عمران نت/ 2 يونيو 2018م
بقلم / وفـــــاء الكبســـي
شهر رمضان المبارك وكأنه حبل مُد من السماء لأهل الأرض وهو منحة إلهية ربانية من رب العباد لعباده..
وهو شهر معظم ، شهر الجود والكرم والصفح والغفران ، شهر النفحات والرحمات والبركات..
وهو شهر الفتوحات والإنتصارات فقد كانت فيه غزوة أحد ومافيها من دروس عظيمة وأهمها طاعة القيادة في المعركة ونتعلم منها طاعة القيادة الربانية الحكيمة المتمثلة اليوم بالسيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله وعدم مخالفتها وإلا ضربنا وهزمنا وفشلنا كما هزم المسلمون في غزوة أحد بسبب عصيانهم لأوامر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم..
رمضان هو شهر بناء الذات لأنه شهر الله وحبله الممدود لعباده فكل ثانية فيه تحمل ميلادا جديدا للفرد والأمة وهي”التقوى”
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
فالتقوى هو المحصلة النهائية والنتيجة المترتبة على الصيام لأنه الطريق للتحكم بالذات ، وإمكانية أن يقول الإنسان لنفسة “لا”..
“لا” للكلام البذيء والخوض في الأعراض..
قال تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}
“لا” للنظر في ما حرمه الله..
“لا”للبخل والشح فهو شهر الصدقات والإحسان..
فالصيام ليس مجرد الإمساك عن الطعام والشراب بل هو تهذيب للنفس وبناء الذات على التقوى..
والتقوى كما عرفها الإمام علي كرم الله وجهه بأنها “الإيمان بالجليل والعمل بالتنزيل والإستعداد ليوم الرحيل”
ومتى ماتحققت التقوى حينها حدث وصغ ماتشاء من أبواب الخير والرزق المفتوح ليس على مستوى الفرد بل على مستوى الأمة
قال تعالى:{ ومن يتق الله يرزقه من حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}
وقال تعالى:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ}
صيام رمضان المبارك هو طريق الكمال الإنساني
فبه الإنسان يحلق إلى أفق السماء العالي فيصبح حرا طليقا بعيدا عن دنائة النفس الدونية التي تهوى الشهوات والملذات والكسل والخمول والنوم طوال نهار رمضان
شهر رمضان المبارك هو شهرالقرآن ففيه نزل القرآن الكريم
قال تعالى :{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
علينا قرأة القرآن بتدبر وتفكر فقرأة القرآن تكون بالكيف لا بالكم فنتدبره حتى تقع كل آية في النفس فتحقق مبتغاها وتطوع الجوارح على تطبيقها..
ففيه يرجع الناس إلى الله، إلى القرآن العظيم؛ ليعرفوا كيف يهتدون بهدي الله في كل ما يواجهونه في حياتهم..
ولاننسى في هذا الشهر المجاهدون عليهم السلام “ربيون هذا الزمان” الذين ماوهنت عزيمتهم وما ضعفوا ولاإستكانوا ولاخضعوا ولاذلوا بل زادت عزيمتهم وإصرارهم على مواجهة عدوهم في كل الأوقات والظروف والأحوال
{ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِين}َ
فلا يخفى عليكم أيها المرابطون في الجبهات عظيم الأجر لكم في الرباط في سبيل الله وخصوصا في شهر رمضان
وإنا والله نفتخر بكم ونعتز بكم أنتم صمام الأمان حماكم الله ورعاكم..
لن ننسى فضلكم وإحسانكم علينا،لن ننساكم من دعائنا ومهما قلنا أو فعلنا فلن نقدر أن نوفيكم حقكم
أنتم درعنا وحصننا الواقي وأماننا.. أنتم يد الله الضاربة بالحق..
النصرُ لا يكون بغير صبرٍ، فبصبركم وجهادكم سيكون النصر بإذن الله