الإيمان صلة بالله جل وعلا يجعل المؤمن محط رعاية الله
عمران نت/ 28 ديسمبر 2017م
من هدى القرآن
نلحظ أمام مواجهة الشائعات، أحياناً الشائعات تترك أثراً كبيراً في أوساط الناس، وتهزم الكثير من الناس، وتحطم معنوياتهم، خاصة في ظروف حرجة، أو ظروف يكون الناس فيها قد تعرضوا لضربات كبيرة من العدو، نلحظ كيف قدم الله موقف المؤمنين وهم بعد معركة أحد، وسيأتي أيضا الحديث عن معركة أحد بالتفصيل في سياق الحديث عن جهاد الرسول (صوات الله عليه وعلى آله) وحروبه، والدروس المستفادة منه.
لكن نلحظ هذا الدرس الذي له صلة بالجانب الإيماني {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}(آل عمران: الآية173)، قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم، كانت هذه الشائعات لإخافتهم، وإرجاف الناس قد جمعوا لكم أعدوا العدة لحربكم، هم يجهزون الجيوش التي هي معدة للقضاء عليكم، لم تؤثر عليهم تلك الشائعات كما، لم تؤثر غير الشائعات المواجهة الحقيقية, أو المشاهدة الحقيقية لجيوش الأعداء في الأحزاب, فزادهم إيماناً، لم يضعف إيمانهم، لم تؤثر عليهم تلك الشائعات، زادهم إيماناً، تركت تأثيراً إيجابياً بدل من أن تؤثر تأثيراً سلبياً تركت تأثيراً إيجابياً.
{فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}؛ لأنهم وهم في مواجهة أعدائهم ليس هناك تحدي قائم على أساس الاعتماد على النفس، أو من منشأ غرور، ليس من منشأ غرور أو مثلما نقول (نخيط) لا. ما هي مسألة نخيط مسألة اعتماد على الله، التجاء إلى الله، ثقة بالله {فَزَادَهُمْ إِيمَاناً} ما قالوا أحنا عسرين جداً وبا مدري إيش نعمل؟ {وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} يكفينا الله اعتمادنا عليه والتجاؤنا إليه وتوكلنا عليه وقد توكلنا عليه وهو نعم الوكيل، يعني: من منشأ الثقة بالله، كان موقف قوي من منشأ ليس من منشأ الغرور بالنفس، ولا الاعتماد على النفس، من منشأ الاعتماد على الله، من منشأ منشأه الثقة بالله، منشأه التوكل على الله جل وعلا كان لهذا أثراً كبيراً في موقفهم. {فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ}(آل عمران: من ال آية174)، نلحظ في القرآن الكريم الحديث الواسع حول أهمية الإيمان عندما نتحدث عن أهمية الإيمان في هذا الجانب؛ فلأن الإيمان فلأن الإيمان هو صلة بالله، الإيمان ارتباط بالله يجعلك محط رعاية الله.
عندما نتحرك كمؤمنين معناه: أن نبقى محط رعاية من الله؛ فنبقى على صلة به، صلة يعبر عن هذه الصلة بالإيمان، فلذلك نبقى ونحن في مواجهة أعدائنا في شدائد الحياة وفي مسيرة الجهاد في سبيل الله وفي ميادين العمل حتى نبقى محط رعاية من الله، يعيننا، يعيننا، يمنحنا السكينة، في الوقت الذي نحتاج فيه إلى السكينة يمنحنا الاطمئنان في الوقت الذي نحتاج فيه إلى الاطمئنان، يمنحنا القوة في الوقت الذي نحتاج فيه إلى القوة حتى قوة النفس، وقوة الإرادة يمنحنا العون، يفرغ علينا الصبر.
الإيمان صلة بالله جل وعلا يجعل المؤمن محط رعاية من الله، يزوده الله بما يحتاج إلى أن يزوده به، ويمنحه إياه؛ فبإيمانك إيمانك بالله يجعلك محط رعاية من الله في الشدائد التي تحتاج فيها إلى أن يمنحك السكينة في قلبك، يمنحك السكينة في قلبك، الإيمان بالله صلة يجعل الله معك، معك، إلى جنبك، يعينك، يوفقك يسددك، يهديك، يمدك بما تحتاج أن يمدك به، أي مدد، يمدك هداية، يمدك عوناً، يمدك طاقة في ميادين العمل، يمدك بما يمكنك من الصبر والثبات في عمل، أو في موقف أو التزام.
