا ووجدوا فيه البديل المناسب الذي يتّقن الدور المنوط به حيث وجدوا ما يصبون إليه عنده. يومها بعث عبد العزيز برسالة إلى الفلسطينيين كتبها مستشاره جون فيلبي باسم القادة العرب (ولا يخفى على القارئ أن القادة العرب آنذاك كان يقصد بهم عبد العزيز وأولاده) وبعثها بواسطة رئيس اللجنة العليا (أمين الحسيني) وأطلقوا على هذه الرسالة باسم (النداء). حيث يقول عبد العزيز في هذه الرسالة (إلى أبنائنا الأعزاء عرب فلسطين… لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين فنحن بالاتفاق مع ملوك العرب والأمير عبد الله ندعوكم للإخلاد إلى السكينة وإيقاف الإضراب حقناً للدماء. معتمدين على الله وحسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم).
هذه البرقية التي بعثها عبد العزيز حيث كانت بداية الضربة القاصمة للشعب الفلسطيني والتي كانت تحمل في طياتها السموم لتطعيم الشعب الفلسطيني
لصالح الاستعمار البريطاني. مما أسفر عن انقسام الشعب الفلسطيني إلى عدة أقسام وبدأ تفككه وانتشار السم العبد العزيزي في أوردته وأمعائه وبدأت النداءات تلو النداءات ترد على هذا الشعب الذي بدأت أنفاسه تخمد شيئاًَ فشياً إلى أن ازداد انقسام الشعب الفلسطيني أكثر مما هو عليه حينما أرسل عبد العزيز ابنه فيصل ومن قبله سعود إلى القدس للتأكد من إيقاف الثورة الفلسطينية خدمة لصديقته بريطانيا وتمكيناً لقيام دوله اليهود. حيث اجتمع فيصل بقيادة فلسطين في القدس الشريفة في ذلك الاجتماع قال فيصل: ـ
(حينما أرسلني والدي عبد العزيز في مهمتي هذه إليكم فرحت فرحتين الفرحة الأولى: كان من أجل زيارة المسجد الأقصى والصلاة في بيت المقدس، أما الفرحة الثانية: فكانت فرحتي بلقاء هؤلاء الثوار لأبشّرهم أن جهودهم لم تذهب سدى وأن ثورتهم قد أثمرت بإثارة اهتمام صديقتنا بريطانيا العظمى التي أكدت لوالدي حينما رأت اهتمامه بفلسطين إنها لن تخيب آمال الفلسطينيين. وبناءاً على ما عرفته من صدق نوايا بريطانيا أستطيع أن أقسم لكم بالله أن بريطانيا صادقة فيما وعدتنا به وأن بريطانيا تعهدت لوالدي أنها عازمة على حل القضية الفلسطينية) .
ولقد جاءت هذه البرقية (النداء) بداية المساومات والتنازلات في القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني المضطهد ويقول تقرير نشرته منظمة التحرير والذي نقلته الصحيفة المصرية (آخر ساعة) عن هذه البرقية أو النداء الذي وجهه عبد العزيز آل سعود إلى الشعب الفلسطيني (هي التي استطاعت أن تجهض الروح الكفاحية العالية للشعب الفلسطيني التي سادت طوال السنوات السابقة كرد طبيعي وثوري على محاولات تهويد فلسطين وذلك حين تمكن منأن يبدل الأسلوب الثوري بأسلوب المساومة والتنازلات بالاعتماد على نوايا الدول الاستعمارية وهي نفسها التي خلفت إسرائيل أجل لقد كان هذا النداء بمثابة المحاولة الأولى لسحب القضية الفلسطينية من تحت أقدام أبنائها ودفع النضال الفلسطيني بعيداً عن مرتكزاته الفعلية) .
نعم ومن خلال هذا النداء استطاعت بريطانيا إخماد الثورة وتفكيكها عن طريق العميل عبد العزيز حيث استطاعت بريطانيا أخيراً التقسيم الذي انتهى إلى إعلان قيام الأدلة العنصرية الصهيونية فيما بعد حيث استطاع المثلث (السعودي) اليهودي الانكليزي المشترك أن يفصل شعب فلسطين إلى قسمين:
القسم الأول: من يرى في أن بريطانيا صادقة في التزامها بحل القضية الفلسطينية التي أكدت ذلك من خلال الخطابات والكتابات.
