دراسة صهيونية: تكشف المصالح المتبادلة لتطبيع العلاقات بين الرياض وتل أبيب
عمران نت/ 18 مايو 2018م
كشفت دراسة صادرة عن “المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية- ميتيفيم” في الكيان الصهيوني، عن أن التوجهات التي يُعبر عنها محمد بن سلمان تحمل في طياتها لكيان الإحتلال “الإسرائيلي” فرصاً هائلة على الصعد الاستراتيجية، الأمنية، والاقتصادية، وفق الدراسة. وعن سياق التطبيع الذي تنتهجه السلطات السعودية بشكل علني، أشارت الدراسة إلى أن نظام الحكم السعودي ينطلق من افتراض مفاده أن هناك طاقة كامنة مهمة وحيوية في التحالف مع “تل أبيب” بسبب ما سمته “تعاظم الخطر الإيراني”، مضيفة أن الرياض تعتقد بأن تعزيز تحالفها مع “تل أبيب” يتبلور في اعتقادها بأن الكيان “الإسرائيلي” بات الحليف الوحيد الذي يمكن من خلاله مواجهة “الأعداء المشتركين”، وذلك “بسبب تراجع دور الولايات المتحدة وتوجه الإدارات الأميركية المتعاقبة لتجنب التورط في صراعات المنطقة الدامية” بحسب الدراسة العبرية. الدراسة لفتت إلى أن آل سعود معنيون ليس فقط بالاستفادة من القدرات الاستخبارية والاستراتيجية لتل أبيب، بل يراهنون على التقنيات المتقدمة التي تنتجها في تحسين قدرة الرياض على تحقيق رؤية ابن سلمان 2030 الاقتصادية، مستدركة الإشارة إلى أن التحالف والتطبيع مع “السعودية” ينطويان على فرص استراتيجية هائلة لـ”تل أبيب” أيضاً. ورأى المعهد الاسرائيلي أن التطبيع الذي تنتهجه الرياض سيفتح المجال ويشجع دولا عربية أخرى على التعاون مع “تل أبيب”، وفق ادعاء الدراسة، مستدركة القول أن “إسرائيل بإمكانها أن تعتمد على السعودية في احتواء تفجر بعض الأحداث الحساسة، لا سيما في كل ما يتعلق بردة الفعل الفلسطينية على ما تقوم به إسرائيل في المسجد الأقصى”، مشيرة إلى أن السلطات السعودية تؤدي حالياً دوراً مهماً في ممارسة الضغوط على القيادة الفلسطينية لإرغامها على خفض سقف توقعاتها ومطالبها في أية تسوية “للصراع مع الكيان الصهيوني”، ودائماً بحسب الدراسة. إلى ذلك، لفتت الدراسة إلى أن الرياض لم تعد تؤيد حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة “بل تدعو لحل يكون مقبولاً لدى الفلسطينيين وإسرائيل”، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أن السلطات السعودية لم تعد تربط تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني بحل القضية الفلسطينية، بل “بحدوث انطلاقة في المفاوضات الهادفة لحل الصراع”، على حدّ توصيفها. الدراسة ذكّرت بما قاله محمد بن سلمان في اللقاء الذي جمعه بعدد من القادة اليهود الأميركيين خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، لا سيما اتهامه للقيادات الفلسطينية المتعاقبة “بإهدار فرص التوصل لتسوية للصراع وأنه آن الأوان أن يقبل القادة الفلسطينيون الاقتراحات التي تُعرض عليهم أو أن يتوقفوا عن إبداء التذمر”، وفق كلامه، مشيرة إلى أن توجيه ابن سلمان الانتقادات للفلسطينيين في وجود القيادات اليهودية “يُعد سابقة”، على اعتبار أن السعوديين كانوا يحرصون على توجيه الانتقادات سراً. وتكاد تجزم الدراسة أن القضية الفلسطينية “لم تكن في يوم من الأيام على رأس أولويات السلطات السعودية، لكنها ظلّت عنصراً يؤخذ بعين الاعتبار في كل ما يتعلق بتوجهات نظام الحكم لتعزيز علاقته بإسرائيل”، مشيرة إلى أن عائلة آل سعود تعي توجهات الغالبية العظمى من السعوديين وتحاول أن تُقنع السعوديين بادعاءاتها بأنها لا تريد “بيع الفلسطينيين من خلال دفع التطبيع مع كيان الاحتلال قدماً”، على حد تعبير الدراسة العبرية.