الحديدة …. وطن في انتظارك
عمران نت / 5 يناير 2018م
بقلم/حمير العزكي
في #الحديدة بحر هادر وحائر ، وموج هائج وقلق ، وشواطئ رحبة مضطربة
في الحديدة أمعاء خاوية و همم سامية ، قلوب لينة ونفوس عصية ، أجساد سمراء ومشاعر غراء
في الحديدة وفاء للثورة وعرفان للثائرين ، بساطة الرواية وعمق الرؤية ، شحوب الحصار و ألق الإنتصار
في الحديدة ألآف مؤلفة من المستضعفين الأعلى وعيا والأرقى تفكيرا والأشد بأسا والأصلب إرادة والأسمى مقاما في تراتيب الصامدين
في الحديدة قوافل الأباء والفداء تتوافد من كل فج عميق ، رجالا وعتادا ، تأهبا واستعدادا ، وترقبا واشتياقا ، لملحمة الخلود ومعركة المصير ، وخاتمة الانتصارات وفاتحة العهد اليماني المجيد
في الحديدة حر شديد و حر عنيد ، حر نار جهنم لاشك أشد حرا منه ، وحر قد تزوال الجبال ولكنه لايتزحزح او يزول ،
في الحديدة دماء وماء ، دماء التضحيات وماء البحر الأحمر ، دماء نقية طاهرة زكية توهب ثمنا لحرية ماء البحر المالح الأجاج ،
في الحديدة إحمر البحر قبل قرون وعصور بإنعكاس احمرار الشعب المرجانية في قعره ، وسيحمر اكثر واكثر حين تمتزج مياهه بدماء الشعب اليمني المقاوم ولن يغلب سواد الجثث المحترقة للغزاة وورماديةالدماء المتعفنة المكربنة للمرتزقة ، أبدا على حمرة الدم القاني
في الحديدة وقفت على البحر وكأني أزور حبيبا يحتضر ، ينتظر وانتظر معه دواءا لايملكه سواء أهله وقومه وعشيرته ، يخشى وأخاف مثله أن يتأخروا عنه فلايدركوه ويدركه الموت ، ويموت الأمل برؤيته مجددا الا بحدوث المعجزات.
في الحديدة سمراء حسناء ذات جمال ومال وكمال وأدب وحسب ونسب ، تبتسم وتبكي ، ترى قومها يتداعون دفاعا عنها وعن شرفها فتضحك ، وترى الغاصبين يتغامزون عليها فتبكي ، وتنتحب كلما رأت من قومها مساندا ومرافقا للطامعين بها ، ثم تأن أنينا يخلع القلوب الصماء من الصدور الدهماء كلما تذكرت مصير شقيقتها التوأم التي وقعت ضحية الاغتصاب ومزقت عفتها قبل أوصالها الكلاب
في الحديدة وطن في انتظارك إما أن نعيش وننتصر أو أن نموت وننتصر.