“السعودية” تواصل اضطّهادها للمقيمين اليمنييّن وتطرد 17 ألف من أراضيها
عمران نت/ 11 مايو 2018م
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على العدوان الذي تشنّه “السعودية” ضد اليمن، من دون تحقيق أي تقدم عسكريّ أو سياسي يذكر، بدا أن النظام السعودي يستهدف المواطن اليمني أينما كان حتى أولئك المقيمين على الأراضي السعودية، إذ يرغمهم على العودة إلى بلادهم حيث تستعرُ شرارة العدوان ليجري قتلهم بسلاح الجو السعودي الذي لا ينجو من سطوته أحد. 17 ألف مهاجر يمني وجدوا أنفسهم خارج “السعودية” بذريعة عدم دفع ما يترتب عليهم من غرامات مالية ورسوم، وفقاً لإحصاءات المنظمة الدولية للهجرة، التي عبّرت عن خشيتها من ترحيل 700 ألف يمني آخرون إلى بلادهم على الرغم من ظروف الحرب القاسية، هذا وأكّد مدير العمليات والطوارئ في المنظمة محمد عبديكر، لوكالة رويترز إن 17 ألف يمني أُعيدوا إلى بلادهم بسبب عدم امتلاكهم وثائق إقامة قانونية في “السعودية”. المنظّمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتّحدة توجّهت للنظام السعودي بالقول: “لا يمكنك إعادة الناس إلى بلد مثل اليمن، لا سيما وأنت تقصفه بنفسك”، متسائلةً: “هل هناك طريقة يستطيع من خلالها السعوديون استثناء اليمنيين حتى يصبح لديهم بلد يمكنهم العودة إليه؟” وتطرقت إلى أوضاع المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين المحتجزين في صنعاء، موضحة أن “إعادتهم لأوطانهم ليست هي المشكلة، المشكلة هي في حمل التحالف والسعودية على منحنا ضمانات بعدم التعرض لحافلات المنظمة أثناء السفر من صنعاء إلى الحديدة”. واعتبر متابعون للسياسة السعودية أن كل أشكال التمييز والتضييق الذي تمارسه السلطات ضد العمال والمقيمين اليمنيين على أراضيها تنعكس نتائجه على الواقع اليمني إيجابياً بحيث يلتئم النسيج الشعبي ليشكل جبهة موحّدة تنضوي في ظلال أنصار الله ضد “السعودية”، بعد أن لاذ مئات الآلاف من اليمنيين بالنظام السعودي، عاد اليوم لينزع النقاب ويثبت أن اليمنيين جميعهم على حد سواء هم أهداف له. وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد عبّر عن قلقه إزاء ترحيل الآلاف اليمنيين المقيمين على أراضيها. وقال المرصد في بيان له إن على الرياض الأخذ بالإعتبار تدهور الأوضاع الإنسانية التي خلفتها الحرب في اليمن حيث تعد “السعودية” طرفاً رئيسياً بها، موضحاً أن اليمنيين هم لاجئين في “السعودية” وبالتالي يندرجون تحت قاعدة اللجوء وعدم الطرد، وأضاف أنه تلقى إفادات من يمنيين قالوا إن حملة “وطن بلا مخالـف” التي أطلقتها “السعودية”، أدت لاعتقال عشرات اليمنيين الذين نـقلوا قسرا إلى معسكرات التجنيد للقتال في الجبهات نيابة عن الجيش السعودي. ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان السلطات السعودية إلى الالتزام بإتفاقية عام 1951 الخاصة باللاجئين، مطالباً الرياض بوقف الممارسات المجحـفة في حق اليمنيين، خصوصاً عمليات الطرد والترحيل والإعتقال وتشن قوات تحالف العدوان بقيادة “السعودية” عدواناً على اليمن منذ عام 2015 بدعم أمريكي وأوروبي، إذ تستخدم الأسلحة المحرّمة دولياً لتستهدف مئات المدنيين بشكل يومي، وتنتهك القيم الإنسانية والحقوقية التي تكفلها القوانين الدولية بتجنّب التعرّض للمدنيين العزّل، فيما يحافظ الشعب اليمني على صموده ويترسّخ لديه يوماً بعد يوم أحقيّة استرجاع كافة أراضيه وتحريرها من سطوة المحتل السعودي والإماراتي.