إحياء يوم القدس العالمي هو إحياء للقيم القرآنية
عمران نت/ 7 يونيو 2018م
بقلم / سعاد الشامي
من رحمة الله بحال الأمة الإسلامية إن هيَّأ لها علماء ربانيين ممن كان ارتباطهم وثيق مع الله وكتابه المقدس ككتاب هداية وعمل وحبل نجاة من الغرق فيما يسمو ويتطلع إليه أعداء هذه الأمة وهذا هو الذي جعل أمثال هؤلاء ومن خلال القرآن الكريم يقدمون الرؤى والحلول والخطط والمشاريع مما شأنه خلق الوعي لدى أبناء هذه الأمة بخطورة مايعده لهم أعداؤهم من اليهود والأمريكان وبالمقابل خلق حالة الرعب والهلع في أفئدتهم وزعزعة أركان ومرتكزات جبروتهم وأستكبارهم .
الامام الخميني رحمة الله عليه وهو ذلك العالم الروحاني الذي أستطاع بقوة الإيمان ونور الهدي القرآني أن يصل ويرتقي ببلاده إلى هذا النهوض الحضاري في شتى مجالات الحياة برغم ما واجهوه من حروب وحصار وأصبحت دولة عظمى يحسب لها الأعداء الف حساب ، هو كان يدرك أن ماتتعرض له الأمة من الذل والهوان ماهو إلا نتيجة حتمية لرضوخها واستسلامها لما يُملى عليها من أعدائها بعمالة وأتباع من زعمائها فرأى أنه من الواجب الديني للوقوف في وجه هذا الواقع المخزي هو طرح حل سلوكي يطبق على أرض واقع هذه الأمة فخصص هذا اليوم الذي أسماه يوم القدس العالمي وخصص آخر جمعة من رمضان موعدا له دعى فيه كافة المسلمين بجميع طوائفهم دون استثناء إلى الخروج والمظاهرات وإقامة المجالس والمحافل دفاعا عن القدس وحفاظا على حقوق الشعب الفلسطيني.
إسرائيل هي أوهن من أن تتحمل رؤية أبناء الأمة الإسلامية يقفون صفا واحد يظهرون لها العداء ويعلنون منها البراءة ويهتفون لحرية القدس لأنها تعرف حجمها ومدى ضعفها وهي من ضرب الله عليها الذلة والمسكنة وباءت بالغضب الالهي وهذه النقطة كانت المحور الذي من خلالها أطلق الأمام الخميني هذه الرؤية والخطوة المباركة والتي هي شرارة الإنطلاق في مواجهة اليهود.
وبماأن الله قد أوضح لنا في كثير من آياته منهم أعداؤنا كمسلمين ووضح لنا أهدافهم وخططهم وأساليب مكرهم بنا فمن العار علينا كأمة مسلمة تخاف على دينها ومقدساتها وشرفها أن لا نلبي هذا النداء ونسعى بكل قوانا وجهودنا إلى إحياء يوم القدس العالمي والذي هو إحياء لدين الله وآياته وإحياء لكل المبادئ الإسلامية والعربية والإنسانية والأخلاقية والتي تهيئ أنفسنا وتؤهل أجسادنا إلى السعي لإنتشال وإنهاء وجود هذا الكيان الغاصب من داخل البلاد الإسلامية.
وماأحوج الشعوب الإسلامية والعربية إلى التيقظ والإنتباه وإستشعار المسؤولية والخروج في يوم القدس العالمي لإيصال رسالتها الموحدة الرافضة للاحتلال الإسرائيلي وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ هذه الأمة والتي تقوم فيها أمريكا بتهويد القدس العربية بكل دم بارد أمام مرأى ومسمع من زعمائها الذين أستساغوا الذل والعار وباعوا كرامتهم في سوق العمالة والنذالة وأعطوا لليهود والأمريكان الضوء الأخضر لتمرير مشاريعها وخططها الشريرة الساعية إلى الهيمنة والسيطرة على هذه الأمة وأبعادها عن دينها ومقدساتها