والقسم الثاني: وهو الذي رفض هذه التأكيدات والحلول السلمية متمسكاً بمبادئ الثورة العارمة وعدم إنهاء الإضراب الإخلاد إلى السكينة اليت دعت لها بريطانيا عن طريق عمليها عبد العزيز لتمكين اليهود من تشكيل دولتهم.
وهكذا نجحت المخططات اليهودية الإنجليزية السعودية في فك الإضراب وإخماد الثورة الفلسطينية في عام 11/10/1936م. ويقول (جون فيلبي) المستشار لعبد العزيز في إخماده هذه الثورة بعد رجوعه من القدس عندما رافق سعود وفيصل في رحلتها إليها:
ولقد سرّت القيادة البريطانية أعظم سرور ونلنا على أثرها ثلاثة أوسمة تقديرية الأول لي والثاني لعبد العزيز والثالث لفيصل لهذا الدور بل لهذا الفاصل التاريخي الذي قام به صديقها الحميم عبد العزيز آل سعود ووجهت إليه رسالة شكر تفيض بالعواطف العمله الذي عجز عن فعله الجميع كما سرَّ قادة اليهود في فلسطين لهذا الجهد السعودي الجبار. أما زعماء فلسطين فيقول (جون فيلبي) فقد شعروا بخيبة أمل بعدها وجاءوا يتهافتون إلى الرياض طالبين من عبد العزيز (تحقيق ما وعدهم به من صديقته بريطانيا) وحملهم بعض المسؤولية لكونه أقنعهم بصدق نوايا بريطانيا فحلّوا الإضراب وأوقفوا الثورة ثم أطلعوه على إحصائية أكيدة تثبت تزايد أعداد اليهود في أنحاء كثيرة من فلسطين بتسهيلات ومساعدات عسكرية واقتصادية تقدمها لهم بريطانيا لكن مرة يأتون فيها إليه (إن بريطانيا لن تخون العرب وإنني سأبحث الأمور مع أصحبانا البريطانيين).
ويقول (وايزمن) مؤسس دولة اليهود في 11/3/1942 عندما كان يودع (جون مارتن) سكرتير تشرشل الذي كان السكرتير العام للجنة بيل (قال تشرشل لي: «أريد أن تعلم أنني وضعت مشروعاً لكم وهو لا ينفذ إلا بعد نهاية الحرب، إنني أريد الشرق الأوسط وكبير كبراء هذا الشرق على شرط أن يتفق معكم أولاً ومتى تمّ هذا فلعيكم أن تأخذوا منه ما تريدون أخذه وليس من كش في أننا سنساعدكم في هذا وعليك أن تحتفظ بكتمان السر ولكن أنقله إلى (روزفلت) وبر الرجل بوعد، بل بر الرجلان بالوعد وتعاونت بريطانيا وبن سعود وأمريكا على دعمنا بأشياء أعلنت وأشياء أهمها لم يعلن) وهذه الوثيقة هي يمكن أن تضاف إلى كثير من الأدلة التي تثبت العمالة (السعودية) إلى الكيان الصهيوني وتعاضده معه منذ زمن سالف كما قلنا في مقدمة هذا الموضوع أن العلاقة الصهيونية (السعودية) أليست وليدة اليوم فحسب بل جذورها ممتدة منذ بداية تواجد هذه الأسرة الفاسدة المتحدرة من الحاخامات اليهودية.
ونقلت بعض الصحف العربية مثل صحيفة (إلى الإمام) في 14/12/1973 بقلم موسى الشيخ.
أن الصهيونية لم تستند على بريطانيا وأمريكا وحدها في إيجاد «حق تاريخي” مزعوم للصهاينة في فلسطين إلا بعدما اعتمد الصهاينة على اليهود الذين أسلموا ويقصد بهم بني سعود الأسرة الحاكمة في (السعودية) وكذلك على الموظفين والملوك والرؤساء العرب من طراز الملك عبد الله وهو صاحب دور ثانوي بعد بني سعود.
