رمضان محطة التزويد الإيماني
عمران نت/ 18 مايو 2018م
بقلم / سعاد الشامي
كلنا ندرك بأن من صنع السيارات كان قد صنعها بغرض خدمة الناس كوسيلة لنقلهم وحاجاتهم إلى حيث يرغبون.
وعندما قام بصناعتها خصص فيها مكان يتم تعبئته بمادة البنزين والتي هي الوقود المحرك لها و بناءا على ذلك كان وجود محطات مخصصة لتتزود منها السيارات بمايجعلها مؤهلة للقيام بمهمتها الأساسية وهي النقل بالاضافة الى مراكز الصيانة الدورية المعتمدة .
ونحن البشر كذلك فعندما خلقنا الله للقيام بمهمتنا الأساسية وهي عبادته لم يتركنا هكذا سدى دون أن يجعل لنا محطات في مشوار حياتنا نتزود منها الطاقة الإيمانية التي تؤهلنا لعبادته على الوجه الذي يرضاه هو منا وكذلك مراكز لصيانة الأرواح والقلوب وبصورة دورية ورعاية الهيه .
شهر رمضان هو أهم هذه المراكز و المحطات المقدسة التي يمن الله بها علينا رحمة وإدراكا منه بأن تراكم الذنوب والأثام المكتسبة بمرور الأيام قد تضعف وتوهن العباد عن مواصلة عبادة رب العباد فمنحنا هذه الفرصة الذهبية في كل عام لتنقى قلوبنا من شوائب الذنوب وتزود أرواحنا بوقود التقوى والبصيرة والإستقامة والإحسان والصبر والإيثار وكل مامن شأنه الارتباط مع الله والوصول إلى الغاية.
فواسفاه من شهر أنزل فيه القرآن لم نكن فيه حملة للقرآن ولم نتزود منه الوعي إلايماني والبصيرة المحضة ولم نجسد آياته سلوكيات وأخلاقيات ومبادئ تطبق عمليا على أرض الواقع!
ويا آسفاه من شهر الرحمة والإحسان أن تمر ساعاته وأيامه بلابذل ولاعطاء ولم نتزود منها قواعد وأساسيات الإهتمام في ملامسة هموم ومعانات وأحتياجات الآخرين!
وياآسفاه من شهر الدعاء والالتجاء والقرب من الله ونحن نتقرب فيه إلى شاشات التلفاز والتلفونات واللابتوبات والإيبادات!
وياآسفاه من شهر المغفرة أن مر ولم تمر معه ذنوبنا ولم نتزود منه وسائل الحصانة و مرتكزات الوقاية وطرق الحماية من هفوات الرغبات وغرائز الشهوات!
وياآسفاه من شهر الصبر إن لم نتزود منه معاني القوة والثبات التي تجعلنا نواجه عواصف الصعوبات والتحديات !
وياآسفاه في شهر الفضيلة أن لم نتزود منه منهجية الوفاء ولم نقدر التضحيات الجسيمة ونتجاهل أن نعطي أسر الشهداء أولويات إهتمامنا ونسند المجاهدين والمرابطين في جبهات العزة والكرامة بجزيل عطائنا وكثير دعائنا!
وياآسفاه أن نحظى بالوصول إلى المحطة الرمضانية ولكن نتخاذل ونتكاسل ونسهو حتى يفوتنا قطار الإيمان فلا نستحق مكأفاة العتق من النيران!