موت الملك ترامب في طهران والميادين تحت إمرة الامام….!
عمران نت / 7 يناير 2018م
محمد صادق
الحسيني
الكاتب والمحلل السياسي الاستراتيجي مستشار الامن القومي في ايران وخبير استرلتيجي
لا شك ان شخصا جاهلا كالرئيس الأميركي ترامب لا يتقن لعبة الشطرنج . ولا شك انه ، وبسبب جهله هذا لم يخطر بباله ان الإيرانيين هم ملوك هذه اللعبه التي تحتاج الى عقل استراتيجي عميق في التفكير والتخطيط وتوزيع القوى واستخدامها حسب متطلبات الميدان.
ومرة اخرى وبسبب جهله هذا قام ترامب بتحريك الملك ، اَي ورقته الاخيرة في الصراع الدولي الدائر على إنهاء سيطرة القطب الواحد ، الولايات المتحدة الامريكية ، على العالم ، قام بتحريك الملك الى داخل الميدان الذي يتمتع به “العدو ” أو الخصم ، الا وهو ايران ، بسيطرة مطلقة على الميدان.وهي خطوة قاتلة في لعبة الشطرنج التي قد يكون ترامب بالكاد قد سمع بها.ان تحريك الملك الى ميدان تكون فيه سيطرة ” العدو ” مطلقة على الميدان لا يمكن ان تعني الا مقتل الملك وخسارة الميدان.
وهذا بالضبط ما حصل مع ترامب الجاهل عندما اصدر امر عملياته بتحريك اذناب أمريكا ، من بعض الإيرانيين الذين ركبوا موجة تحرك شعبي مطلبي تقر الحكومة الإيرانية نفسها بمشروعيته وعملت ولا زالت تعمل على تلبية مطالبه ، والى جانبهم مجموعة من مجرمي الحرب الصهاينه وعلى رأسهم نتن ياهو وأعراب ألجزيره الذين يتقدمهم مجرم الحرب الأكبر محمد بن سلمان كما الذيل المسعور مسعود برازاني الذي سمح لاجهزة الاستخبارات الصهيواميركيه باستباحة المحافظات العراقيه الشماليه وتحويلها الى مراكز تجسس وتخريب ضد الجمهورية الاسلامية في ايران والسماح باستخدام أراضي تلك المحافظات كمنصة لإطلاق بقايا فلول داعش لتعيث فسادا وقتلا في ايران كما حدث يوم أمس في بلدة پيرانشهر.
نقول ان ما حصل مع ترامب بعد إصداره امر العمليات المشار اليه أعلاه قد خسر اخر ورقة استراتيجية في يده والتي كان يتوهم بأنها ستنجح في قصم ظهر العمود الفقري لمحور المقاومه ، اي الجمهورية الاسلامية في ايران ، ذلك المحور الذي أذاقه سلسلة من الهزائم على الصعيد الإقليمي ، بدءا من افشال الفتنة الداخلية في لبنان بِعد اغتيال رفيق الحريري عام ٢٠٠٥ . حيث عاود مرة اخرى عبر قاعدته العسكريه المتقدمه في العالم العربي ، اي الكيان الصهيوني عام ٢٠٠٦ بشن حرب تدميرية على لبنان بحجة ضرب حزب الله. ولكن هزيمة الجيش الاسرائيلي المذلة يومها امام حزب الله قد جعلت السيد الأميركي يتجه الى محاولة جديده لتحقيق مشروعه للسيطرة على “الشرق الأوسط “والذي اطلق عليه حينذاك اسم مشروع “الشرق الأوسط الجديد”.
ثم قام في العام ٢٠٠٨ بتحريك عملائه المحليين في لبنان بهدف احداث فتنة داخليه يتم عبرها ضرب حزب الله وزجه في حرب أهلية تبعده عن الهدف الأساسي الذي هو تحرير فلسطين….
ومن بعد ذلك لجأ الكاوبوي الأميركي بعد فشل محاولته تلك الى شن حرب تدميرية جديده ضد المحور من بوابة الحرب على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه في مثل هذه الأيام من عام ٢٠٠٨/٢٠٠٩…
ولتحقيق نفس الهدف بعد فشله مجددا جدد الكرة بفتح المعركة الاستراتيجيه ضد حلف المقاومه والتي شملت رقعتها ،ومنذ العام ٢٠١١ ، كلا من سورية ومصر ، عبر ضخ التكفيريين الى سيناء واشعال الوضع فيها ، والعراق واليمن ،متذرعاً بقيام طلائع الشعب اليمني اي انصار الله بالانخراط في حلف المقاومه وتوجيه كل امكانيات تلك الحركة الطليعية الى المعركة ضد المحتل الصهيوني في فلسطين ، الامر الذي جعله يحث اذنابه حكام مملكة ال سعود لشن حرب مدمرة عليه منذ ما يزيد على الألف يوم دون ان يتمكن من اخضاع الشعب اليمني أو كسر ارادته ، ولما عجز امام تلك المهمة لجأ الى وسيلة جديده محاولا توجيه ضربة لحلف المقاومه وذلك عندما قام محمد بن سلمان باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني وإجباره على قراءة بيان استقالته وشن هجوم لاذع ضد ايران وحزب الله في محاولة لتفجير لبنان وجر حزب الله الى حرب اهليه.
