الصمّاد متهمًا واشنطن بالتدخل المباشر في اليمن: المرحلة القادمة ستشهد زخماً بشرياً لم يكن على بال الأعداء
قال رئيس المجلس السياسي لحركة أنصار الله، صالح الصماد، إن الولايات المتحدة الامريكية سارعت لإعلان تدخلها المباشر في اليمن ظناً منها أن ساعة الحسم قد دنت، وأن اليمنيين قد شارفوا على الاستسلام، إلا أن الأمور سارت في غير ما خططت له.
وفي تصريح له، أوضح الصماد أن الأمريكان يحاولون في كل الصراعات في العالم أن يظهروا أنفسهم أنهم القوة العظمى في الكون التي لا تقهر فيعمدون إلى ترميز أعداء وهميين ونمور من ورق، ثم يعملون على سحقهم لإظهار قوتهم وشدة بأسهم أمام هذه القوى التي هي من صنيعتهم، كما يفعلون مع “القاعدة” و”داعش” وغيرها من الأنظمة التي هي من صنعهم وأسقطت على أيديهم.
وأشار الصماد إلى أنه بعد عشرة أشهر من العدوان الذي ترعاه واشنطن وينفذه عملاؤها في المنطقة وفي مقدمتهم النظام السعودي، وبعد أن فتكوا بكل مقدرات الشعب اليمني وارتكبوا بحقه أبشع الجرائم، اعتقد الأمريكيون أن ساعة الحسم قد دنت وأن الشعب اليمني قد شارف على الاستسلام، فأشرفوا بشكل مباشر على الإعداد والتجهيز لتصعيد كبير على كل الجبهات، وأعدوا العدة لشن هجوم كاسح على تعز ومأرب والجوف وتهامة وحدود صنعاء.
وأكد أنه لم يكن للأمريكيين أن يستسيغوا أن يحسب أي نصر لصالح عملائهم، فبادر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى التصريح بالتدخل المباشر لبلاده، مبدياً سبب حربهم للقضاء على المتمردين، حسب زعمه، معتقدين أن المعركة لن تستغرق سوى ساعات، ليقولوا للعالم أن أمريكا هي من تصنع المعجزات وتغير موازين القوى، ولا يمكن لأي قوة أن تقف في وجهها.
ورأى الصماد “أن الأمور سارت في مسار غير ما خطط له الأمريكان فسقطت مؤامراتهم أمام الصمود الأسطوري للشعب اليمني وخابت أحلام وآمال الأمريكان حيث اعتبر اليمنيون الدخول المباشر للأمريكان في العدوان تغيراً استراتيجياً وتحدياً خطيراً يهدد وجود وكرامة الشعب اليمني بل ويؤثر على مصيره في الدنيا والآخرة، فالشعب اليمني يتشبع بثقافة القرآن التي تعتبر الانصياع والطاعة لأعداء الإسلام خطورة على حياته ودينه”.
وتابع رئيس المجلس السياسي لأنصار الله أن “رجال اليمن تقاطروا من كل حدب وصوب للدخول إلى ساحات البطولة وانقطعت الآمال في تحرك أي ضمير عالمي مستشهداً بالتواري المريب للمبعوث الأممي ودور منظمته التي تتوارى لمنح العدوان مزيداً من الوقت والفرص لتحقيق أي مكاسب ميدانية وسحق الشعب اليمني”، وأضاف “لذلك من الأهمية بمكان أن يدرك شعبنا اليمني العظيم أن المعركة معركة وجود وكرامة وأن النفير العام لمواجهة الغزو والاحتلال آن أوانه”.
وأبدى الصماد ثقته أن قبائل اليمن ستخرج إلى ساحات الشرف لتقول لدول العدوان أن من تعتمدون عليهم من مرتزقة الداخل هم مجموعة من شذاذ الأفاق وعباد المال الهاربين والجبناء، وأن الصامدين من أبناء الشعب في مواجهة عدوانكم هم الأشجع والأنبل والأشد بأساً وهم من سيغيرون موازين المعركة وأن من واجهكم طيلة أشهر العدوان هم مجاميع من رجال اليمن تحركوا تحركاً منظماً جنباً إلى جنب مع رجال الجيش والأمن، كما أن المرحلة القادمة ستشهد زخماً بشرياً لم يكن لكم على بال وسيقاتلكم رجال اليمن وحجارها ونساءها وسيصبح كل شبر جحيماً عليكم وعلى مرتزقتكم من أمامكم ومن خلفكم فلله رجال لم تدنسهم أموالكم ولم تؤثر فيهم إغراءاتكم وهم لوطنهم أقرب ولشعبهم أعز وأنصر.
وتوجّه الصماد في نهاية كلمته إلى “أبناء شعبنا اليمني العظيم” مؤكدًا قرب مراحل الفرج وأزفت لحظات النصر فتحركوا واثقين بالله مستعينين بالله مطمئنين من عدالة قضيتكم وسوء ودناءة عدوكم فقد شرفكم الله بشرف لم يناله أحد سواكم أن يتم على أيديكم مواجهة أشرار العالم وفي مقدمتهم أمريكا وإسرائيل الذي كان يراد لهم أن يسحقوكم كما سحقوا غيركم من الشعوب، إلا أن الله أبى لكم إلا أن تكسر شوكتهم على أيديكم”.
وختم بالقول “ليطمئن شعبنا أن خياراته لم تستنفد وأن تحركه الجاد والمسؤول في هذه المرحلة ستكون الرصاصة التي ستصيب نظام آل سعود ومن يقف معهم من دول العدوان في مقتل، وستحصنوا شعبكم من شرهم وهيمنتهم التي قل من سلم منها إلا من رحم الله”.