العلاقة بين التنظيمات التكفيرية في سوريا والكيان الصهيوني .. ’على عينك يا تاجر’

عمران نت / 15 فبراير 2018م

محمد عيد/ العهد الاخباري

لم تعد العلاقة بين الكيان الصهيوني والتنظيمات التكفيرية سرا يمكن إخفاؤه بل باتت بالنسبة لهذه الأخيرة حاجة ملحة وغاية تبررها كل الوسائل بعدما أصبح “اللعب على المكشوف” هو سمة الحرب المخاضة بين محور المقاومة و”الحلف الصهيوني التكفيري” الذي تربطه المصالح كما الإيديولوجيا، فالوهابية تتقاطع في الكثير من عناوينها مع الفكر التلمودي الذي تنهل منه الصهيونية ولعل هذا ما يفسر ركون الكيان الصهيوني إلى “الكثير من الإطمئنان” رغم وجود الآلاف المؤلفة من مقاتلي “هيئة تحرير الشام” وبقية الفصائل التكفيرية على الحدود مع فلسطين المحتلة وهاكم عينة من جوه هذا “التعاون” وما أكثرها.

“إسرائيل” وفرس الرهان التكفيري

هذا حديث أسره لي حسام طالب، الباحث في العلوم الإسلامية وابن مدينة دوما مسقط رأس زهران علوش، قائد تنظيم “جيش الإسلام” التكفيري، الذي أمطر العاصمة دمشق بآلاف الصواريخ وقذائف الهاون وحمل السلاح يوما ضد الحكومة السورية ومارس كل أنواع التحريض المذهبي قبل أن تتكفل مقاتلة سورية بـ “إسكاته وعدد من كبار قيادات الصف الأول في تنظيمه إلى الأبد”.
يوضح طالب لـ “موقع العهد” أنه “مع بداية الحرب على سوريا كان يسأل المشايخ والمتطرفين في دوما ومن بينهم زهران علوش وأبو نعمان دلوان وغيرهما عن مدى قدرتهم على “إسقاط الدولة السورية وهم يرون أن لا العدد الشعبي المتواضع في المظاهرات ولا قدرتهم على المواجهة المسلحة” تسمح لهم بذلك فكان هؤلاء يرددون وبلسان واحد “أمريكا وإسرائيل قررتا إسقاط الرئيس بشار الأسد وعلى ضوء هذا القرار فإن ذلك سيتم إما عسكريا أو عن طريق هروب القيادة السورية خارج البلاد”.
يكشف هذا الحديث وبدون أية مواربة عن مدى استعداد هذه الجماعات التكفيرية ومنذ البداية على أن تكون جزءا من “المشروع الأمريكي الصهيوني المعد للمنطقة” ويكشف كذلك عن اعتقادهم حينها بأنهم قد التقطوا كلمة السر التي تقودهم إلى غاياتهم وهي “العلاقة مع اسرائيل”، علما بأن هذه العلاقة لم تكن يوما مستجدة كما وشت بذلك الوثائق المسربة عن أحداث الثمانينيات التي صبغها “الإخوان المسلمون في سوريا” بلون الدم.

لم يكن طالب يلقى الجواب المقنع حين كان يسأل هؤلاء عن “شرعية التعامل” مع من تسميهم أدبياتهم نفسها بـ “أعداء الأمة” كان واضحاً بالنسبة لهم أن الغاية تبرر الواسطة، فعند الهجوم الكبير للمجموعات التكفيرية المسلحة على دمشق من كافة محاور الغوطتين الشرقية والغربية صيف العام 2013 والذي تزامن مع الكثير من التنسيق مع استهداف صهيوني كبير للعاصمة ومحيطها، خرجت تنسيقيات المجموعات المسلحة حينها لتتحدث عن “ليلة تحرير دمشق” والتي كانت في الحقيقة ليلة صد العدوان ورد المعتدين على أعقابهم.
منذ ذلك الوقت ومع كل هزيمة مدوية لهذه المجاميع المسلحة كان العدو الصهيوني يدخل مباشرة على خط استهداف المواقع العسكرية السورية بغية رفع معنويات هؤلاء وتعزيز أسباب قدرتهم على استنزاف الجيش السوري.
وضوح هذه التشاركية “الميدانية والإستخباراتية” تجلى يوما بعد يوم من خلال غرفتي “الموك” و”الموم” التي جمعت كلا من “إسرائيل وقطر والسعودية والأردن والإمارات وتركيا وبقيادة أمريكية” وكانت هاتان الغرفتان تتوليان “دعم وتوجيه هذه المجاميع المسلحة كما اعترف بذلك وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم والذي أظهرت بلاده “قمة جبل الجليد” في تبنيها العلني لأغلب هذه الفصائل وأكثرها دموية وتكفيرا.

سر العدوان الصهيوني على مطار التيفور

طالب بين أن “التنسيق مع قادة هذه المجموعات المسلحة يتم من خلال مكاتب الموساد الصهيوني في أنقرة واسطنبول، وهو تنسيق ظهر للعلن من خلال المقابلات الصحفية التي ظهر من خلالها ممثلو هذه الفصائل الإرهابية مع وسائل الإعلام الإسرائيلية كمثل حال “اسلام علوش” المتحدث السابق باسم “جيش الإسلام” والذي أجرى لقاء مع صحيفة إسرائيلية تحدث فيه عن “السلام مع الإسرائيلي” وجدوى وأهمية “التطبيع العلني والتعاون العسكري” وهو ما ذهب إليه كذلك “وائل علوان” المتحدث باسم فيلق الرحمن والذي كشف أن له عملا آخر يتمثل في كونه “مسؤول ارتباط الفيلق مع اسرائيل”.

ويورد طالب لموقع “العهد الإخباري” حقائق دامغة وعن لسان الإرهابيين أنفسهم عن علاقة إرهابيي الغوطة بالكيان المحتل، فـ”عندما هزمت النصرة في بيت جن وحوصر الإرهابيون في جباتا الخشب اجتمع وائل علوان المتحدث باسم فيلق الرحمن ومسؤول الارتباط مع العدو الصهيوني مع ضباط صهاينة في مكتب للموساد في اسطنبول وطلب هؤلاء من المجاميع المسلحة فتح الجبهة في الغوطة الشرقية واعدين علوان “بتقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي” للمجاميع الإرهابية فكان أن أطلق المسلحون معركة “بأنهم ظلموا” أما الدليل على هذا التنسيق فيورده طالب بالحديث عن أن الشيخ الأخواني حسن الدغيم، ظهر على شاشة صهيونية وعند انتقاده كتبًا على صفحته “لم أكن أعرف أن القناة إسرائيلية، فقد اتصل بي صحفي وقال أنه أجنبي وكان قد أخذ رقمي من وائل علوان وياسر الدوماني مراسل الجزيرة في الغوطة وناشط إعلامي ذكر غير مرة على قناتي “العربية” و”الجزيرة” أن الطائرات التي تقصف مواقع المسلحين في الغوطة تنطلق من مطار ال تي فور “في ريف حمص الشرقي
فكان لا بد “للإسرائيلي” بعد الإنهيار العسكري والمعنوي للإرهابيين في الغوطة أن يقصف المطار الذي يضرب الإرهابيين هناك ليثبت لهم أن “اسرائيل” معهم ولم تتركهم وهذا ما كان”.
أما الحديث عن التعاون والتنسيق بين المجموعات الإرهابية وجيش الكيان الغاصب في الجنوب السوري فيحتاج لمدونات كثيرة يسيل فيها الكثير من الحبر.

مقالات ذات صلة