السعودية .. وزحزحة الجبال عن مواضعها واعادة نصبها!!
عمران نت/ 14 إبريل 2018م
بقلم / عبدالله سلام الحكيمي
ان المتابع لمسارات سياسات المملكة العربية السعودية ونتائجها وخاصة خلال العقد الاخير من الزمن ، يتراءى له ان شأنها كشأن رجل فاحش الثراء كان وجيها في قومه وذو سطوة عليهم سيطرت على ذهنه فجأة فكرة غريبة وتملكت كل احاسيسه ومشاعره وهي فكرة زحزحة الجبال المحيطة به وبارضه عن اماكنها واعادة موضعتها ونصبها في اماكن اخرى وفقا لرؤيته ومخططه، فراح يجوب انحاء الارض لاستجلاب وحشد اعداد هائلة من القوى العاملة واقناع كبارها وقادتها بالفكرة ،وشراء الآلات والمعدات باحدث التكنولوجيات المتاحة منفقا اموالا طائلة ومتزايدة يوما بعد يوم في سبيل وضع فكرته موضع التنفيذ ،ورغم ان وجهاء اصقاع الارض وكبرائها قد ادركوا فورا استحالة تنفيذ فكرته عقلا ومنطقا لكنهم اهتبلوها فرصة مربحة فجاروه في فكرته ولبوا طلباته طمعا في ثروته الطائلة ، وظل ذلك الثري للغاية يحشد كل مااستطاع حشده من الرجال الاقوياء الاشداء كل انواع المعدات والالات والعتاد والخبرات وينفق الاموال في كل اتجاه لتنفيذ مشروعه الخيالي حتى نفدت ثروته او كادت فاطلق موظفا مكانته وسمعته الكاسحة ونفوذه لجمع الاموال من كل اصحاب الاموال والثراء على امتداد العالم وتدهورت احوال ومعيشة قومه واهله واثقل كاهلة بالجبايات والضرائب والمكوس ،وعنت للدائنين ،وهم كثر للبدء في مطالبة الرجل الثري بسداد ديونهم ،مع علمهم انه لم يعد في وضع يمكنه من سدادها ،او حتى بعضها ،فاستمهلهم فامهلوه ،وتراكمت عليه فوائد الديون كثيرا ،فزادت ضغوط الدائنين وتصاعدت ،وحاول اقناعهم بانه اصبح مفلسا تماما لكنه يستطيع ان يؤكد لهم يقينا بان تنفيذ مشروعه الطموح بزحزحة الجبال عن اماكنها واعادة بصبها في اماكن اخرى سيدر اموالا لاحصر لها وسيستوفون ديونهم كاملة مع الفوائد ومكافآات مجزية لقاء صبرهم ،لكنهم فرضوا عليه وضع كل ممتلكاته وممتلكات قومه واراضي وثروات بلده مما ظهر منها ومابطن رهنا لديهم وتحت ادارتهم وتصرفهم الى حين تسديد كل ماعليه لهم ولم يكن امامه من خيار آخر سوى الانصياع الكامل لمطلبهم ،وفي هذه الاثناء ثارت عليه القوى العاملة الهائلة التي استقدمها من كل اصقاع الارض مطالبة باجورها وحقوقها وسيطرت على بلاده واستعبدت قومه الذين بدأوا بالثورة عليه لكن الوقت كان متاخرا جدا عليهم واستطاعت القوى العاملة الاجنية التي يفوق عددها اضعافا كثيرة عن عدد قوم الثري،وفجأة اختفى الرجل فاحش الثراء عن الانظار ولم يجدوا له اي اثر ابدا..
فلا زحزح الجبال عن اماكنها
ولا حفظ ثروته الطائلة وثروات بلده
ولا صان قومه وديارهم ووطنهم
وبقيت الافكار المجنونة شاهدا للتاريخ عن قدرتها على خراب ودمار كل شئ جميل ورائع ومقدس لمن يريد العبرة والاتعاض!!