فلهذا نلحظ أهمية هنا كبيرة للإيمان باعتباره يربطنا بالله, يربطنا بالله لنستفيد من الله, لنستعين بالله لنكسب من الله ما نحتاج إليه في مسيرة حياتنا وفي جهادنا هذا جانب مهم, ولهذا ارتبطت كل وعود الله وعطاءاته على هذا الأساس في القرآن الكريم، على أساس الإيمان {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ}في قلوب المؤمنين {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مع إيمانهم}(الفتح: من الآية4)، ألم يربط هذا العطاء منه بالإيمان هم كمؤمنين أمدهم بهذا المدد {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ } وحتى عندما نأتي إلى وعود الله بالاستخلاف في الأرض بالاستخلاف في الأرض والتمكين في الأرض {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}(النور: من الآية55)، ألم يرتبط الوعد الإلهي بالاستخلاف في الأرض هنا بماذا؟ بالإيمان كمستضعفين نحتاج إلى ماذا؟ إلى الإيمان {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} آمنوا {مِنكُمْ} على أساس الإيمان، فالإيمان له أهميته الكبرى كصلة صلة ما بيننا وبين الله، على أساسه يمدنا الله، يعيننا الله، يدافع عنا ويدفع عنا الكثير من الشر، ولهذا في آية أخرى يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} (الحج: من ال آية38)، إن الله يدافع عن الذين امنوا وهكذا نجد كثير من وعود الله وعطاءاته ترتبط بالإيمان.
فإذا كنت تريد التوفيق من الله، العون من الله، الهداية من الله، أن يفرغ عليك الصبر، أن يثبت الأقدام، أن يعين، أن يوفق، أن يهدي، أن يشرح الصدر، كل هذه الأمور يجب أن نتحرك على أساس الإيمان كصلة بيننا وبين الله، نكسب منه كل الخير من الله هذا جانب. ثم الإيمان، الإيمان أيها الإخوة فيما يتركه من أثر عظيم في نفسك الإيمان هو يصيغ قلبك ومشاعرك وتوجهك في الحياة بالشكل الذي يكفل نجاتك وفلاحك وفوزك الإيمان؛ لأن الإنسان يتأثر في واقع حياته فيما يعمل أو فيما يترك أو فيما يجتنب أو فيما يشد إليه بعوامل ومؤثرات، مؤثرات هي التي تصنع مواقف الإنسان وتصنع أعمال الإنسان، هذه المؤثرات مؤثرات في داخل القلب والمشاعر مؤثرات على النفس الرغبة والرهبة، الخوف، حالة المحبة أيضاً.
فالإيمان يبني محبتك ويبني خوفك ويبني كل هذا الجانب حالة الخوف، والرجاء, والرغبة, والطمع, والحب بالشكل الذي يجعل توجهك في الحياة توجهاً صحيحاً في مجال العمل كله في الجهاد وغير الجهاد ولهذا نقول: إن من الأشياء الهامة جداً والأشياء التي نأمل ونؤكد ونحث على الاهتمام بها (دروس معرفة الله) دروس معرفة الله خمس عشرة ملزمة هي دروس معرفة الله؛ لأن ما يصنع الإيمان بالله في قلبك هو معرفة الله، معرفة الله, بدون المعرفة الصحيحة كما في القرآن الكريم، وكما قدمت في القرآن الكريم لا يبتني في قلبك إيمان بالله، فلا قلبك ينشأ فيه محبة قوية لله تفوق كل محبة لأي شيء آخر، ولا خوف من الله يفوق الخوف من أي شيء آخر، ولا ورغبة وطمع ورجاء فيما وعد الله يفوق كلما تطمع فيه النفس وترغب إليه النفس من الأمور الأخرى، يعني حتى نركز على كيف نبني إيماننا، كيف نكون مؤمنين، كيف يقوى هذا الإيمان من الأشياء الأساسية فيه: هي معرفة الله، معرفة الله, ومعرفة الله كما قدمها الله في القرآن الكريم من خلال دروس معرفة الله خمسة عشر ملزمة، هي من أهم ما تركزون عليه لكن بتفهم, تفهم من يحرص على أن يعرف الله بالشكل الذي يكسبه إيماناً بالله فيخاف الله, ويحب الله, ويثق بالله, ويرجو الله, وينشد إلى الله انشداداً صحيحاً هذه من الأشياء الأساسية والأشياء الهامة. ونترك مجال في آخر الدرس لأي أسئلة يرغب أحد بتوجيهها لبعض الوقت.
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم وأن يجعلنا من المجاهدين في سبيله المستبصرين بنوره المهتدين بهديه إنه ولي قريب مجيب.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(مفهوم الجهاد في سبيل الله)
القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.