واشنطن بين فكي الخسائر والإدانات .الحل في اليمن سياسياً أم عسكرياً ؟
عمران نت / 13 يناير 2018م
على خلفية الفشل العسكري والسياسي والاقتصادي للتحالف العربي الغربي بقيادة السعودية في اليمن وتزامناً مع ارتفاع وتيرة الادانات، واشنطن تدرس التدخل المباشر عسكرياً في اليمن.
طيران السعودية لتغطية فشلها الذريع في اليمن تبحث عن طريق للخروج من جهنم اليمن، فلهذا تقوم باستهداف المدنيين في الاسواق والمنازل بصورة هستيرية وتخلق مجازر لا يمكن الفرار منها وان اتخذت الجهات المعنية الصمت، كما ان الولايات المتحدة تعرف تماما ان هذا الامر يسئ بسمعتها، وتحدث ضرراً كبيراً في ادعاءاتها راعيةً لحقوق الإنسان ومدافعةً عن المعاهدات والقوانين العالمية التي تفرض على الدول تحييد المدنيين في الحرب.
ويرى المراقبون، ان واشنطن للحفاظ على مصالحها لا يمكن ان تعتمد على السعودية بعد اليوم، خصوصاً بعد انسداد الافق السياسي والاخفاق العسكري لكل من السعودية والامارات في اليمن، ومن جهة اخرى، كل ما اطال امد الحرب تظهر خيارات جديدة للجيش واللجان الشعبية في ادارة الحرب .
ادارة البيت الابيض تعلم ان الاستراتيجية التي رسمها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لا يمكن ان يستهان بها، كما إن تصعيد الحرب إلى مستوى متقدم ودخول القوة الصاروخية اليمنية الجديدة في ميزان الردع الاستراتيجي تشكل تهديداً خطيراً للاستثمارات الأجنبية وضرباً لهيبة المنظومة الخليجية التابعة لواشنطن يحتّم على الأخيرة الانتقال إلى مرحلة تختلف عن المرحل السابقة، وهو التدخل المباشر الامريكي في حرب اليمن.
ومن ناحية اخرى اذا استمر الوضع بهذا المنوال سوف تشهد اليمن (الوضع الداخلي) نوعاً من الاستقرار والثبات في المجال الامني والسياسي والاقتصادي، خصوصاً بعد ان احرقت اخر ورقة التحالف “علي عبدالله صالح” الذي كان يراهن عليه اكثر من العمليات العسكرية، وهذا لا يتلاءم مع المصالح الصهيو أمريكية في المنطقة.
اما ما يثير قلق الولايات المتحدة هي القوة الردعية اليمنية المتمثلة في الصواريخ الباليستية من نوع “ارض-ارض” والتكتيكية من نوع “ارض-ارض” وارض-جو” وارض-بحر”، والتي تستطيع ان تترجم الخيارات اليمنية في مواجهة العدوان براً وبحراً وجواً.
العجز السعودي الاماراتي لـ تحقيق النصر في اليمن اصبح حلم لا يتحقق ابدا، كما ان الفشل العسكري وانسداد الافق السياسي يحث واشنطن لاتخاذ قرار بالمشاركة البرية المباشرة في الحرب، لكن هذا الامر ايضاً مستبعد لاسباب سياسية واقتصادية واجتماعية التي تعاني منها في الداخل.
صح، ان امريكا تشارك في حرب اليمن من خلال الدعم اللوجيستي والاستخباراتي وتحديث بنك الاهداف وتقديم الاسلحة لحلفائها، لكن عليها من الصعب ان تدخل في هذا الحرب بصورة مباشرة دون اي مبرر، فكما حاولت عدة مرات بذرائع مختلفة كـ مكافحة الارهاب لكن هذا الامر باء بالفشل.
وفي الختام…
الولايات المتحدة الامريكية تعلم أن التدخل المباشر العسكري في اليمن سوف يكلف المنطقة والعالم ثمناً اقتصاديا وعسكريا وسياسياً باهضة لا يمكن غض النظر منها، لهذا الامر هناك دراسات عسكرية وسياسية واقتصادية لتنفيذ هذا الامر، كما ان هناك ضغوطات سعودية واماراتية مكثفة للتدخل الامريكي لكي يحسم هذا الامر، اما المعلومات العسكرية والسياسية تشير الى ان واشنطن تدرس الخيار السياسي في حسم الملف اليمني اكثر من الخيار العسكري مع علمها ان الحل في اليمن لا يمكن عسكرياً.