الجنوب 3 أعوام من الموت !!
عمران نت/ 07 إبريل 2018م
طلال سفيان
معتقلات سرية
18 معتقلاً سرياً للإمارات في المحافظات الجنوبية، وبالأخص معتقل (بئر أحمد) في عدن ومعتقل مطار الريان بالمكلا، يجري داخلهما عمليات تعذيب ينفذها ضباط إماراتيون وأمريكيون؛ حسب تقرير لوكالة (اسوشيتد برس) في يونيو 2017.
صراع الإخوة الأعداء
منذ دخول تحالف العدوان إلى مدينة عدن في يوليو 2015, لم تذق المدينة طعم الراحة، فمع كل يوم جديد تشرق المدينة على روائح الدم والبارود، وتغرب على حلقات الصراع بين الفصائل المسلحة التابعة لدول العدوان.
ـ في 8 مارس الجاري, أكد اتحاد الأدباء بعدن أنه وعلى مدى ثلاث سنوات, شهدت عدن مقتل أكثر من 1250 مواطناً وضابطاً وجندياً واستشهد 22 إمام وخطيب مسجد و45 عملية تفجير وتفخيخ، و100 عملية سطو مسلح، ناهيك عن الحرائق والاختطافات وانتشار المظاهر المسلحة وغيرها.
ـ في 11 مايو 2017 أعلن في عدن، عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم إماراتي, ويدشن ما يعرف بقوات النخبة في كل محافظة من محافظات الجنوب.
• وفي 14 يناير 2018، دشنت القوات الإماراتية معسكر اللواء 31 مدرع بمنطقة بئر أحمد بعدن لصالح طارق محمد عبدالله صالح ومرتزقته وجهزتهم كقوى عسكرية بهدف السيطرة على المحافظات الجنوبية.
ـ 21 يناير 2018 أعلن المجلس الانتقالي حالة الطوارئ في عدن لإسقاط حكومة الفار هادي.
ـ وفي الـ28 من يناير 2018 شهدت عدن معارك ضارية خلفت العشرات من القتلى بين قوات الحماية الرئاسية التابعة لحكومة العميل هادي وحزب الإصلاح وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الانفصالي المدعوم من الإمارات, وتوقفت المعارك بعد ثلاثة أيام بعد سيطرة الفصيل الأخير على معسكرات ومقرات الحكومة العميلة في عدن.
حضرموت.. منارة تحت فوهة المدفع
ـ 24 أبريل 2016، قوات عسكرية إماراتية تدخل مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بدعم وإسناد من المارينز الأمريكي والجيش الأردني ومجندين تم تدريبهم وتسليحهم بدعم إماراتي، وتسيطر، بعد انسحاب مسلحي تنظيم القاعدة الذين كانوا مسيطرين على المدينة منذ أبريل 2015، على ميناء المكلا ومطار الريان الذي اتخذته مقراً وقاعدة عسكرية لها وأنشأت داخله مراكز لاعتقال المئات من المدنيين المعارضين لمشروعها.
• 15 فبراير 2018 في إطار تعزيز نفوذها في المحافظة, قوات إماراتية وقوات ما تعرف بالنخبة الحضرمية تدخل وادي المسيني وتسيطر على مداخله المؤدية للساحل، بزعم تحريره من تنظيم القاعدة الإرهابي.
• 2 مارس 2018 مسلحون يغتالون الحبيب عيدروس بن سميط، إمام مسجد المحضار، وهو على سجادته في منزله بمدينة تريم.
ويعد اغتيال بن سميط، تطور خطير تشهده المدينة التي عرف عن أهلها التمسّك بنهج الوسطية والاعتدال، ورفض مظاهر الغلو والتطرّف في الدين.
وتشهد مدن وادي حضرموت منذ العدوان على اليمن وما تلاه من سيطرة الإمارات على حضرموت, حوادث قتل متكررة تسجل ضد مجهول في ظل انتشار النقاط الأمنية لقوات النخبة الحضرمية التابعة للإمارات.