لكن صلابة محور المقاومه وادارته المنقطعة النظير لمعركة التصدي للعدوان على دول وأحزاب هذا المحور والدور الفعّال لروسيا الصديقه كانت هي العوامل التي الحقت الهزائم الكبرى بالمشروع الأميركي وتعزيز وترسيخ دور المقاومه واحداث انقلاب استراتيجي في موازين القوى الدولية .اي ان دحر المشروع الأميركي للهيمنه قد خلق الظروف الملائمة لعودة روسيا الصديقه بقوة كبيره الى المسرح السياسي والعسكري الدوليين وبروز ما يشبه التحالف الضمني بينها وبين جمهورية الصين الشعبية وهو ما يعني النهاية الفعليه لسيطرة القطب الواحد ، اَي الولايات المتحدة ، على مقدرات العالم وخيراته.
وهذا بالضبط ما دفع الجاهل ترامب الى ارتكاب حماقته الجديده بمحاولة العبث بالشأن الداخلي الإيراني متوخيا ضرب الدوله الإيرانية وتدميرها وتحقيق هلوسات ملك ال سعود البائد ، عبد الله بن عبد العزيز الذي اشتهر عنه انه دعا الأمريكيين يوماً الى ” ضرب راس الأفعى ” وكان يعني بذلك ايران طبعا.
والهدف دائما الحفاظ على أمن قاعدتهم العسكريه المتقدمه في فلسطين المحتلة .كما ان الهدف المهم الاخر من وراء هذه الحماقه يتمثل في الرغبة في السيطرة على ايران وتحويلها الى حاملة طائرات ثابته على الحدود الجنوبية لروسيا الاتحاديه وعلى حدود الصين الغريبه وذلك في إطار عمليات الحشد الاستراتيجي الطويل المدى ضد روسيا والصين .
ولكن “غزوة ” الداعشي الاول ، دونالد ترامب ، قد كسرت قبل ان تبدأ .وذلك لأسباب عديدة كان من أهمها الادارة الحكيمه والمرنه لهذه الازمه من قبل المرشد الأعلى للثوره الاسلامية كما من قبل الحكومة الايرانيه ومسؤولي الأجهزه الامنيه ذات الاختصاص والتفاف الشعب الإيراني العظيم حول الثورة الاسلامية ومبادئها.الامر الذي أدى وبسرعة فائقه الى عزل عناصر المرتزقة الدواعش وغيرهم من المسميات والذين تم تسريبهم الى بعض المناطق الايرانيه بمساعدة غرف العمليات الامريكيه / الاسرائيليه / السعودية في كل من أربيل والرياض وغرفة عمليات الحرب النفسيه في تل أبيب.
ولكن احد كبار جنرالات السي اَي أيه المتقاعدين والذي يعرف عنه بانه مسؤول الملف الإيراني الحالي في الوكالة ، مايكل دي أندريا ، شكك في ان الأخير
لديه القناعه بمقدرة الولايات المتحده على تغيير النظام في ايران ، رغم انه وضع الخطط اللازمه
( اَي دي أندريا
) لتصعيد الوضع في ايران وصولا الى الاشتباكات العسكريه واسعة النطاق بين فلول داعش المحتشدين في حفر الباطن السعودية وفِي قواعد بيشمرغة مسعود برزاني والذين سيتم تسريبهم الى الداخل الإيراني بتمويل سعودي يقدمه محمد بن سلمان.
اي تكرار السيناريو السوري تماما وخلق الظروف ” والمسوغات ” لتدخل أمريكي عسكري في ايران بهدف إسقاط
نظام الجمهورية
الاسلامية
وإعادة
ايران الى حظيرة الطاعه الاميركيه.
وهذا ما افشله وعي
الشعب الإيراني وحكمة القياده الايرانيه .
ان هزيمة مشروعكم في طهران سوف يشكل قوة دفع إضافية لحلف المقاومه لمواصلة تطهير ارض العراق وسورية من خلايا داعش النائمه والتي تقومون بإمدادها بوسائل البقاء من مال وسلاح .كما انها ستشمل الارضيّة لاستكمال هجوم حلف المقاومه الاستراتيجي والذي لن يقتصر على تحرير الجليل فقط وإنما سيكون هدفه الوصول الى القدس وتحريرها كما صرح بذلك سماحة الأمين العام لحزب الله في مقابلته مع فضائية الميادين مساء أمس ٥/١/٢٠١٨ ، حيث لن يبقى لدى سيد البيت الأبيض لا ملوكا ولا عبيدا من الاعراب المتصهينين يستطيع استخدامهم في نسج المؤامرات ضد حلف المقاومه منعا لتحرير فلسطين .
اخيراً وليس آخراً:
فان ما يؤكد فشل مشروع ترامب / نتن
ياهو / بن سلمان / لتدمير ايران هي المذكرة التي رفعها عدد من جنرالات وكالة المخابرات ألمركزيه الامريكيه الى الرئيس ترامب والتي يقولون له فيها ان سياسته تجاه ايران خاطئة وأنهم لا يوافقونه عليها .وقد طلبوا منه تغيير هذه السياسه والتعامل مع ايران على أسس جديده ومختلفه عن الأسس التي ينطلق منها حاليا….
وكفى الله ايران القتال بفضل قيادتها الفطنة والثاقبة النظر والتي قرأت ترامب حتى قبل تصدره سدة الحكم وهاهي تستدرجه الى داخل القلعة لتقول له كش ملك …!
بعدنا طيبين قولوا الله