كما نقل إبراهيم عامر في مجلة بيروت المساء الصادرة في يوم 21/12/1973 عن كتاب (فلسطين وإسرائيل القصة التي لم ترو) لأحد اليهود الكبار والمستشارين لأول رئيس دولة إسرائيل حيث يقول في كتابه (ونصح متسر هارلفورد هوسكينز الممثل الشخصي للرئيس الأمريكي روزفلت آنذاك بأن لا تعارض الولايات المتحدة الأمريكية المطالب الصهيونية وأن يصبح السعي إلى السيطرة على البترول في المرتبة الأولوية العليا لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقال أيضاً وزير الخارجية الأمريكي مستر كوردل هل لوزير الداخلية الأمريكي مستر هارولد ايكر الذي كان يشغل أيضاً منصب رئيس مؤسسة احتياطات البترول قال (لا بد أن يدرك اليهود معنى الوجود الأمريكي في (السعودية) لدفعهم إلى الإمام ومدهم بالبترول وبالعون المادي وبإستراتيجية الحماية الممتازة وبالاستفادة من الشيخ (السعودي) أي عبد العزيز، بإقناع العرب والمسلمين بطرق مباشرة وغير مباشرة بإمكانية اتساع رفض فلسطين لليهود).
وقال أياض: (لابد أن يكون هناك إدراك كامل لحقيقة أن بترول السعودية يمثل إحدى ثروات العالم الكبرى وأن بريطانيا قد أدت دورها في إبراز الوجود اليهودي في فلسطين لكن للإنكليز طاقة محدودة في حمايتهم وأمريكا قادرة لإعطاء ضمانات الحماية الكاملة بوجدها في (السعودية).
هذا جزء من التاريخ المسدول عليه الستار والذي يبين العمالة (السعودية) ـ الإسرائيلية ولم تكن دولة (إسرائيل) تقوم بهذه القوة والمركزية لولا السواعد (السعودية) الخبيثة التي دأبت منذ تلك العقود على ضرب الإسلام والمسلمين باستبدال أصحاب الأرض الأصليين المسلمين بيهود مشتتين جاءوا من أصقاع الأرض شارقها وغربها وشمالها وجنوبها بعد أن رأوا في هذه الأرض المكان المناسب والملم للشعب بعد التفريق مدعين أن هذه الأرض التي وعدوا بها في كتبهم المزيفة مما أدى إلى الاعتراف الرسمي الفاضح على لسان خائن الأمة الإسلامية عبد العزيز حينما قال إن بلاد فلسطين رجعت إلى أصحابها الحقيقيين (اليهود) أما الفلسطينيين فهم الذين يجب أن يقاتلوا لأنهم مغتصبون هذه حقيقة لا يمكن أن ينساها الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب المسلمة الأخرى. وما ذكرناه إنما هو غيض من فيض وقليل من كثير.
فيصل ـ |وإسرائيل|:
من المعروف لدى متصفح التاريخ أن الملك فيصل لا يملك المؤهلات الكافية في إدارته للحكم وهذا ما يرفه المتتبعين لحياة فيصل السياسية التي خاضها منذ بدء توليه للحكم وحتى اغتياله في عام 1975 وكما هو معروف عند الجميع بأن تولي زمام الأمور في البلاد (الحجاز) لا يبتني على أساس من المؤهلات والمرجحات التي تجعل لشخص مبرراً في قيادة زمام السلطة وإنما يبتني على ترتيب الأسرة الحاكمة في السن الأكبر فالأكبر وما تولي (الملك سعود) بعده فيصل إلى آخر الأسرة في الحكم إلا دليل على الديكتاتورية المتسربة في دماء هذه الأسرة فوجود فيصل في الحكم فرضه عاملان الأول: كونه ثالث الأسرة بعد أخيه سعود والثاني: اختيار بريطانيا له ليكمل دوره التنفيذي في سياستهم في شبه الجزيرة العربية بعد أبيه عبد العزيز.
فعندما نرجع إلى الوراء قليلاً نتذكر بدء الخيانة الفيصلية للقضية الفلسطينية عندما سافر إلى إنجلترا في عام 1919 ليكمل المسيرة الخيانية حيث سافر عندما كان شاباً عمره 13 عاماً ليقدم التهاني إلى الحكومة البريطانية والتبركيات لاستعمارها البلاد العربية والمسلوخة من الدولة العثمانية ومن بينها فلسطين وكان آنذاك وعد بلفور الذي لم يمض عليه زمن كثير يدويي في أسماع ذوي الأبصار والعقول وهو تحويل فلسطين إلى وطن قومي يهودي.