ترحيل وإرهاب بزي عسكري
تعيش مدينة عدن حالة صدمة، ومعها يعيش الوسط الثقافي والسياسي حالة من الخوف والتوجس. لم تعد عدن تحمل على كاهلها مبادئ التعايش المدني. سحل واغتيالات وتفجيرات واعتقالات ونصب مشانق… وفصل الذكور عن الإناث في الجامعات.
• 4 مارس 2016 إرهابيون يقتحمون دار العجزة والمسنين في مديرية الشيخ عثمان بعدن ويقتلون 17 شخصاً، منهم 11 نزيلاً وامرأتان تعملان في الدار، إضافة إلى أربع ممرضات هنديات.
• في24 أبريل 2016 قتل التكفيريون الشاب (عمر باطويل) بسبب آرائه الجريئة ضدهم. قبل أيام من اغتياله كتب هذا الشاب اليافع ذو الـ18 ربيعاً: “الوطن الذي يقيّدك ويسلب حريّتك ليس وطناً، وإنما سجن”. وهذه المرّة لم يسلبوا حرّيته فقط، بل ذهبوا إلى سلب حياته.
• 15 مايو 2017 مسلحون متطرفون يغتالون الناشط الثقافي أمجد عبدالرحمن (23 سنة) داخل مقهى نت بتهمة الإلحاد.
• وفي نهار الجمعة 3 يونيو 2017 قتل محمد خير عثمان (17 سنة)، أثناء تواجده في الصالة الرياضية، بمديرية البريقة، برصاص مسلح متطرف، بتهمة الإلحاد.
• 27 نوفمبر 2017 تنظيم داعش في مدينة عدن يتبنى عملية اغتيال الشاب خلدون محمد المداح في مديرية المنصورة, وأيضاً هذه المرة بتهمة الإلحاد.
• 7 مايو 2016 رحَّلت قوات الأمن في عدن والمعينة من قبل سلطات الاحتلال والبترودولار المئات من أبناء المحافظات الشمالية، في ملامح واضحة لمشروع يهدف إلى خلق حالة من النفور العام وتحفيز ذلك الشعور بالعداء بين الشمال والجنوب وفك الارتباط بين سكان الأرض الواحدة.
• 13 أكتوبر 2017 قوات إماراتية تعتقل العديد من نشطاء الحراك بعد تمزيقهم لصور العميل هادي وسلمان السعودي وبن زايد من فوق جدران ساحة العروض عشية الاحتفال بالعيد الـ53 لثورة 14 أكتوبر.
بوابة الدموع.. والأرخبيل المفقود
ـ في 4 أكتوبر 2015, قوات تحالف العدوان تدخل جزيرة ميون الاستراتيجية في اليمن، والتي تقع على مضيق باب المندب.
وفي 8 يوليو 2017 بدأت الإمارات مع الولايات المتحدة وإسرائيل إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون.
وتعتبر جزيرة ميون أهم جزيرة استراتيجية يمنية, ويبلغ تعداد سكانها 221 نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2004. وتكمن أهميتها للملاحة الدولية في أن 45% أو أكثر من نفط العالم يمر عبر هذا الممر المائي.
ـ على طريقة البسط والتجريف الذي تقوم به قوى العدوان على الموانئ ومنابع النفط والغاز وطرق الملاحة الدولية والجزر اليمنية، احتلت دويلة الإمارات جزيرة سقطرى عنوة واعتبرتها مكافأة إضافية من حقها.
وشرعت الإمارات في إيجاد وتكريس نفوذ لها في محافظة أرخبيل سقطرى، تحت لافتة العمل الخيري، مستغلة إعصاري “تشابالا” و”ميغ” اللذين ضربا الجزيرة في نوفمبر 2015, وأحدثا دماراً هائلاً في بنيتها التحتية.
وعززت الإمارات سلطاتها على جزيرة (سقطرى) اليمنية المصنفة على قوائم التراث العالمي، إلى درجة أنها باتت توصف من قبل المتابعين بكونها (مستعمرة إماراتية).
