بالساحل الغربي … برمودا المجاهدين .. أرخبيل عسكري أبتلع “الرعد الاحمر” (تحليل عسكري
عمران نت/ 20 مايو 2018م
أ.احمد عايض احمد
العقول العسكرية الاستراتيجية لعبت دورا خططي وعملاني بحسم العديد من المعارك بالساحل الغربي طيلة سنوات رغم طبيعة جغرافيا المعركه التي من المفترض ان تكون لصالح تحالف الغزاه المسيطر جوياً بشكل كامل اضافةً الى التفاوت الكبير بكفتي الميزان بين طرفي المواجهة”اليمن ضد تحالف اقليمي ودولي ومرتزقته” في الامكانات التسليحيه والبشريه والقدرات الماليه والتقنية العسكريه ولطالما كسب اليمن معارك كبرى وبشكل مفاجيء وصادم للعدو بسبب مواقف او قرارات عسكريه استراتيجيه حاسمة في لحظات حرجة ولطالما خسر تحالف الغزاه والمرتزقه معارك كان على حافة تحقيق انجازما بسبب مواقف او قرارات استراتيجية خاطئة ما يؤكد ان للعقيدة والخبره والعنصر العسكري البشري دوراً حاسماً وكبيراً في تحقيق الانتصار النهائي وهذا مايفتقر اليه الغزاه والمرتزقه.ويبدو أن المُخطط العسكري اليمني لمعركة الساحل الغربي الذي يمتاز بعقل استراتيجي او منظومة عقول عسكريه استراتيجية تعمل على مراعاة مهنيه واحترافيه لمبادئ فن علم الحرب كمبدأ تركيز قوات الجيش واللجان المنتشره ومبدأ الامن الناري القصير والبعيد والعملاني الجغرافي ومبدأ الحركة الهجوميه والدفاعيه المتزامنه ومبدأ الهجوم المستقل ومبدأ المفاجأة الفاعله اوالمباغتة المدمره فالذي سجل لهذا المخطط ابداعا ملفتا في ساعات وايام واسابيع واشهر المعارك وغيرها من المبادئ العسكريه فالخطة العامة او الاستراتيجية العسكرية الموضوعة للمعركة بالساحل الغربي وتكتيكاتها المتبعة واساليبها المستحدثة فاجأت العدوالاماراتي ومرتزقته وكسرت ظهر عملياته العسكريه المفككه مضموناً بمجرد انطلاقها. عملية الرعد الاحمر هي عملية عسكريه واسعه “بر وبحر وجو” اطلقها تحالف الغزاه والمرتزقه بالساحل الغربي تحت شعار السيطره على الساحل الغربي والحديده وابتدأت بعمليات انزال بحري وبمرحلة خوض شن هجمات من كافة قواعد الاشتباك بالساحل الغربي بدأ من كهبوب الى الوازعيه الى موزع الى جنوب حيس الى شمال الخوخه وهذه العمليه العسكريه الواسعه والكبيره ارتكزت على الضغط الناري المستعر بكافة قواعد الاشتباك وبوقت واحد اضافة الى الغطاء الجوي والبحري الكثيف..لكن المفاجأه العسكريه انها اصطدمت عملية الرعد الاحمر التي ينفذها الغزاه والمرتزقه بارخبيل عملياتي عسكري دقيق ومرعب رسمه مجاهدي الجيش واللجان جعلت الرعد الاحمر ميت جغرافيا وغير مؤثر عملياتياً فوقعت قوات الغزاه والمرتزقه بمرحلة عزل وتطويق اولي مطلق لمحاصرتها بقواعد الاشتباك المشتعله بنسبة 360 درجة بامتداد الساحل الغربي على طريقة “الصندوق المغلق” أو ” الارخبيل المقفل” حيث قامت قوات الجيش واللجان الشعبيه على أساس التحرك من ثلاثة محاور أساسية اولها المحور الشمالي الشرقي من الخوخه وثانيها المحور الغربي من موزع والوازعيه والعمري وثالثها المحور الشمالي الغربي المتصل بحيس وجنوبها حيث تفرعت الى ستة محاور قتاليه عملت أولا على تفتيت تشكيلات العدو الاماراتي ومرتزقته وارباكها وضرب خطوط الامداد وابطال اساليبها الهجوميه المعروفة بطرق عسكريه يمنيه إبداعية جديدة. وللعلم أخذ مسرح المعركه بالساحل الغربي الشكل “البيضاوي” لذلك تمت محاصرة مساحة المعركه وبالادق فرض طوق عسكري كبيربدأ من كهبوب جنوب الساحل وانتهاء بجنوب حيس مما قلل من فاعلية