وقد شارك فيصل في مؤتمر لندن عاذم 1939 الذي بحث العرب على إنهاء القضية الفلسطينية وضربها وكان وقتها وزيراً للخارجية وكانت الثورة الفلسطينية كادت تنهي بالاستعمار البريطاني آنذاك لولا تدخل فيصل وأعوانه الخونة العرب.
واستمرت خيانة فيصل إلى عام 1948 عندما قام بتسليم جزاءاً من أرض فلسطين لليهود بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية رافضاً مطالب السوريين بقطع البترول عن الولايات المتحدة حتى تمتنع عن تأييد الصهاينة وعن مدّهم بالسلاح الذي ما برح يفتك بالشعب الفلسطيني الأعزل. وفي عام 1966 التقى فيصل مع رئيس الدولة الصهيونية (شلمن شازار) بحجة هبوط الطائرة (السعودية) اضطراراً في مطار (لشبونة) عاصمة البرتغال حيث جرى بين فيصل والأخير ما يخدم القضية الصهيونية على حساب الشعب الفلسطيني وبعد هذا اللقاء بعام أي عام 1967 قام فيصل بزيارة لندن لعلمه بالهجوم الإسرائيلي المؤقّت الذي سوف تشنّه على قطاع كبير من الدولة العربية حتى يتغيب عن الأحداث وبعد رجوعه من لندن عندما كانت الطائرات الإسرائيلية تقصف المطارات السورية والمصرية وجيوشها وتتقدم الاحتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان كان فيصل يقنع الشعب باحتفال جماهيري أقامه في ملعب السباق بمناسبة عودته من بريطانيا يوم 7 حزيران 1967 م بصداقة الدول الغربية فما كان من الجماهير الفقيرة إلا أن رددت شعارات حماسية الموت لأمريكا، يسقط الغرب، الموت للمعتدين والمتواطئين. نريد قطع البترول عن المعتدين. فما كان من فيصل إلا أن هرب من البوابة الخلفية. ولقد كتب الملك حسين في كتابه (حربنا مع إسرائيل) صفحة 32 عن الملك فيصل: (إن الإمدادات السعودية دخلت الأردن بعد الحرب وحين انتهى كل شيء) ويقول الملك حسين بأن فيصلاً لم يسارع إلى وقف الزحف الإسرائيلي في عام 1967 بل سارع في عام 1970 إلى إبادة المقاومة الفلسطينية التي كانت مشتبكة مع الإسرائيليين في أغوار الأردن. وكانت آخر جهود فيصل في ضرب الثورة الفلسطينية هو في عام 1971 عندما قام بمحاولة إجهاض الثورة بسعيه الحثيث وضغطه المتواصل لإخضاع هذه الثورة لقيادة الملك حسين وتحويل المقاومة من جيش تحرير شعبي فلسطيني إلى فصائل قمع في الجيش الاستعراضي الأردني وأخيراً عندما فشلت محاولته هذه قام بطرح مشروع إقامة دولة فلسطينية في مقابل مسالمة (إسرائيل) والاعتراف بها والتنازل عما احتلته واغتصبته من عام 1948 ـ 1967.
هذه قطرات خيانية يسيرة إغترفناها من بحار الخيانة (السعودي) الذي ما برح يتشدق ويتاجر بفلسطين وشعبها والمساومة عليها بين حين وآخر
خالد وإسرائيل: ليس خالد بن عبد العزيز إلا أحد مكملي المسرح (السعودي) بعد أخيه فيصل وسعود وأبيه عبد العزيز في خيانة القضية الفلسطينية ونحن ي غنىً كثير عن تبيان مواقف هذا الأخير إزاء الشعب الفلسطيني واعترافه بالوجود لصهيوني بعد أن أثبتنا العمالة (السعودية) لبريطانيا وأمريكا واللذان ما برحا في خدمة الوجود الصهيوني بالمعونة مع الحكم الغاشم في (السعودية) مادياً وسياساً وأمنياً إلا أنه وتكملةً للنشر وفضح الخيانات السعودية المتسلسلة من خائن إلى آخر ارتأينا أن نطرح موقف خالد من هذه القضية أيضاً من خلال جريدة (الوشنطن بوست) حينما سألت (خالد بعد مقتل أخيه فيصل في عام 15/6/1975 عن رأيه في القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والوجود «الإسرائيلي” قال خالد آنذاك في تصريح له: (أن السعوديون على أتم الاستعداد للاعتراف بإسرائيل .