ولم يعد بإمكان أي مواطن يمني أو سائح خارجي دخول الجزيرة دون السماح له من قبل السلطات الاماراتية الحاكمة هناك. وفور وصولك للجزيرة تستقبلك رسالة تابعة لشركة الاتصالات الإماراتية: (أهلاً بك في الإمارات)!
ويعتبر النظام الاماراتي جزيرة سقطرى والأرخبيل التابع لها، والتي حازت صفة أجمل جزر العالم عام 2010 وأكثرها غرابة، وهي أكبر الجزر العربية، وتحظى بموقع استراتيجي وثروات كبيرة، أرضاً إماراتية خارج حدوده، يحكمها ويديرها ويستثمر فيها، ويتحكم بالمطار والميناء اللذين يربطان سكان الجزيرة بالعالم، وينشئ فيها القواعد العسكرية.
وتدير السلطات الإماراتية الجزيرة، وتقوم بتجريف الأراضي الزراعية لبناء قصور ومتنزهات لشيوخ أبوظبي في الجزيرة الاستراتيجية. ويعتبر (أبو مبارك)، أحد الشخصيات الاماراتية، هو الحاكم الفعلي لسقطرى، وتدير عناصر استخباراتية إماراتية عملية المساعدات المقدمة لأبناء الجزيرة وشراء ذمم الوجاهات الاجتماعية والأراضي الشاسعة.
وفي جزر الأرخبيل السقطري الـ13 قامت الإمارات بإنشاء قواعد عسكرية ومناطق تدريبية كبيرة لقواتها، إلى جانب تدريب قرابة 1000 من المواطنين السقطريين في الجزيرة. وأنشأت الإمارات في مارس 2017 شركة اتصالات، ومنعت أي محاولة للاستثمار في الجزيرة.
وكشفت تقارير إعلامية عن استيلاء الإمارات على مواقع ومساحات ساحلية في جزيرة سقطرى اليمنية، وتهريب عناصر بيئية حيوية من داخل الجزيرة ذات التنوع الطبيعي الفريد، على متن حاويات إلى أبوظبي. واعترفت وسائل إعلام إماراتية، في وقت سابق، بنقل أشجار وحيوانات نادرة من جزيرة سقطرى إلى دبي وأبو ظبي.
بالتزامن مع إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة داخل الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 3796 كيلومتراً مربعاً وتعد من أكبر الجزر العربية, تواصل الإمارات تشييد المباني الخاصة في سواحل جزيرة سقطرى، بعد إحكام سيطرتها عليها، حيث قامت مؤخراً بجرف أحد المواقع الأثرية يعد معلماً ومأثراً رئيسياً في دحر الاستعمار البرتغالي من الجزيرة، بهدف بناء قصر للشيخ منصور بن زايد آل نهيان.
وفي ظرف العدوان الموسوم بعلامات عملائهم في تنفيذ الأطماع الأمريكية تجاه جزيرة سقطرى, جرى اتفاق برعاية أمريكية في 10 فبراير 2016, بين الإمارات والعميل هادي، لتأجير جزيرة سقطرى الاستراتيجية لـ أبوظبي لمدة 99 سنة.
منع وتجويع وحصار
2 فبراير 2018، تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، يحتجز سفينة الحاويات «ميركوري» في ميناء عدن، والتي تحمل أموالاً مقدرة بـ 170 مليار ريال يمني، هي مرتبات الموظفين.
وفي 24 فبراير 2018، القيادة الاماراتية تبلغ كافة الشركات التجارية في عدن بأنه لن يسمح باستيراد السيارات بكافة أشكالها عبر ميناء عدن. وشملت قائمة المنع ألواح الطاقة الشمسية والبطاريات والدراجات النارية وقطع غيارها وقائمة طويلة من المواد التجارية، منها أجهزة تقوية شبكات الاتصالات المحلية وغيرها.
