الجنوب مسرح القوى الغازية
تصبح الحياةُ أكثر خطورةً بالنسبة للمواطنين القريبين من مراكز تجمع المسلحين في عدن التي تقسمت إلى مربعات أمنية وعسكرية.
تندلع اشتباكاتٌ مسلحة دون سابق إنذار ـالحديث هنا يجري عن تشكيلات مسلحة تتبع ما يسمى المجلس الانتقالي ومدعومة من الإمارات تحت مسمى الحزام الأمني وتشكيلات أُخْـرَى تتبعُ السعودية ويديرُها قياداتٌ يوالون الفار هادي.
أما الاغتيالاتُ والتصفياتُ للأشخاص والقيادات والأفراد وبما في ذلك خطباء المساجد فيبدو أمراً معتاداً، مثلُه مثلُ نشاط القاعدة وتفجيراتها التي لا تتوقف.
يندرِجُ التحليلُ لهذا الواقع تحت يافطة صراع الأجنحة التابعة لقوات الاحتلال، هذه الأخيرة مستفيدةٌ وتمول تحويل المدن والمحافظات الجنوبية إلى فوضى لا تتوقف، فلديها ما هو أهم، فالمشروع الذي يشدها وتعمل على إبقائه هو تحويل مئات الشباب إلى عساكرَ ونقلهم إلى حيثُ تخوض معارك ضد اليمن بما في ذلك الحدود السعودية
الانتقالُ من عدن نحو أبين أَوْ حضرموت يشبه الانتقالَ بين دول وأقاليم متقطعة، فكل إدارة مستقلة عن الأُخْـرَى وكل قطاع عسكري مستقل عن القطاع الآخر، تشير الوقائعُ إلى أن الإمارات عملت هذه الهيكلة حتى تبقي كُلّ جزء منفصلاً عن الجزء الآخر وتنشئ قوىً عسكرية لكل منطقة على حدة: الحزام الأمني لعدن، النخبة الشبوانية، النخبة الحضرمية، مسميات لقوى عسكرية تعتبر ذراعَ الإمارات التي تسلطها على فرقاء آخرين في المحافظات الجنوبية.
تُحَاطُ القوى الغازيةُ الإماراتية والسعودية بحماية أمنية مشددة من أبناء المحافظات الجنوبية، وتتمركز القوى الغازيةُ في مناطقَ عسكريةٍ محصَّنة أحاطتها بسياجات كبيرة، تُدرِكُ هذه القوى أنها غازية وأن أمنها مهدد.
خارجَ كُلّ السياق السياسي والعسكري والأمني والإداري يحضر أفراد ما يسمى الشرعية، أشبه بممثلين مجردين من كُلّ ما له صلة بالسيادة، لكنهم مجبرون على أداء هذا الدور كجزء من مسرحية تتكشَّفُ تباعاً.