سلام ياصعدة
عمران نت / 14 فبراير 2018م
بقلم / سعاد الشامي
حينما نتحدث عن صعدة فإننا نتحدث عن تاريخ الهدى ، وذاكرة الحق و منبع البطولة ، ومصنع الرجولة ، ومنبت العزة ، وقلعة الأحرار ، ومصدر الاباء ، وينبوع الوفاء ، وغيث الإخاء.
حينما نتحدث عنها فإننا نتحدث عن هامة الكرامة التي لاتنحني ، وقامة الشهامة المنتصبة ، وميدان الشجاعة التي لا تهزم .
هي بلا شك بلاد العلم والعلماء ، بلاد الجود والكرماء ، بلاد الخير والعطاء ، بلاد الشهادة والقيادة والريادة ، أرض البلاغة في الحرب والحرف، ومدرسة الصبر والثبات ، واكاديمية التضحية والفداء ، وقلعة اليمن و الإيمان.
هي ارض الأباة الذين يأبون الضيم ويرفضون الظلم ،
هي قبلة الامام القاسم ، ومنها خرج الامام الهادي ، وفيها انار البدر سماوات العلم والجهاد ومنها سطع نجم حسين العصر ، وأشرقت منها شمس السيد القائد.
تغبطها كل البلدان ، وترقبها كل الانظار ، وتعشقها كل عيون الشرفاء ، وتهواها كل القلوب المؤمنة ، وتحسدها كل القلوب التي بها مرض وطبع عليها النفاق .
رجالها رجال الايمان ، وحملة القرآن ، وفرسان الوغى ، وليوث الكرى ، لا يرضخون لطاغية ، ولا يسكتون على ضلال المضلين .
وما الحروب الست ومظلوميتها الاشاهد على مكانتها ودليل على اهميتها وبيان حق عن اهلها و عزتهم وشجاعتهم ، ونخوتهم وإبائهم ، وإقدامهم وثباتهم ، وتمسكهم بالحق ، وعشقهم لنهج الرسالة ، وتمسكهم بحبل الثقلين ، ودرب البسالة ، ونبراس الولاية والاولياء .
لذالك عاشوا المظلومية سبع سنوات بكل معانيها ، وعانوا من كل ويلاتها ، قتلا وهدما ، نسفا وقصفا ، سجنا وتعذيبا ومطاردة ، وواجهوا كل ذلك بسلاح الايمان ، ودرع التوكل على الله ، والاعتصام بالحق ، وبرهان الولاية ، ودرب البراءة ، لم يرعبهم حديد ولا نار ولا حصار ولادمار .
فكم نهلوا من مدرسة الحسين النورانية ، ومن المشكاة القرآنية ، فتخرجوا عمالقة عظام ، وهبوا الله كل دنياهم فظهر وعد الله فيهم وأظهرهم على من عاداهم وأستبدل بهم قوما واحزابا وانظمة تولوا عن الله ونهجه فكانوا هم القوم الذين يحبهم ويحبونة اذلة على المؤمنين ، أعزة على المنافقين والمشركين ، يقاتلون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم .
إنطلقوا في سبيل الله غايتهم رفع الظلم عن الشعب ، واجتثاث الفساد واهله ، ورد المظالم ، وصون المحارم ، ودفن العمالة ، ونسف الوصاية
لم يخرجوا بطرا ولا أشرا، ولم ينطلقوا رياء ولاسمعة ولم يهبوا طمعا في سلطة ولا رغبة في شهرة ، ولا طلبا لجاه ولا سعيا لثروة، فكل ذلك لم يعد مطلبا لهم ولا غاية وكيف وقد باعوا الله دنياهم ، واصبح رضوان الله هو غايتهم ، والعدل والحرية والمساوة والبراءة من اعداء الله هي رايتهم.
لا يساومون في مبادئهم ، ولا يتاجرون في أخلاقهم ، ولا يتنازلون عن كرامتهم ، ولانهم كذلك لم ينحنوا أمام كل الاغراءات ، ولم تهزهم كل التهديدات، و فشلت فيهم كل المحاولات .
ومنذ بداية العدوان وحتى اليوم ومازالت أحلام اعداء الشعب اليمني تتحطم على صخرة نهجهم ، وصلابة وعيهم ، وجلالة غايتهم ، وعظمة تضحياتهم ، وصدق ولائهم ، وحنكة مواقفهم ، وبسالة شجاعتهم .
لذلك ليس غريبا على صعدة الاباء وكعبة الفداء أن يكون المجاهد المغوار معوض السويدي من أبنائها وهو يظهر في ذالك المشهد الاسطوري يتحدى خطوط النيران الحية ويجتازها شامخا منتصرا بقوته الإيمانية وإنتمائه الوطني الصادق ومبادئه الإنسانية يحمل على اكتافه جرح وطن ومظلومية أمة ويعكس مبادئ وقيم وبطولات محافظة يمنية خرج منها الآلاف من عظماء هذا العصر فسلام على صعدة وأعلامها ورجالها وحاضرها وماضيها ومستقبلها ، سلام سلام سلام .