الإنجاز المميز في اقتحام موقع الضبعة المحصن جدا طبيعيا بفضل موقعه على قمة جبل في نجران
عمران نت 12يناير 2018م
بقلم / عدنان علامة
لقد نال إقتحام موقع الضبعة إهتمام المراقبين العسكريين والسياسيين الاجانب والمحليين وذلك لقلة عدد المهاجمين على موقع محصن طبيعيا بسبب وجوده على راس جبل مشرف على المناطق اليمنية والسعودية ورؤية مكشوفة بصرية مباشرة وبالأجهزة وبدون أية عوائق بزاوية 360°.
وقد أضاف السعوديون عوائق اخرى بشق طريق التفافي ليصل إلى الموقع في قمة الجبل بشكل يمثل الجبل عائقا طبيعبيا على شكا حائط أملس بعلو 5 أمتار تقريبا يستحيل التسلق عليه. وقد خطف إستعمال السلم المعدني إهتمام وسائل الإعلام بحيث تم التركيز عليه وغابت الإنجازات الإستراتيجية الأخرى .
ونظرا للإنجاز النوعي الذي تم في هذه العملية لا بد من تقدير جهود الجنود المجهوليين في إنجاح هذا الإقتحام لموقع الضبعة الإستراتيجي.
فأي عملية عسكرية تمر بعدة مراحل رئيسية ضرورية للوصول إلى التنفيذ .ویمكن تلخيصها بالتالي :-
*1- تحديد الهدف.*
*2- إستطلاع الهدف.*
*3- التخطيط الدقيق وتوفير التجهيزات اللازمة والمناسبة للهدف. وتتضمن آلية الوصول للهدف وآلية الإشتباك وآلية الإنسحاب واختيار عدد وعديد عناصر الهجوم المباشر وعناصر الدعم والإسناد القريب والبعيد .*
*4- إجراء مناورة تنفيذ بناء على الخطط المرسومة.*
*5- التنفيذ الميداني*
نحن رأينا النتيجة فقط بفضل توثيق كاميرا مصوري الإعلام الحربي ولكن النتيجة المميزة كانت ببركة التسديد الآلهي وإخلاص الجنود المجهولين وشجاعة وإقدام وبسالة المنفذين الذين لا يهابون شيئا .
لقد تقدم المجاهدون الذين يساوي عددهم عدد اصابع اليدين في أرضهم المغتصبة
(مناطق نجران وجيزان وعسير كانت أراض يمنية وتم احتلالها من قبل آل سعود عام 1926) واثقو الخطوات مطمأني النفس إلى أقصى الدرجات بحيث لم يتخذوا أي إجراء دفاعي إحتياطي في طريقهم إلى الموقع . وكان اللافت حمل سلم معدني طويل قابل للطي من الالمنيوم المصقول . ولم اجد أي تفسير علمي لعدم انكشافهم بسبب أشعة الشمس المنعكسة على جوانبه المصقولة والتي تظهر على بعد مئات الأمتار.
ويعتبر الإقتحام عملية عسكرية صامتة وليست صاخبة بدليل عدم إستعمال أي قصف تمهيدي قبل الهجوم أو لتغطية الإنسحاب .
وما لفتني هو قتال المجاهدين باللباس الشعبي التقليدي وبعضهم كان حافيا .
والذي ميز الهجوم هو الروح الإستشهادية والخبرة القتالية المتراكمة في المواجهات . فاستفاد المجاهدون من عنصري المفاجأة والمباغتة فكان إطلاق النار بأيد إيمانية وقلوب لا تهاب الموت أصابت مقتلا سريعا لحامية الموقع . وكان المجاهدون يتنقلون بسهولة وسلاسة بين دشم الموقع وبهامات مرفوعة . وكانت أجمل اللقطات حين بدا المجاهدون شامخين على قمة موقع الضبعة بحيث تقلص شموخ الجبل بفعل قوة اقدامهم وإجلالا واحتراما وتقديسا لبطولاتهم . ولم يعيروا انتباههم لتدخل طائرات الاباتشي الهجومي التي تدخلت بعد فوات الأوان .
وقد ساهم غباء وحمق القادة السعوديون الذي بنوا الموقع المحصن بالدشم والسواتر وفي اعتقادهم بأن هذه الأبراج العالية كافية لردع حتى التفكير بمهاجمتها ولكن إيمان وإرادة اليمنيين أذلتهم وكان الإنجاز التاريخي خير مصداق للآية الكريمة :-
*” هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ۚ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا ۖ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا ۖ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ۚ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ.الحشر- 2*
*فتحية إكبار وتقدير من القلب لكل من ساهم في تنفيذ هذا الإنجاز المميز .