الصّماط و حرفي الجريح
عمران نت/ 31 مايو 2018م
بقلم / أشواق مهدي دومان
سأحمل حروفك بين جوانح طير الحريّة حين قلتَ و أنت الصّادق: “إنّ مسح نعال المجاهدين أشرف من مناصب الدّنيا ” معتزّا ببطولاتهم بعرفان مقاتل محنّك قد خاض من معارك الانتصار للمستضعفين ما خاض ،وهناك كنتَ أشهر من نار على علم ، و دارت الأيام دورتها و أصبحتَ رئيسا لليمن التي بكت دما حين لا حقك فيها الطّغاة في ستة حروب على صعدة.
بكت عليك وكلّ شهداء المسيرة بدءا بالشّهيد القائد بكت بصمت حين عقّها شرذمة من أبنائها و ظلموكم و تغافلوا، و استغفلوا، و استجهلوا الشّعب ؛ ولكنّ الله لا يغفل و لا ينام فقد رحل الظالمون بخِسّة، وذلّة، و صَغار بين فار،ٍ وخائن، ومرتزق بينما أصبحتَ رئيسا تعتزّ بك اليمن حين لم تغترّ بأعلى منصب في الدولة ،و بقيتَ ذلك النّزيه الشّريف النّظيف عن كلّ مايلطخ أكبر موقع ؛
بقيتَ و في روحكَ جهاز رقابة و محاسبة ما اسطاع أن يميّله مال و لا شهرة ولا قصر، و بقيتَ المستأجر بيتا لأهلك و أبنائك و قد حكمتَ ثلاث سنين كانت كفيلة ببناء ثلاثة قصور على عدد سنين حكمك ( على أقلّ تقدير) لكنّك لم تكن كمن سبقك ،أولئك المجرمين الذين بنوا قصورا لهم في كلّ مكان في اليمن، و في بلدان العالم، و اكتفيتَ ببناء قصر لكَ عند مليك مقتدر ،و هنـا كنتَ الأذكى فقصرك لك و ملكيته خالصة لك و ممّن ؟
من مالك الملك ..
قصرك خالد_ أيّها الشّهيد الخالد في القلوب التي بكت من أعماقها بحرقة ، وقهر فخسارة رجل مثلك صعبة، ولكنّ عزّاءنا أنّك لم ترحل و أنت في ملهى في اسطمبول تراقص غانية ، لم ترحل و أنت تركع وتسجد لأمريكا و إسرائيل طاعة، و خنوعا ،و عمالة ، رحلتَ و لم تقبع في شقق الرّياض و دور فتوى ذبح أنصار رسول الله ضاربا بوصية الرسول الأعظم الجدار..
رحلت رجلا َ لم تلبس برقعا ، و لم ينل من رجولتك ديّوث من أذيال سلمان ، أو خنزير من حثالة ابن زايد ..
رحلتَ رجلا _ يا أشرف النّاس ، و أكرم النّاس ، و أطهر النّاس _ رحلتَ رجلا يمانيّا واثقا بالله لم تركع لصنم في زمن اسودّت ركب العملاء من كثرة ركوعهم للمعتدين.
سيّدي :
أفلا نبكيك َو قد بكتكَ السّماء؟
ألا نبكيك و قد بكتك دُفَع رجال صدقوا عهدهم حين تخرّجَت على يديك دفعة تلو دفعة، و هم كتائب موت أحمر للغازين وزمجرة جحيم محتوم يلاحق المحتلين إلى أوكارهم ،و يخبرهم أنّهم فراغ .
و لأنّك رجل ائتمروا عليك ليقتلوك ؛ فنِلت َما تمنّيته شهادة أغاظتهم .
صمّاط : و أنت الذي اخترق بكلماته المأثورة جدار كلّ أصمّ من القلوب فمَلك القلوب فبكته قبل العيون ،
بكتك مواطن ومواقع و مواقف الرجال و متارس المواجهة..
اشتاقتك العزّة والشّهامة والكبرياء.
اشتاقتك حروف في كلمات من ذهب أنارت فكشفت سوأة روح الأعراب من بني سعود و آل زايد وهم الذين يجنّدون أشباه رجال ينهزمون، و يهزمون أمام رجالك ؛ فيوجه ابن سلمان و ابن زايد كلّ الإهانة لمرتزقتهم ويمسحون به بلاطهم ، وإن سئموا منهم قصفوهم و تخلّصوا منهم بإحراق شخصياتهم في كلمة أو لقاء تلفزة على شاشات العالمين .
صمّاط لو تمنّى طير أن يخبّر عنك لكان هدهد سليمان ذلك الطّير الذي سيحمل حروفك و يلقيها على العالم قائلا : بسم الله الرحمن الرحيم ، إنّه من أولي القوّة و البأس الشّديد ،بأنّ صمّاط هو رمز الوطنيّة ، و مشعل الحميّة و إنّه من رجال لن ينساهم تاريخ الزمن و العصور ،و ستدرسهم الأجيال في مناهج الوفاء في مادة التّربيّة الوطنيّة.
سيدرسون فيك حنكة القائد؛ و مجد الرئيس الذي ترأّس في أحلك زمن تمرّ به اليمن فكان القلب الكبير الذي اتسع لكلّ اليمنيين بمختلف انتماءاتهم و توجّهاتهم ،و أطيافهم و قد احتواهم برحابة و صبر قلّ نظيره و نَدُر..
أيّها الشّهيد الرّئيس :الصّمّاط: استمعتُ إلى خطاباتك، و تتبّعت كلماتك ؛ فأذهلني ذلك الكمّ الهائل من عشقك للنّور ،و قد قُدّر لي أن أراكَ حقيقة و وجها لوجه في إحدى الفعاليات ، فما و لن أبالغ لو أخبرت بأنّي رأيتُ الجنّة في سموّك ،و وضاءة وعفّة نظراتك التي لم تلاحق ، بل لم تحدّق أو تركّز أو تهتم بتوزيعها في جمع نسائي تعلّمت منك الحاضرات أنّك قرآني فغضّ البصر كان ملمحك الذي أكسبته شموخا و رفعة وكبرياء .
سيّدي : مهما كتبتَ فلن أفيكَ فلتسمح لي بالانسحاب بدمعاتي ،و آلامي بعيدا فأنا لم أزل في عالم الأموات الذي ما ارتقى إليكم أيّها الأحياء عند ربكم ترزقون.
سأتركك متمنيّة عليكَ أن تلقي السّلام على حبيب الله و آله محمّد ( صلّى الله وسلّم عليه و آله ).
كذلك فسلّم على سيّدي الشّهيد القائد.
و لا تنسَ سلامي و أشواقي بأوجاع روحي المصحوبة بحنين البنت لأبيها ،سلّم على أبي فهو مثلكم شهيد ،و لا تنس _ َسيّدي _ أن تسلّم على كلّ شهدائنا الأبرار ، وكلّكم أبرار.