ولكن على إسرائيل أن تحل مشاكلها مع جيرانها وتتبر أمرها مع الفلسطينيين نعم هذه عبارة صريحة غير قابلة لتأويل في الاعتراف الرسمي والصريح بالوجود الإسرائيلي.
ولقد كتب فيصل حوراني في جريدة (السفير) البيروتية بعد تصريح خالد يقول: (التصريحات التي أدلى بها الملك السعودي لمجلة الوشنطن بوست حول استعداد (السعودية) للاعتراف بإسرائيل جاءت لتساعد على إظهار موقف المتحمسين للحل عن طريق أمريكا بمظهر موحد وخاصة في هذه المسألة الكبيرة المتعلقة بالاعتراف الإسرائيلي) ولقد أدهش تصرح الملك «السعودي” بعض قادة الحركة الفلسطينية حيث عبر عنه بعض القادة بتجاوز حده بالنسبة لقضية فلسطين والبعض الآخر لم ير في هذا التصريح إلا تحصيل حاصل بالنسبة للسياسية (السعودية).
فهد وإسرائيل: لقد امتاز عهد فهد منذ بداية توليه الحكم في عام 1982 بميزات أكثر وقاحة وصلافة في معاطاته مع العدو الصهيوني رغم الأبواق الإعلامية التي تتبجح السلطة في كل حين ولئن كان عهد السلف امتاز ببعض التصريحات المبطنة والتلويحات في مجملها فإن عند هذا الأخير لم يرد ما يمنعه في حدوث تغيير جذري في نوعية العلاقة الصهيونية (السعودية) وتبريرها بعدة مبررات طائلة قد يخدع بها من لا تأمل له في السياسية (السعودية) القائمة بحد ذاتها على الغرب الذي صنع العدو الصهيوني في البلاد العربية. لقد انتعش الكيان الصهيوني في العشرة الأعوام الأخيرة في عصر فهد أكثر من قبل سواء على صعيد السياسي أو الأمني أو الاقتصادي وحتى الإعلامي وهذا ما سوف نستبينه بعد قليل.
من الواضح أن الحكومة (السعودية) في عصر (فهد) اعتمدت في علاقاتها مع العدو الصهيوني على ركيزتين أساسيتين: ـ
الأولى: حاولت أن تدخل في قضية الصراع العربي الإسرائيلي بطرق لسانها وذلك عن طريق الأبواق الإعلامية المأجورة سواء الداخلية أو الخارجية. وهذا ما قاله (كلود فوييه) في كتابه النظام (السعودي) بعد إيران حيث يقول: (إن نقطة الخلاف الوحيدة بين الغرب والعربية السعودية ربما كانت القضية الفلسطينية. غير أن العربية السعودية لم تتدخل أبداً في النزاع العربي الإسرائيلي إلا بطرف لسانها وهو موقف لا يتفق أبداً مع المشاعر الشعبية إلى حد أن التلفزيون السعودي قد فضل أثناء حصار بيروت في صيف 1982 ـ في بداية حكم فهد ـ فرض الرقابة في الصور القادمة من لبنان ولذك أن آل سعود لم يريدوا أن يخاطروا بأن يجبرهم الرأي العام على التدخل) .
