ثروة الأمم
فقرٌ مدقعٌ وشظفٌ وهوانٌ وسواطيرُ وهابيةٌ وَ… أزمة وقود.
يحدث هذا كُلُّه في نيجيريا المصنفة في المرتبة (الخامسة 2016) بين دول أوبك تصديراً للنفط.
نيجيريا مثالاً تقدّم البرهان الناجز والمشهود على أن الثروات الطبيعية في البلدان المرتهنة سياسياً للامبريالية مجلبة لتعاسة وشقاء شعوبها لا سببا في رفاههم، فالقيمةُ ليست في الثروةِ ذاتِها بل في استقلال القرار الوطني والقومي بوصفه ثروةَ الثروات التي تمنحُ كُلّ ثروة طبيعية قيمتها وتثمنها.
يقول مثَلٌ مصري عريق إن مصرَ هِبَةُ النيل، والحقيقةَ أن مصرَ هي هبة جمال عبدالناصر الذي اجترح لها مسارَها المستقل وكانت قبل سده العالي بلدًا يموت غرقًا، إن فاض النيل، وظمأ إنْ انحسر ماؤه، غير أن ما وهبه ناصرٌ بذراع الاستقلال لشعب مصر استرده السادات بألف ذراع ارتهان فبات النيل ذاته هبة الحنفية الأثيوبية المسيرة صهيونياً وأمريكياً وخليجياً تُعطي وتحبس بإشارة من متخمي السوق الامبريالية فتضع مصر تحت رحمتها على الدوام.
كذلك كانت فنزويلا وهي أحد بلدان الصدارة في أوبك هبة شافيز الذي حول مجرى الرفاه النفطي نسبياً إلى أكواخ الفقراء في الضواحي والتخوم بعد أن ظل يصُبُّ لعقود في تخوت وخدور الاحتكارات الأجنبية بالمطلق.
وفي اليمن فإن وراءَ أسطورة الصمود وخلفَ وَثَبَاتِ القوة الصاروخية وبسالة المقاتل الثوري ونجاعة العتاد، قراراً مستقلاً لا وصايةَ عليه من أحد أمكن معه أن نجترحَ الملاحم لسنوات في مواجهة تحالف قوى الامبريالية مجتمعة بلا نفط ولا موارد وَلا منافذ جغرافية مشرعة على العالم.
إنَّ الإنْسَان هو نفخةُ الخالق المبدع على هذا الكوكب القادرة على أن تضاهيَ عظمة خالقها وله الخيار بين نجدين: أن يأبى العبوديةَ لغير خالقه فيرقى معراج الوجود الكريم أَوْ أن يخر جثياً تحت أقدام جلاوزة الاستكبار من مخلوقات نظيرة له في الخَلْق فيهوي من سدَّة أحسن تقويم إلى أسفل سافلين!