اليمن وثورته…الى أين
عمران نت/ 27 مايو 2018م
بقلم / احمدعايض احمد
يتذكر من عاش فترة ولادة الثوره بتفاصيلها الحيّه, كبدايات للثورة في اليمن, وكيف كان مفهوم تصدير الثوره من مرّان الى صعده الى صنعاء ..الخ , واحدا من أهم شعارات وأدبيات الثورة “البراءة من الظالمين وظلمهم والمجرمين واجرامهم والخونه وخيانتهم والعملاء وعمالتهم والفاسدين وفسادهم”رغم الهجمة والمضادة التي جوبه بها الشعار”الصرخه” , كان الشهيد القائد, مصرا على مفهوم ومبدأ تعميم الثورة ان يكونا مبنيان بناء قطعي لاظنّي اي الوضوحيه واليقين أساس أهداف الثوره.. وأنه أكبر من أن يكون شعارا, بل هو سلاح وواجب وهدف, يجب أن تحققه الثورة من نافذة هدى القرأن والثقافة الاسلاميه الصحيحه والمعرفه الانسانيه المفيده , ويتحمل النهوض به اليمن, بإعتبار نجاح الثورة فيها, وأممية الإسلام, ووجوب رفع المظلومية عن المستضعفين في شتى بقاع العالم, حيث يتواجد المسلمون..
عمّم قائد الثوره السيد القائد عبد الملك الحوثي حفظه الله مشروع الثوره على المستوى الوطني فكانت ولازالت ضخامة الحملة العالمية ضد اليمن هي جواب اعداء الثوره , ثم تسلسلت حروبها الشرسة التي شُنت ضد اليمن واهله على كل مستوى وبشكل مستمر..مما جعل تصدير الثورة خارج اليمن سهل التحقيق لان محاولات محور الاعداء الاقليميين والدوليين وادواتهم في حصار الثوره خدمت اليمن وثورته أكثر لذلك فشلت فشل تاريخي أما حروبهم الداميه والمدمره ضد اليمن هُزمت وسُحقت بقسوه من قبل قائد الثوره والمجاهدين والشعب منذ سنوات والى اليوم وبزمن قياسي حيّر العارفين والخبراء رغم استمرار هذه الحروب ولكن برموديتها العسكريه تم سحقها تماما ,مما جعل اعداء اليمن يخلقون ذرائع لشن عدوان مباشر على اليمن وثورته الفتية كامتداد للعدوان الغير المباشر عبر الوكلاء
لمواجهة الثوره وتجربتها الوطنيه الإسلامية الفريده , والتشكيك في صدقية الثوره واهدافها وتشويهها عبر توصيفها بانها مرتبطه بايران وتارة الزعم انها ثوره مستنسخه من الثوره الايرانيه وتارة وصفها بالثوره الاماميه ووالخ المهم ان التشويه الاعلامي الكبير من اعلام واقلام الغزاه ومرتزقتهم يركز على الطابع المذهبي والمناطقي والطبقي. لكن الواقع ,ان شعار الدفاع عن المظلومين هو شعار الثوره وأعلن عنه بأن شعار ثوره أمميه منطلقها اليمن لإحياء حلم اليمن المعهود تاريخياً اضافة الى خدمة ودعم من يريد الحريه بالمنطقه…كل ما سبق من حروب متعدده متنوعه, دفعت مفكري الثورة ومثقفيها الى ترجمة ماقاله الشهيد القائد ومايقوله قائد الثوره , من خلال إعادة صياغة هذا الهدف, من حيث الشكلية والصورة, فصار يقدم باجازه صريحه من قائد الثوره على أنه دعوة ونشر, لمفاهيم الثورة والعدالة, بالحسنى وأدوات الثقافة والإعلام الاخلاقي القيمي الحر, وهو أسلوب ذكي وفعال, أبقى الأهداف والمفاهيم الثوريه الأساسية كما هي, وتم تعديل شكلها الظاهري لمنع الالتباس والاستغلال…لم يكن اليمن مخادع في تحوله الثوري, بل التزم بهذا الأسلوب, فوصلت تأثيراته الى المنطقه بزمن قياسي, ناهيك عن دول الإقليم البعيده, ونجحت الثوريه اليمنيه في بناء علاقات كشبكة اقليميه و دولية ناجحة وان لم تكن مباشره بشكل دائم نتيجة الحرب العدوانيه اليوم لكن الاثر اصبح قطعي المُعطى ومرحباً به .. فصار اليمن لاعبا أساسيا بالمنطقه وهذا لم يحدث بتاريخه الحديث لانه كان تحت الوصايه الخارجيه, لذلك لا يمكن تجاهل اليمن اليوم بأي حال من الأحوال.