ونحن إذ نعرض هذا الجانب الأول من المواقف الخيانية الخاصة في عهد فهد لابد أن نشير إلى خطاباته التي لا يمكن أن تتعدى زوايا قاعة المؤتمرات عندما يتحدث عن القضية الفلسطينية وبدت من الواضح أن القضية في عصر هذا الأخير ما هي إلا مجرد دمية تتلاقفها الألسنة (السعودية) في كل حين وكل مؤتمر. ومن هنا يمكن أن نشير إلى خطاب فهد في 23 صفر 1403 هـ 29 نوفمبر 1982 بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يقول «فهد»: (أود تأكيد موقف المملكة العربية السعودية الثابت والمستمر في مساندة ودعم الشعب الفلسطيني من أجل استعادة وممارسة حقوقه المشروعة بما في ذلك عودته إلى دياره وحقه في تقرير مصيره بنفسه وإقامة دولته على ترابه الوطني)، ويقول: (أسترعي أنبتاع المجتمع الدولي إلى الدور العدواني البشع الذي تمارسه إسرائيل وإلى السياسة العنصرية البغيضة التي تنتهجها والمتمثلة في الاعتداء على شعب آمن مستقر في وطنه الطبيعي واستباحة أرضه وممتلكاته. وكذلك استهتارها الدائم بالمبادئ والقيم الإنسانية والتي من أول شواهدها العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي هدفت من ورائه إلى تنفيذ عمليات إبادة جماعية للشعب الفلسطيني واللبناني الذي لم يكن له ذنب سوى أنه قام بإيواء أشقائه من الشعب الفلسطيني الذين اغتصبت إسرائيل أراضيهم وهجّرتهم) ويقول في آخر كلامه: (لن يتحقق السلام الشامل والعادل الذي تنشره جميع الدول العربية وتؤيده الدول المحبة للسلام إلا بالانسحاب الإسرائيلي عن كافة الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل بالقوة وفي مقدمتها «القدس»).
هذه بعض عبارات فهد التي ربما تعد أجلي مصداق في كلام (كلود فوييه) من أن النظام (السعودي) لم يتدخل في القضية الفلسطينية إلا بطرف لسانه، هذا من جانب.
ثانياً: العمل وراء الكواليس والأروقة (السعودية) لحل العقدة العربية الصهيونية وخصوصاً (السعودية) ـ الصهيونية ثم وضع هذه العلاقة أمام الرأي العام بشكل يخدم المصلحة الإقليمية وتطبيع هذه العلاقة في الفكر العربي دون أن يحق له الاعتراض أو حتى الاستفسار عن غاية هذه العلاقات وهذا ما تطمح إليه (السعودية) منذ زمن بعيد كانت تلوح به تارة وتصرّح به أخرى إلى أن تحققت الأسباب التي طالما حلم بها النظام وهو عملية السلام الأمريكية المرغمة على كثير من الدول والشعوب إلى أن تلاشت تلك التصريحات المبطنة والتي لا يشم منها رائحة العداء العدو الإسرائيلي وإنما هي مجرد عبارات أقل ما يقال فيها أنها تخدم العود الإسرائيلي في ممارساته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وحل محلها العلاقات الصريحة والواضحة ويتمثل ذلك في زيارة الوفد اليهودي إلى (السعودية) والتقائه كبار المسؤولين (السعوديين) هي الأولى من نوعها على نحو علني حيث أن المباحثات بين الوفد اليهودي وكبار المسؤولين (السعوديين) استمرت حوالي الساعة وتم خلالها تبادل وجهات النظر ومفاوضات السلام المطروحة العربية ـ الإسرائيلية وخصوصاً (السعودية) (تعترف بحق إسرائيل في الوجود) مما حدى سيغمان أن يتصل تلفونياً إلى العدو الصهيوني ويعلن (أننا راضون عن مسار المباحثات مع الإخوة في العربية السعودية لقد استقبلناها بأقصى درجات الحرارة والصداقة) والكلام ما زال (لسيغمان)ن ونقل سيغمان عن (سعود الفيصل) سبب عدم تصويت (السعودية) إلى جانب إلغاء قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي يساوي بين الصهيونية والعنصرية والذي قال فيه سعود الفيصل أن السبب الرئيسي في عدم التصويت ضد هذا القانون هو الصعوبات التي سوف نلاقيها فيما لو صوَّتنا من بعض الدول الإسلامية وهذا ما سوف يسبب لنا الإحراجات التي لا طاقة لنا بها:
وفي الختام نستخلص من هذا الموضوع العمالة (السعودية) الإسرائيلية القديمة التي جاءت سلفاً بعد سلف إلا أنها كانت تحاول في الماضي عدم الإظهار العلني لهذه العمالة غير أن الحكم الفهدي بات مقتنعاً بهذه العلاقة بين العرب واليهود وهذا ما صرح به ابن سلمان وحكام السعودية لا ينظرون إلى قضية فلسطين بوصفها قضية أمة أو قضية تخصهم أو تمس عقيدتهم، بل هي – في نظرهم – عائق يحول بينهم وبين إظهار الولاء التام لأمريكاويهود المحتلين، فبسبب المكانة الدينية لبلاد الحجاز لدى المسلمين فمن غير المقبول – إعلاميا – أن تقيم السعودية علاقات وثيقة وتحالفات عسكرية مع كيان يهود وهو محتل للأرض المباركة، لذا يسعى هؤلاء لتصفية قضية فلسطين والتخلص من هذا الإحراج الذي يقيّد انبطاحهم ويحدّ من إظهار انحيازهم التام لأعداء الأمة.