قوات الغزاه والمرتزقه وافقدها التأثير العملياتي خارج مسرح المعركه ومنعها من توفير عنصر الاسناد المتبادل بين قوات الغزاه والمرتزقه المنتشره مما أدى الى سقوطها المريع بارخبيل استنزاف قاتل وهذا هو جوهر العمليات العسكرية في معارك الساحل الغربي كهدف رئيسي وكاستكمال عمليات ازالة التفوق العسكري الجوي والبحري للغزاه مما سينقلنا الى مرحلة جديدة وهي حرب القطعه بالقطعه على المستوى الجغرافي مما يستدعي تغييرا في الاساليب والتكتيكات المتبعة لاختلاف بيئة المعركة اي اصبحت رأس الحربه القوات اليمنيه الخاصه وقوات التدخل السريع بالجيش واللجان .نحن اليوم نختتم الاسبوع أو أكثر منذ بدأ معركة سحق معركة الرعد الاحمر التصعيديه العدوانيه بالساحل الغربي مما جعل المرحلة الثانية كما مخطط لها هي مرحلة العزل والتطويق والتقدم السريع والمباغت بدلالة الحرفية العالية للجيش واللجان في رسم خطة المعركة والتعاطي مع قوات الغزاه والمرتزقه بعد التعرف على الثغرات والاستمكان من مواقعهم واستكشاف نقاط ضعفهم ومسح الموارد والطاقات والإمكانات وابطال توظيفها ما مكن قوات الجيش واللجان من التعاطي مع قوات الغزاه والمرتزقه بطريقة مختلفة تماماً تؤدي الى حسم المعركة بالفتره المقبله ومضاعفة خسائر الغزاه والمرتزقه بشكل فادح وصادم سيفكك صفوف الغزاه والمرتزقه أكثر وأكثر وخصوصاً ان الارادة السياسية اليمنيه بذروة نشاطها مما خلق تعاظم بقدرات المنظومة العسكرية وبالذات قوتها الضاربة للمهام الخاصه وقواه الرئيسية وتراكم الخبرة لديها وتضاعف الامكانات على مستوى الإدارة والقيادة والسيطرة وحسن اختيار اللحظة الحاسمة لتوجيه الضربة القاصمة كلها عوامل ستساهم بتحقيق نصر سريع ونوعي بعد فرملة التصعيد العسكري الغازي والمرتزق لكي يكون الارخبيل العملياتي بالساحل الغربي هو اسوء جغرافيا حرب يدخلها الغزاه والمرتزقه..
صحيح أنّ عمليات العدوان التصعيديه بالساحل غطّت على الأحداث الاخرى ، لكن الأصحّ أنّ المعارك هناك مستمرّة بعنف في أكثر من مكان، وأعداد الخسائر الغازيه والارتزاقيه في تزايد مستمر يفوق بحجمه كل الخسائر الماضيه، وكان لافتاً هزيمة الغزاه والمرتزقه في فرض سيطرتهم على مناطق جغرافيه جديده مقارنة بجحم التصعيد العسكري ، على الرغم من تنفيذه سلسلة هجمات برّية مدعومة بالدبابات، وبقصف صاروخي عنيف شاركت فيه طائرات “الاف16و15” وطوّافات الاباتشي الهجوميه ، وذلك منذ 8 مايو ، أي منذ نحو أسبوع أو أكثر . ولم ينجح الغزاه والمرتزقه الذي حشدوا ما بين 30 إلى 40 ألف عسكري، لا سيّما من وحدات الفرق الخاصه الاماراتيه والسودانيه اللتين تتميّزان بتجهيزاتهما التسليحيه الحديثة، في كسر شوكة وحدات صغيره من المجاهدين بل الواقع الميداني يثبت بوضوح انها كُسرت شوكة الفرق العسكريه الغازيه باذلال الى جانب فرق مليشيات المرتزقه. ونسمع الغزاه والمرتزقه اليوم يقولون أنّ مصير معركة الساحل الغربي ستحدّد مصير الحرب في اليمن ، فما هي الأسباب التي أدّت إلى هزيمة الغزاه والمرتزقه بالساحل الغربي حتى اليوم؟ هناك اسباب كثيره ولسنا بوارد ذكرها هنا…
لا أحد يمكنه تقدير تاريخ انتهاء المعركة، إلا أنها بحسب المعطيات الميدانيه “تسير وفق المراحل المحددة من الجيش واللجان ، ومع ذلك يمكن الجزم أنها لن تكون طويلة، وهي محسومة والنصر معقود للجيش واللجان الشعبيه بعون الله وتأييده وهذا امر حتمي ولاشك فيه لانه لاخيار لدينا سوى النصر وللحديث بقيه