سكوت السيد القائد, وهو المبدئي العنيد, عن تغيير أسلوب تصدير الثورة الذي تشعر مملكة ال سعود ومشيخات النفط انه تصدير حتمي اليها, لم يكن إضطراريا, بل كان يمثل تغييرا للأليات من قبل قائد الثوره, وذكاء وتماشيا مع متطلبات العصر, بما يحفظ الهدف والمبادئ الأساسية للفكرة.أثبت النجاح الباهر الذي حققه اليمن خلال اربعة اعوام رغم الحرب والحصار اللذان لايمنعان غرس الثوره بالمحيط اليمني , خلال السنوات الماضية, وخصوصا ان خطاب قائد الثوره لم يعد وطني بحت بل أممي مفتوح في اشاره انها ثوره عابره للحدود الوطنيه وتجلى الامر الى تزايد عدد المثقفين والناشطين بالسعوديه والخليج والمنطقه متفائلين جدا بانها ثوره عربيه قادمه من اليمن ستغير وجه المنطقه ان تم تسويقها باصالتها اليمنيه العربيه الاسلاميه النقيه اما الحاقدين العملاء المأجورين فينظرون اليها بانها امتداد للثوره الايرانيه ولكن بنسخه عربيه ولاشك انها اراء ماجوره لتخويف الانظمه والشعوب بالمنطقه من الثوره اليمنيه.. أن اليمن اليوم صار مدرسة صمود ووعي وتلاحم..مدرسه في فن الدبلوماسية والقوة الناعمة, والتعامل على نار هادئة رغم ان الجانب الدفاعي للثوره مستعر بوجه تحالف عدواني اقليمي دولي ..المدرسة الثوريه اليمنيه تتكيف وتتطور على تحقيق المزيد من الانتصارات في قلب المواقف المضادة, وتحقيق المطالب مع تقديم الأدنى من التنازلات.نجح اليمن في عزل السعودية عن محيطها وتقبيحها وتشنيعها وكشف كل اوجهها القبيحه, بل وفي إبعاد اغلب المواقف العربيه الفاعله كالجزائر وتونس والعراق وسوريا ولبنان اضافة الى فتح الباب امام أمريكا الى افلاسها وافلاس مشيخات النفط وهذه النجاحات هي عادله مشروعه تعد احدى تداعيات الحرب العدوانيه وصمود اليمن وانتصاره ضد هذه الحرب الكونيه الظالمه , فبعد تولي ترامب للسلطة, صار اليمن يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار بالسياسة الخارجيه الامريكيه كخصم صامد فاعل مرتبط بقوّته المستقله بملفات مهمة إقليمية ودولية فرض نفسه فيها كالقضية الفلسطينيه وقضايا اخرى بالمنطقه.قد يرى البعض أن اليمن, يتدخل في شؤون الأخرين لكن بالواقع ان شؤون الاخرين مرتبطه بالحرب العدوانيه على اليمن ويجب ان يكون لليمن قراره الواضح والفاعل في تلك الامور لكي يقول ويثبت للعالم انه بلد حر مستقل قوي رغم الحرب والحصار واحتلال جزء من اراضيه وانه لازال قوة يحسب لها الف حساب على المستوى الاقليمي لذلك يرى أخرون أن اليمن يمثل عمقا إستراتيجيا لهم, وأنه تجربة ثوريه ناجحة ستغير الجزيره العربيه ثم المنطقه مستقبلا, وفيها الكثير اي الثوره اليمنيه من ملامح الديمقراطية الصحيحه, وهناك صحة في كل ذلك.. لكن هذا لن يغير واقع أن مكانة وتأثير وقوة اليمن اليوم, تجاوز مرحلة الوصايه والارتهان وانتزاع مكانته وهيبته بقوته العسكريه والشعبيه..بالختام رضي صهاينة العرب وامريكا والاوروبيين, أم لم يفعلوا, فاليمن بلد حضارات عظيمة, وهو بلد كبير وقوي ومؤثر, وقوة مواقفه وتماسكه وطريقة تعاطيه مع الاحداث, مع كل هذه المعطيات هو الذي سيحدد, نوع علاقاته مع أيران وغيرها من بلدان العالم , إن كانت تحالف, أم ندية وحسن جوار ام عداء صريح .. أم غير ذلك فلليمن قواعده وقراراته تفرضها قوته ومصالحه الوطنيه تحت حماية وبناء الامن القومي.. لذلك اليمن وثورته الى النصر تلو النصر تلو النصر محليا ثم اقليميا ثم دولياً ولكل نصر زمنه والله جل شانه الوكيل والمؤيد للقائد والجيش واللجان والشعب باليمن بكل زمن …