وماذا تنتظر بعد انكشاف سوءة حكام بني سعود يوجب على العلماء نجد والحجاز الصدع بالحق والوقوف في وجه الذين اتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين، والذين فرّطوا بثروات الأمة وجعلوا مسرى نبيها وطناً قومياً لأشد الناس عداوة للذين آمنوا، ويوجب عليهم المحاسبة السياسية العلنية، فما عاد هناك عذر لمعتذر، هذا الواقع المزري يؤكد المؤكد أن الحكام بني سعودفهم عملاء للاستعمار،منذ بدء العهد السعودي حتى عهد ابن سلمان الحفيد المردخاى هم أدوات الاستعمارالصهوامريكى الغربي لتنفيذ مخططاته في التآمر على الأمة، وأن طريق التغيير يمر فوق أنقاض عروشهم، فعلى الأمة أن تطيح بهم لتنعتق من ربقة المستعمرين وتستعيد سلطانها فتقيم خلافتها راشدة ثانية على منهاج النبوة، وحينها تُعز وتُنصر وتحرر فلسطين وكل بلاد المسلمين المحتلة.!؟
فماذا تنتظر من بعض الحكام الأنظمة العربية الرجعية المرتبطين بالامبريالية في مرحلة أثبتت فيها ما تسمى “جامعة الدول العربية” و”مجلس التعاون الخليجي” أنهما يعملان ضد المقاومة وضد فلسطين، وأصبحت قراراتهما تصب في مصلحة المشروع الصهيوني عندما صنّفا المقاومة الوطنية اللبنانية التي حرّرت لبنان من الاحتلال الصهيوني ودحرته ووقفت إلى جانب المقاومة الفلسطينية بأنها “منظمة إرهابية”.؟؟
وفي ظل إستمرار تداعيات نقل السفارة الأميركية الى القدس المحتلة كمقدمة لجعلها عاصمة لهذا الكيان في تطبيق لمخطط صفقة القرن التي تقضي ،ولاجل ذلك معا نجعلها يوم القدس العالمي يوما لانتفاضة وطنية وقومية عارمة يجتمع فيه أحرار امتنا والعالم لنصرة الشعب الفلسطيني في مواجهة الإحتلال الصهيوني “نؤكد في هذه المناسبة على أن يكون يوم يوم القدس العالمي رمزاً لوحدة أحرار العالم مع الشعب الفلسطيني وتلاحمه أينما وجد، وندعو إلى التوحّد لمواجهة الأخطار التي تتهدّد شعبنا والقضية الفلسطينية، وإلى تحمّل المسؤوليات تجاه السياسة العدوانية للكيان الصهيوني، كما ندعو إلى عدم إضاعة بوصلة الصراع، وإلى توجيه البندقية ضد العدو الصهيوني الذي ينتهك الحريات والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويدعم المجموعات المسلحة التكفيرية، ويسعى إلى تهويد القدس وفلسطين كلها، كما نؤكد أنه سيبقى مخلصاً للقضية الفلسطينية، ومتمسّكاً بخيار المقاومة لمواجهة الاحتلال ومخططاته الاستيطانية، وندعو الشعب العربي الأبي في كل مكان للتصدّي للمحاولات الساعية إلى فرض تسوية ترضي كيان العدو الصهيوني تحت أي مسمى، وإلى التمسّك بحق العودة وإقامة الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.!!