وداعا فخامة الرئيس الشهيد
عمرات نت/ 27 إبريل 2018م
محمد صالح النعيمي
جمعتنا بالشهيد الرئيس صالح الصماد امال واحلام شعبنا اليمني في نضالاته الدؤوبة والمستمرة لتحقيق أهدافه التحررية من التبعية للوصاية والهيمنة السعودية الأمريكية.
التقيت به في عام ( 2010 م ) في صعدة في اطار عمل اللجنة المشتركة بين انصار الله واحزاب اللقاء المشترك وهذا اللقاء كان البوابة لمعرفتي بالشهيد وتجسدت وتعمقت هذه المعرفة في اطار عملنا في المجلس السياسي الاعلى، حين ترأس الشهيد المجلس منذ تشكيله وكان من المفترض حسب الاتفاق واللائحة الداخلية للمجلس ان يتم التدوير كل اربعة اشهر ولكن فاعلية الفقيد والقيم التي يحملها وظروف المرحلة فرضت أن يظل رئيسا للمجلس حتى استشهاده.
كان رجلا قرآنيا بامتياز حافظا له ومستوعبا له في سلوكه وثقافته ومستحضرا السنن وقوانينها الربانية والتاريخية في الصراع بين الحق والباطل انتصارا وهزائم، وما تمثله صياغة أحداثها ونتائجها في تلك الأزمان والامم التي ذكرها القرآن الكريم، وما يجب علينا عند اتباع تلك السنن وقوانينها نصا ومضمونا والمدلول لمنهج القيم القرآنية التي يجب الاهتداء والاقتداء بها المحققة استخلاف الانسان في الارض ليقيم الحق والعدل واعمار الأرض ..
كان يمثل نموذجا للعالم الفاضل المجتهد والقائد المحنك، يربط الاحداث التاريخية في الواقع مع القرآن، والدروس التي تضمنها في صراع أهل الحق مع قوى العدوان والاستكبار في الاض، في منهجية متميزة صبغت مقاربته لواقع الاحداث ووقائعها وفق سياق الاستنطاق لتاريخ الأمة وحاضرها، واستنتاج الشروط المحققة للنصر على الأعداء مستقبلا.
كان يؤمن بان المرتكز للحل السياسي للصراع القائم يكمن في الشراكة الوطنية والتوافق، ويدرك اهمية التصالح والتسامح بين ابناء الوطن ، وأن ذلك لن يتحقق مادامت بعض الاطراف مرتهنة للسعودية وللمشروع الامريكي، وما دامت بعض الأطراف تسعى وراء حلول سياسية مفصلة على مقاسات أحزابها والمصالح الذاتية لقياداتها.
ان التفكير الصبياني لمخططي ومقرري العدوان على اليمن واليمنيين يجهلون أبجديات قراءة التاريخ وأهمية دروسه في وعي الشعوب، الذي جعل اليمن حصينة ومنيعة، مهما كانت التحديات والتضحيات المرتبطة بعزتها وكرامتها وسيادتها .
نعم لم يستوعبوا ذلك، وبالتالي فهم لا يستوعبون تداعيات قرار اغتيال الشهيد الرئيس صالح الصماد، ونتائج قرار جريمتهم وجرائمهم البشعة التي ارتكبت في حق الشعب اليمني على الضد من كل القيم والقوانين والمواثيق والمعاهدات والاتفاقات الدولية .
ان اجمالي ضحايا العدوان قد بلغ عشرات الالاف، فكم يريدوا من الدماء لتشبع غرائزهم، المتعطشة للقتل والتدمير والإمعان في استهداف الاطفال والنساء والشيوخ والمدنيين؟
وإذ لا جواب مقنع، فعلى الشعب اليمني وقياداته السياسية والعسكرية ان يعيدوا حساباتهم بما يتناسب مع نفسيات أولئك المتجبرين المغامرين. ولنستعد كشعب وكقوى وطنية لمرحلة عنوانها أن ما بعد استشهاد الرئيس صالح الصماد لن تكون كما قبله، وعلى الباغي تدور الدوائر.
إنها مرحلة لن يكون فيها السلام متأتيا إلا بعد أن يثور شعبنا وينتقم من العدوان ومرتزقته للدماء الزكية وآخرها دم الرئيس الشهيد، وأن يدفع تحالف العدوان ثمن مغامرته في اليمن، وانتهاك الأرض والعرض، واستباحة الدماء والممتلكات.
وهنا نقول للمرتزقة عودوا إلى رشدكم وتوقفواعن غيكم وعمالتكم للعدوان الذي لن يزيدوكم الا رخصا وذلا ومهانة، نقولها أن الفرصة لا تزال مواتية رغم عمالتكم وخيانتكم ، ولكن لا تظنوا أن الفرصة ستظل مفتوحة إلى ما لا نهاية، فمع تماديكم في الجرائم، تضيق فرصة السلام والتسامح، ولا شك أنكم أول الخاسرين باغتيال شخصية وطنية كانت مفتاحا للسلام والحل السياسي.
سلام عليك فخامة الرئيس الشهيد، ولا نامت أعين الجبناء والمعتدين
محمد صالح النعيمي
عضوالمجلس السياسي الاعلى