صناعة الاصنام في المملكة !!
عمران نت / 23 يناير 2018م
عبد الله الاحمدي
بانتصار ثورة الاسلام المحمدي الرسالي الثوري، وتحرير مكة من كهنوت قريش الجاهلي، حطم الرسول الاعظم الاصنام التي صنعتها الجاهلية، ووضعتها في الكعبة لتعبدها، وتضفي عليها انواع من القداسة، لكن الانقلاب ضد الاسلام بعد موت رسوله الاعظم فتح الطريق لصناعة اصنام بشرية من نوع آخر؛ هي اصنام الاستبداد، والتبعية والتآمر، والتنازل عن المقدسات.
ومن هذه الاصنام ما صنعه الاستعمار البريطاني وتعهده الاستعمار الامريكي في البقاع المقدسة في جزيرة العرب، والمتمثل باسرة آل سعود ذات الاصول اليهودية.
لقد صنعت الامبريالية الغربية هذه الاصنام خدمة لمصالحها، واستمرارا لتدفق هذه المصالح، وخاصة النفط، وللتحكم في التجارة، والثروات، والاسواق عبر العالم.
هذه الاصنام مخلصة في خدمتها للامبريالية الغربية في تنفيذ الاجندة الاستعمارية ، وصناعة الفتن الطائفية، والمؤامرات وتعييش الناس في محن الحروب والافقار ،واوهام التخلف الاقتصادي والاجتماعي، واخراج الامة من الفاعلية التاريخية، وجعلها، تعيش على الهامش.
دولة مثل مملكة العهر الداعشي تنتج 12 مليون برميل يوميا، اضافة الى انتاج الذهب، وجباية الضرائب، والكوس والاتاوات، والسياحة الدينية، وابتزاز المقيمين والموارد الاخرى، لكنها تعيش في تخلف رهيب، وخاصة في مجال الحقوق والحريات المدنية، والبنية التحتية، وافقار مدقع لمواطنيها، فانت ترى المتسولين على ابواب كل مسجد وخاصة يوم الجمعة. لقد رأيت الكثير من الناس تحت كبرى مدينة جدة، وهم يفترشون الكراتين، ويعيشون على صدقات المحسنين، ومخلفات المطاعم، والموائد. فالاسرة تعمل على نهب موارد البلاد والعبث بها في الملذات والشهوات، واشعال الحروب في البلدان العربية،
والاسلامية، وشراء اسلحة خردة من الامريكي والبريطاني، وادوات قمع وتجسس، وتآمر على مواطنيها وغيرهم من المسلمين.
ترامب في زيارته الاخيرة للملكة ابتز آل سعود ما مقداره 450 مليار دولار، صفقات، وهدايا له ولاسرته.
اسرة آل سعود وعلى رأسها المغرور محمد بن سلمان ادخلت المملكة في حروب وارهاب، وتدخلات، سوف تكون تبعاتها وخيمة على المملكة في المستقبل، وخاصة ما يخص العدوان على اليمن.
تبدد الاسرة ثروات المملكة في شهواتها، ومباذلها، وفي الرشاوى التي تدفعها للمنظمات الدولية والدول الكبرى مقابل السكوت على الجرائم التي تمارسها سلطة آل سعود في الداخل والخارج.
كل المنظمات الدولية في تقاريرها تصنف المملكة بانها دولة قمع بوليسي، وسجلها في حقوف الانسان. اسود، ولا يتمتع مواطنوها والمقيمون فيها باي حقوق.
وفي الاونة الاخيرة تعدى هذا القمع والابتزاز المواطنين والمقيمين الى الاسرة المالكة، ورجال المال والاعمال والمثقفين ورجال الدين، في محاولة من حكم ابن سلمان ابتزاز المزيد من الاموال من هؤلاء لارضاء غروره في التحكم والتسلط والعدوانية. وتقول تقارير المنظمات الحقوقية ان هناك أكثر من ثلاثين الف معتقل في سجون سرية في المملكة.
كل تلك الممارسات ادخلت المملكة في نفق الافقار، فعجز الموازنة للعام 2018 م زاد على اكثر من 195 مليار ريال سعودي، والسحب من الاحتياطي النقدي للمملكة في تسارع مخيف، وكثير من القطاعات، الخدمية والانتاجة، بما فيها شركة ارامكو معروضة للخصخصة، في البورصات العالمية.
مسلسل الافقار يبدو جليا واضحا من خلال افلاس بعض الشركات وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه عمالها وموظفيها، وسرقة العمال ومغالطتهم، وترحيلهم بدون حقوق.
فيما يسمى بصندوق المواطن تقدم( 13500000 ) ثلاثة عشر مليون وخمسمأة الف مواطن لطلب اعانة من هذا الصندوق، وهذا مؤشر اخر علئ مدى الحاجة والعوز الذي تعانيه الغالبية من المواطنين المسعودين.
الثروة تركزت بيد الاسرة الحاكمة واعوانها، والكثير من المواطنين يعيشون على الاعانات وابتزاز المقيمين.
المملكة تغرق بالفساد، ويدعي محمد بن سلمان ان من يعتقلهم هم كبار الفاسدين، الذين اثروا بطرق غير شرعية، غير ان الفساد لا يعالج بالفساد، فحمد بن سلمان واحد من كبار الفاسدين في المملكة، وكل اجراءته تعمق الفساد اكثر.
فساد الاسرة يبدد الثروة، وربما قريبا تعلن المملكة الافلاس خاصة مع هروب الاستثمارات، ومضايقة المقيمين والزوار والوافدين من قبل عصابات ابن سلمان.
الفساد والظلم والعدوان مؤذن بنهاية الدول والانظمة، وآل سعود طغى فسادهم، وظلمهم وعدوانهم على الحدود، واصبح عابرا للقارات، وخاصة دعمهم للارهاب، وعدوانهم السافر على فقراء اليمن.
ستواجه المملكة الكثير من الاستحقاقات التي تخص الاخرين، فالمحاكم الامريكية تتداول الان قانون جاستا بخصوص تعويض المواطنين الامريكية الذين قضوا في احداث 11 سبتمبر، والمتهم فيها مملكة آل سعود، ومشيخة الحمارات. كما ان المنظمات اليهودية بدات مطالبة المملكة بمأة مليار دولار تعويضا لليهود الذين طردوا من الجزيرة بعد ظهور الاسلام، والمشاكل الداخلية تتفاقم يوما عن آخر، فالمجتمع السعودي لا يبدو منسجا، وانما في حالة تناحر، والتناقضات الطبقية على اشدها، والمطالبة بالحريات السياسية والمدنية تزداد مع الاندماج الحضاري، وثورة الاتصال، فآل سعود لن يستطيعوا مغالطة المجتمع المسعود، ولن تنفعهم امريكا ولا اسرائيل، فامريكا لم تنفع شاه ايران عندما ثأر عليه الشعب وخرج مدحورا، ولم يجدوا له قبر حين وفاته.