وتسيطر القوات الاماراتية على موانئ عدن وشبوة والمكلا، وتتدخل في العمل الإداري للميناء، وتقوم بمنع رسو بعض السفن في الميناء وتوجيه بعضها إلى موانئ أخرى كميناء دبي.
يوميات الموت
في مدينة عدن، ومنذ وقوعها تحت قبضة العدوان السعودي الإماراتي وسيطرة وانتشار التنظيمات الإرهابية, شهدت المدينة العديد من الاغتيالات والهجمات المسلحة، كما شهدت معسكرات التجنيد فيها والخاصة بمرتزقة المحافظات الجنوبية العديد من العمليات الانتحارية التي أودت بحياة المئات منهم.
• 6 أكتوبر 2015، تنظيم داعش يتبنى تفجيرات استهدفت مقرات التحالف السعودي الإماراتي والحكومة اليمنية العميلة في عدن, والتفجيرات تخلف 15 قتيلا.
• 29 اغسطس 2016 داعش يتبنى عملية انتحارية عبر سيارة مفخخة اقتحمت مدرسة يتجمع فيها مجندون في مديرية المنصورة وتخلف 64 قتيلاً وعشرات الجرحى.
• 10 ديسمبر 2016 مقتل 35 وإصابة 50 مجنداً أمام معسكر الصولبان بعدن, أثناء تجمعهم للترقيم العسكري, وتنظيم داعش الإرهابي يتبنى العملية الانتحارية.
• 18 ديسمبر 2016 مقتل 52 مجنداً وإصابة العشرات في هجوم انتحاري استهدفهم خلال تجمعهم لاستلام رواتبهم في منطقة الصولبان بمحافظة عدن.
• 5 نوفمبر 2017، 17 قتيلا و27 جريحا، بينهم مدير مكتب البحث ومسؤولة العمليات بالبحث وضابط برتبة عقيد, حصيلة أربع عمليات انتحارية قام بها داعش الإرهابي داخل البحث الجنائي بمديرية خور مكسر.
• 24 فبراير 2018 مقتل ستة أشخاص (بينهم طفل وامرأة) وإصابة 53 أكثرهم من المواطنين المتواجدين على شاطئ جولد مور، إثر تفجير انتحاري مزدوج استهدف مبنى جهاز مكافحة الإرهاب التابع لقوات الاحتلال الإماراتية بمديرية التواهي بمدينة عدن.
ضربات موجعة
ما بين البحر والجو مروراً بالبر، تبقى الكلمة الفصل للميدان، لاسيّما البري منه، وهذا ما جعل العدوان الأمريكي السعودي يدور في حلقة مفرغة منذ 36 شهراً. إلا أن رفع السقف الميداني سواءً في الداخل السعودي، أو جبهة ما وراء الحدود، أو في الداخل اليمني بحراً وبرّاً وجواً، سمح للجيش اليمني واللجان الشعبية بفرض معادلات جديدة كانت بمثابة الحلم في السابق, الأمر الذي فرض على أمريكا وبريطانيا وعبيدهم معادلة ردعٍ جديدة جعلتهم يعيشون تحت رحمة اليد اليمنية الطولى.
30 يناير 2016 إطلاق صاروخ توشكا على قاعدة العند الجوية بلحج, ومقتل عشرات الغزاة والمرتزقة ومن بينهم قائد (بلاك ووتر) الجديد في اليمن، الكولونيل الأمريكي نيكولاس بطرس, وتدمير عتاد عسكري ضخم شمل طائرات أباتشي وأخرى من نوع تايفون وتجهيزات عسكرية أخرى.
5 مايو 2016 وصول طائرتي شحن عسكريتين أمريكيتين تقلان معدات وخبراء وجنود مارينز، إلى قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج. كما تواجدت السفن الحربية الأمريكية قبالة خليج عدن وسواحل مدينة المكلا, لتبدأ مع هذا التاريخ مرحلة احتلال اليانكي لقاعدة العند وتدشين الجيش واللجان لمعارك هي الأعنف تجاه هذا الاحتلال في طور الباحة وكرش اللتين تقعان ضمن محيط العند.
صحيفة لا