واشنطن بوست: اعتقال النشطاء في “السعودية” وتخوينهم يناقض “إصلاحات” ابن سلمان
عمران نت/ 21 مايو 2018م
يعمل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على إظهار نفسه كمصلح، ومدافع عن حقوق المرأة. يسعى إلى تكريس المساواة بين النساء والرجال، كما قام مؤخراً بمنح المرأة حق القيادة، إلا أن المفارقة تكمن في أنه جرى اعتقال النشطاء السعوديين الذين ناشدوا السلطات بحقوق المرأة، ليتم اتهامهم بزعزعة الأمن القومي ووصفهم “بالخونة” في الصحف التابعة للنظام وفقاً لصحيفة واشنطن بوست
وأوضحت الصحيفة في تقرير، لقد استهدفت حملة القمع أبرز المدافعين عن حقوق المرأة في “السعودية”، بما في ذلك النشطاء الذين قادوا الاحتجاجات الأولى ضد الحظر على القيادة منذ عقود وسُجنوا لهذا السبب. كانت الاعتقالات الأخيرة محيّرة، بحسب وصف الصحيفة الأمريكية، نسبةً لتوقيتها إذ جرت قبل أسابيع فقط من رفع حظر القيادة، وتضيف الصحيفة “لقد أُصيب السعوديون بالذهول من خطورة الاتهامات والهجمات الشخصية التي طالت النشطاء، الذين تم توزيع صورهم في وسائل الإعلام التابعة للنظام الأمر الذي وصفته جماعات حقوق الإنسان بحملة تشويه تهدف إلى إسكات الدعوات المطالبة بحقوق المرأة”. ويُعتبر عمل المدافعات عن حقوق المرأة في “السعودية”، ملاذ النساء اللواتي لازلن يخضعن لسلطة ولي الأمر، إذ يستوجب على النساء الحصول على موافقة ولي الأمر بغية السفر أو للزواج تشير الصحيفة الأمريكية. وعن معاناة النساء في “السعودية” من نظام ولي الأمر، تورد الصحيفة تجربة لسيدة “سعودية” ( 33 عاماً) شاركت في الحملة ضد قوانين الوصاية السعودية، حاول شقيقها أن تتزوج من شريكه في العمل. وتقول السيدة التي رفضت الكشف عن هويتها خوفاً من تعرضها للأذى، إنها رفضت واستدعت خط ساخن حكومي طلباً للمساعدة، إلا أن المسؤول الذي تواصلت معه عبر الهاتف انحاز لشقيقها مشدداً على حقه في ما يصبو إليه. وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي أس” هذا العام، تقول الصحيفة، لقد أكد ابن سلمان أن النساء والرجال متساوين في الحقوق والواجبات، مضيفاً: “نحن جميعنا بشر، وليس هنالك فرق” وتشير الصحيفة إلى أن حملة اعتقال المدافعين عن حقوق المرأة لا زالت قائمة منذ العام الماضي، بعد أن اشتد ساعد ولي العهد في السلطة وراح يحتجز ويعتقل عشرات المعارضين له، بما في ذلك نشطاء حقوق الإنسان ورجال الدين ورجال الأعمال والأمراء. وبدورها قالت الناشطة الحقوقية هالة الدوسري، بعد انتشار أنباء الإعتقالات، بدا أن الوضع يختلف عن ادعاءات ابن سلمان حين يتعلق الأمر بالناشطات، مضيفةً: “بدأت أرى تصريحات بأنهن خائنات ويستحقون العقاب”، حيث نشرت صحف سعودية صور المعتقلات لجين الهذلول وعزيزة اليوسف على صفحتها الأولى، “وأنا قلقة للغاية فهذا لم يكن يحصل سابقاً” تقول الناشطة الحقوقية. وتابعت الدوسري، “إنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال النشطاء أو إخضاعهم لحملات التشهير”، مشيرةً إلى أن معظم المعتقلين الذين تم اعتقالهم خلال الأيام القليلة الماضية قد تم تحذيرهم مراراً من قبل السلطات، أي أن عليهم ألا يتحدثوا عن حظر القيادة أو الانخراط في أنشطة عامة أخرى. الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن “كريستين سميث ديون”، تقول إن الاعتقالات “بَدتْ وكأنها عملية تأديب للناشطين كي يبقوا ضمن توجهات السلطة، وأن أي تغيير يجب أن يأتي من تلك السلطة وليس عبر المطالبات، حملة التشويه بحق النشطاء تؤكد أن هناك سياسة لتأليب المجتمع عليهم”. وانتقدت منظمات حقوقية الأجندة الإصلاحية المزعومة التي يقودها محمد بن سلمان، بعد أن تعرضت مجموعة من المدافعات عن حقوق المرأة اللواتي كن قد طالبن السلطات بحق النساء في قيادة السيارة، للاعتقال مع اتهامهن بالخيانة من قبل مصادر إعلامية مقربة من السلطات. وقد دعت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش السلطات السعودية إلى الإفراج عن المعتقلين، فيما جرى تحديد ستة أسماء من بينهم، وهم عزيزة محمد عبد العزيز اليوسف، ولجين هذلول الهذلول، وإيمان فهد محمد النفجان، وإبراهيم عبد الرحمن المديميغ، ومحمد فهد محمد الربيعة، وعبد العزيز محمد المشعل.