شأن الإنسان المؤمن أن يبيع نفسه من الله؛ أن يكون حاضراً مستعداً في أي وقت لتسليم هذه السلعة إلى الله العظيم

عمران نت / 23 يناير 2018م

من هدي القرآن الكريم

ما وراء الشهادة من قيم ما وراءها من مبادئ الروحية التي كان عليها الشهداء كل هذا مدرسة متكاملة، مدرسة غنية بالمفاهيم العظيمة، مدرسة من تخرج منها خرج شامخ الرأس ثابت الإيمان عزيز النفس، لا يتراجع ولا يتأثر بأي ظروف مهما كانت، يواجه كل التحديات ولا يأبه لكل الطغاة والمستكبرين.

الشهيد عندما انطلق في ميدان الصراع بإبائه وعزيمته وإيمانه بموقفه المميز والعظيم كان يحمل في نفسه قيم القرآن، وأخلاق القرآن، وروحية القرآن، والتأثر بالأنبياء العظام، لم يكن تحركه هكذا تحركاً تلقائياً لا، لا، وراء تحركه الإيمان بكل ما في الإيمان من روحية عالية، وقيم عظيمة, ومبادئ الحق, مبادئ الصدق, مبادئ النور.

 الشهيد حمل الإيمان في قلبه قبل أن يحمل السلاح في يده, وكان سلاح الإيمان أقوى من السلاح الذي حمله في يده, وعندما توجه إلى الله توجه بصدق, وتوجه بجد يعي قضيته يعي موقفه يدرك مصيره واتجاهه, فانطلق بثبات واستبشار بائعاً نفسه من الله سبحانه وتعالى, ويستند في موقفه إلى أسس مهمة جداً في مقدمتها الجانب الإيماني.

الشهيد الذي تحرك في ميدان الصراع كان إيمانه بالله سبحانه وتعالى حافزاً أساسياً، وأعطاه قوة أعطاه قوة إرادة وقوة موقف وثباتاً في الميدان، أعطاه روحية عالية جعلته كبيراً أمام أولئك الأذلين الذين يرى فيهم الكثير من الناس أنهم هم الكبار، أعطته عزيمة لم يلن بعدها, وثباتاً لم يتزحزح بعده.

الشهيد بإيمانه؛ لأن لأن الإنسان المؤمن من لازم إيمانه أن يبيع نفسه من الله سبحانه وتعالى {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُالجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} هكذا هو الشهيد. الشهيد مؤمن ولأنه مؤمن فقد باع نفسه من الله, ليس هناك إيمان حقيقي إيمان واعي إيمان كامل يأبى فيه الإنسان أن يبيع نفسه من الله ويبخل بنفسه, ليس هناك إيمان صحيح إيمان حقيقي إيمان كامل على هذا النحو الذي نرى عليه الكثير من الناس ممن يتظاهرون بالتدين ويأخذون ببعض من آداب الإسلام وسنن الإسلام ثم يتباعدون عن أساسيات في الإسلام.

الإيمان الحقيقي هو هكذا المؤمنين كما حكى الله عنهم وأخبر عنهم هم قوم وصلوا في علاقتهم مع الله علاقتهم الإيمانية إلى هذا المستوى، دخلوا في صفقة عظيمة مع الله سبحانه وتعالى فباعوا أنفسهم من مالكها من ربها من خالقها من بارئها ممن مصيرها إليه ومعادها إليه ومرجعها إليه. باعوا أنفسهم من الله, من الله سبحانه وتعالى, والبيع هذا صفقة عظيمة يجليها ويحققها موقف وجهاد وتضحية, ليست مجرد كلام في كلام لا.

{إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ}(الأنفال:111) هذه هي الصفقة, هذا ما يحققها, هنا يكون التسليم للسلعة بعد البيع من الله سبحانه وتعالى, {يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} ويسلمون أنفسهم التي باعوها من ربهم ومالكهم وإلههم, وهي بيعة وصفقة عجيبة جداً, صفقة لم يخسر فيها البائع, مع أنك كمؤمن أنت تبيع نفسك من الله, لكنها صفقة رابحة وعظيمة, أنت فيها الرابح, أنت فيها الفائز؛ لأن الله غني عن العالمين, أنت من كسبت حياة أبدية وعزاً خالداً, ونعيماً لا ينتهي ولا يتلاشى, أرقى نعيم وأسمى مقام, أنت من حزت الشرف الكبير الكبير من رب العالمين.

هكذا نجد أن الشهداء عندما انطلقوا في ميادين الجهاد في مواجهة قوى البغي قوى العدوان قوى العمالة قوى النفاق انطلقوا بإيمانهم، يبيعون أنفسهم من الله سبحانه وتعالى ويسلمون السلعة لمالكها الذي اشتراها، وهكذا هو شأن الإنسان المؤمن، وهذه حقيقة يجب أن نرسخها في أنفسنا. شأن الإنسان المؤمن أن يبيع نفسه من الله أن يكون حاضراً مستعداً في أي وقت في أي لحظة لتسليم هذه السلعة إلى بارئها العظيم ومالكها جل شأنه، إلى الله العظيم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد:

 عبد الملك بدر الدين الحوثي/ حفظه الله.

بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة للشهيد

بتاريخ:13/جماد أول/1434هـ.

مقالات ذات صلة