أسطورة الصماد
عمران نت/ 28 إبريل 2018م
بقلم / أمة الملك الخاشب
برغم عدم امتلاكه خبرة سياسية كافية لإدارة بلد دخل المعترك الملتهب !!
كيف استطاع الرئيس الصماد أن يجمع بين يديه خيوط لعبة السياسة في معترك حرب عالمية لـ 18 دولة عظمى عسكرياً ومالياً على اليمن ؟!
وكيف عرف قواعد هذه اللعبة وإدارتها بكفاءة نادرة على المستويين المحلي والعدواني في هذا الظرف العصيب والحساس ؟! هذا الأمر جعله صاحب رقم صعب محسوبٍ له ألف حساب في مخيلة العدوان كما أنه الرجل الثاني المطلوب رأسه بعشرين مليون دولار !!
هكذا تأتي التساؤلات بينما الإجابات ترجمها الراحل الشهيد في الواقع العملي !!
إنه قائد أسطوري أذهل وأرعب الإستكبار وأدواته المنبطحة !!
رحل الرئيس الصماد .. نعم هذه حقيقة لكنه لم يرحل جباناً خوَّافاً بل شجاعاً جسوراً وهو يؤدي دور البطولة في مسلسل الدفاع عن حياض هذا الوطن وكرامته !!
نعم .. غادر الرئيس الحياة لكنه لم يغادرها من فندق أو منتجع أو شاليه أو حتى كان يمضي عطلته الأسبوعية بين أولاده ومع أسرته في بني معاذ , وإنما كان يطوف الجبهات ويقود حملة الحشد والتعبئة للإستنفار والنفير وإظهار القوة في مسيرة البنادق التي دعا إليها بالحديدة !!
نعم .. رحل الرئيس البطل عن واقعنا وغاب عن أعيننا فقط بينما يحتل مكانة مرموقة في قلوبنا !! وحين رحل رحل شهيداً محتزماً سلاحه وفي يده البندقية !!
نعم .. رحل القائد الشجاع المغوار بعد أن حفر ذكراه في ذاكرة اليمنيين ووجداناتهم على اختلاف مشاربهم اللهم إلا من كانوا موبوئين استوطن المرض قلوبهم واستفحلت الأحقاد والضغائن في نفوسهم !!
نعم .. رحل الصالح الصامد بفجيعة شبيهة بفجيعة الرئيس الشهيد الحمدي حيث المقارنة كبيرة رغم اختلاف الواقع والظروف المحيطة بكلٍ منهما !!
رحل الرئيس صالح الصماد بعد أن أسَرَ القلوب حباً وملأ النفوس إعجاباً بحنكته وسياسته وإدارته وقوة شخصيته !!
رحل الرئيس الذي تحدى العالم وقاوم استكباره وطاغوته على مدى ثلاث سنوات بعملية غادرة لطائرات الشر الأمريكية الصهيونية !!
رحل الرئيس الشهيد ليكشف أشياء جديدة من الزيف والخساسة والقبح والإنحطاط والإنتكاس المحلي والدولي !!
رحل القائد لا لم يرحل فالقائد حي !!
حي بسلوكه ونظافته ونزاهته وجديته وعمله وتأريخه ونضاله وبذله وقيادته وشجاعته وقدرته وبكل المآثر التي صنعها في عامين من القيادة فقط !!
رحل الرئيس الصماد حراً عزيزاً كريماً كما عاش مجاهداً مخلصاً تثني عليه الكلمات وتتذكر محاسنه القلوب وتلاحق القتلة اللعنات في الدنيا والآخرة .
نم سيدي قرير العين فهنيئاً لك العقبى (( والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون )) .
سيكون صباح الغد تأريخياً واليمنيون يشيعون رئيسهم في ميدان السبعين .
راجي عفو مولاه / الحسين بن أحمد السراجي شفاه الله .
الجمعة 11 شعبان 1439هـ الموافق 27 أبريل 2018م .