بيان ملتقى التصوف الإسلامي بشأن إغتيال الحبيب عيدروس بن سميط إمام مسجد المحضار بتريم
عمران نت / 3 مارس 2018م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مظهر دينه ،وناصر جنده ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث بالأمن والأمان ،وعلى أله وأوليائه في كل زمان.
وبعد :
فإننا في ملتقى التصوف الإسلامي لنعزي أمتنا الإسلامية بإستشهاد العارف بالله الحبيب العلامة / عيدروس بن عمر بن سميط إمام جامع المحضار بتريم ،والذي إغتالته صباح الأمس الجمعة جماعات الفكر الظلامي ،والتي لا تجيد إلا لغة الدم ولا تهوى إلا مناظر الخراب والدمار،وهو قائم بين يدي ربه يصلي صلاة الضحى .
حيث أبت تلكم القوى الإبليسية إلا أن تنغص فرحتنا باليوم الأزهر، الذي تجتمع فيه قلوب المحبين في شتى الاقطار في حلقات الحب والشوق للحبيب الأعظم صلى الله عليه واله سلم ، يبعثون إليه برسائل أشجانهم و لهفة أشواقهم ممزوجةً بتراتيل أنغامهم بالصلاة والسلام عليه .
ولكن كيف لتلك القلوب المتوحشة أن تتذوق وتدرك أسرار هذه المعاني السامية.
لقد كان الفقيد الشهيد شمساً من شموس آل البيت النبوي في حضرموت و الذين بهم هدى الله خلقه، ونشر دينه، وأعلى كلمته ، حيث كان منارةً من منارات العلم والتربية والدعوة إلى الله، بذل حياته لله وفي الله، عاش معلما زاهدا، ينشر القيم و الاخلاق ساعياً ومجاهدا .
وهكذا هي حياة الرجال، ممن باعوا لله أرواحهم.
أحبابنا الكرام :
لقد ظنت تلكم الجماعات التي فقدت إنسانيتها بأنها بمثل هذه الأفعال الشيطانية سوف تطفئ نور الله المشرق من هذه البلدة المباركة بصالحيها وأوليائها ، حيث غاب عنهم وعن الأيدي الدجالية المحركة لهم بأن أهل الله هم كالجبال ثباتاً ورسوخا ،ولن تخيفهم أو تثنيهم عن مواصلة السير في دربهم المبارك بإيصال أنوار هذا الدين إلى كافة العالمين بمثل هذه التصرفات الشيطانية ، فلقد تعرض حاملوا لواء هذا المنهج المبارك من آل باعلوي في مدينة تريم خصوصا والجنوب عموما لما هو أشد من قمعٍ وتنكيلٍ وتشريد خلال مرحلة الحكم الإشتراكي ، إرتقت فيه أرواح عدد من نجوم هذا المشرب المبارك إلى باريها شهداء يختلط في موازينهم دمهم الطاهر بمداد علومهم التي لا يبغون منها سوى رضا ربهم، وفي مقدمتهم الحبيب سالم بن حفيظ قدس الله سره ،حيث لم تنطفئ أنوار هذه المدرسة ، بل أعقب تلكم الفترة القاتمة عهد مشرق تملأ فيه اليوم أنوار هذه المدرسة العالم بأكمله، ومن ذا يستطيع أن يطفىئ نور الله ، فنور الله ظاهرٌ شاء من شاء وأبى من أبى ، والعاقبة للمتقين وإن حزب الله هم الغالبون.
أحبابنا الكرام :
ونحن إذ ندين ذلك العمل الجبان لندعوا الجميع إلى التكاتف وتوحيد الكلمة والمواقف للوقوف صفاً واحدا في وجه الإرهاب، الذي يريد أن يحيل المجتمعات الإسلامية إلى غابةٍ مظلمة تحيط بها الحرائق من كل جانب،وتلطخ الدماء جميع جهاتها .
والقضاء على إلإرهاب يتطلب منا العودة إلى المنبع الصافي لديننا الحنيف و الذي تعد مدرسة آل باعلوي أحد ينابيعه العذبه ، والذي تتجلى من خلال حاملي رايات هذه المدرسة معنى الإسلام الصحيح الذي جاء لينشر السلام بين الأنام، ويرتقي بالإنسان نحو كمال إنسانية .
وفي الختام نسأل الله أن يتغمد فقيدنا الشهيد بالرحمة والمغفرة وأن يعلي مقاماته ويرفع درجاته، وأن يلهمنا ويلهم قلوب أسرته ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان، وأن يجعل من دمائه الزكية سيوفاً تلاحق القتلة المجرمين وتجتث شجرتهم الخبيثة من بلاد اليمن ، وإنا لله وإنا إليه راجعون….
صادر عن ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن
بتاريخ الجمعة 14 جمادي الآخر 1439هجرية
الموافق2/3/2018م