لك الله يا سميح ؟
عمران نت/ 28 إبريل 2018م
بقلم / زيد البعوة
مشهد تبكي لهوله الأحجار الصماء..
جريمة عرس بني قيس بحجة ليست بأقل فداحة من اغتيال الشهيد الرئيس الصماد والمشاهد التي نشرتها وسائل الاعلام للطفل اليمني سميح كفيلة بأن تثير مشاعر كل انسان مهما كان توجهه وانتمائه..
طفل يمني يطلب من والده ان يرجع بعد ان صار جثة هامدة بسبب غارات طيران العدوان..
لسان حال هذا الطفل والدموع تنهمر من عينيه الصغيرتان ابي ارجع لقد كنا قبل لحظات نضحك سوياً ونحتفل بعرس جارنا ابي ما الذي حصل لماذا فعلوا بك هكذا هل ارتكبت جرماً حين حضرت العرس؟..
ينادي الطفل سميح بكل حرقة رغم ان قلبه الصغير لا يتحمل بشاعة الجريمة يقبل اباه ويحتضنه ويرفض ان يفارقه فحضن والده الذي كان يُشعره بالحنان والعطف صار دماً مسفوحا ولحماً مقطعاً وعظاماً مهشم…
يطلب منه المسعفون ان يبتعد لكنه يرفض ويقول لالا بأرفع صوت وينكب على والده الممدد في مسرح الجريمة يلثم ثغره ويبعد التراب والبارود عن خديه وعن جبينه وينتظر المستحيل..
ينتظر الطفل الصغير ان يسمع حشرجة صوت والده الذي الفه وتعود عليه منذ ولادته ولكن هيهات لقد حالت قنابل الأمريكان والصهاينة وال سعود بينه وبين ما يريد لقد اختطفوا روح والده ظلماً وعدوانا..
من قساوة المشهد تكاد السماوات ان تتفطر ومن بشاعة الجريمة تكاد الملائكة ان تقول ما قالته سابقاً قبل خلق الإنسان أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء لكنها تراجع نفسها وتقول سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا..
في حلكة الليل المظلمة وقبل طلوع الفجر كان العرس على وشك ان يكتمل وكادت الفرحة ان تتم وبين لحظة ولحظة تغير كل شيء تحول الفرح الى حزن والضحك الى بكاء والماء الى دموع ..
استمر الطفل سميح يناجي والده من منتصف الليل حتى طلوع الفجر لم يرضى ان يتزحزح او يبتعد عنه رغم خطورة الموقف ورغم ضرورة ذهابه الى المستشفى ليداوي جراحه ولكنه كان يبحث عن روح الحياة في جسد والده لعل وعسى وعاد معه الى المنزل ولكن هيهات لقد انتهى كل شيء..
تحول مكان العرس الى اشلاء مبعثرة و دماء مسفوكة وعظام مكسرة تبدلت الزغاريد الى عويل وتحول الزفاف الى عزاء ..
ليس بالضرورة ان نبحث عن اسباب ما حصل فليست هذه المرة الأولى التي يستهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي عرساً يمنياً فقد فعلها اكثر من مره وفي اكثر من محافظة يمنية..
اعلم انه لن يواسي هذا الطفل اي شيء في هذه الحياة الا ان يرى الأمين العام للأمم المتحدة مصلوباً ويرى سلمان مشنوقاً ويرى ترامب مقطعاً الى اوصال ويرى نتنياهو وقد اكلت النار عظامة ولحمه ومن حقه ان يرى ذلك ومحكمة عدل الله ستنفذ هذا الحكم عاجلاً ام اجلاً..
ذهب والد سميح وبقيت المظلومية شاهداً حياً ووصمة عار في جبين من ارتكبها
عظم الله لنا ولك الأجر ايها الطفل الصغير والهمك واهلك الصبر وانا لله وانا اليه راجعون ولعنة الله على الظالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.